» رأي
فواز: رائع، نريد مزيدا من الأعداء!
مقالات أخرى - 2011-06-18 - 10:15 ص
باقر درويش*
وحدها الرواية الرسمية هي ما يصح أن تنقلها وسائل الإعلام وبيانات المنظمات الدولية والحقوقية، ومواقف الحكومات الغربية والعربية، وكل ما دون ذلك هو تآمر واضح مع إيران وحزب الله والعراق ضد مصالح المملكة الخليجية الديموقراطية جدًا!
هكذا يبدو المشهد في البحرين، نظام يمتهن الكذب ولايتقنه، ويضع مجموعة من الشخصيات التي لا تحمل كفاءة الإجابة على أسئلة الصحافيين فضلا عن إدارة أهم الوزارت في الدولة، تحت إشراف عقلية قبلية أمنية تحب اتهام أبناء شعبها بالبهتان والزور، ولا تعرف كيفية الفصل بين خيط السياسة والعسكر.
العداء الجديد الذي استحدثه الإعلام البحريني الركيك، حسب تسمية عقيل سوار، اصطدم مع الصحيفة البريطانية الهامة ذي اندبندنت ومع الكاتب الأشهر في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك، لا يخرج خارج الدائرة السابقة؛ فالإعلام الركيك يمارس دوره القديم من دون أي تطوير يوازي تطور العالم الذي لم تعد تنطلي عليه ألاعيب السياسة القديمة، وبات يأخذ الحقيقة من مصدرها بدون تكلف.
إنه الخطأ ذاته الذي ارتكبه رئيس هيئة شؤون الإعلام الشيخ فواز عندما حاول أن يخدع نفسه في قناة LBC يتكرر ارتكاب الخطأ نفسه مع روبرت فيسك، لا تكف هذه الركاكة عن فتح نيرانها على الجميع، واستعداء الجميع، من أجل أن يصدقها الجميع بقوة الكذب والتضليل الركيك، تنسى أن العالم شاهد انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين عبر المشاهد المصورة في اليوتيوب وغيرها، وتبعية الحكومة لأمراء الرياض تفضحها الزيارات المكوكية التي تقدم عليها أي شخصية هامة ترغب بطرح تسوية جديدة، حيث الرحلة تقلع إلى السعودية أولا، وبعد أن تملي الأخيرة شروطها تتوجه نحو المنامة بما تحمله من نتائج نهائية أصدرها الجناح السديري، وهذا ما قله روبرت فيسك: المنامة المحتلة، الدولة الفاقدة لثقتها في نفسها، الدولة التي دخلت في جيب الدولة الكبرى.
لم يتأخر رد الإعلام الركيك، فليس لديه ما يبطئه من الثقالة والرزانة، قام بتكليف مكتب قانوني باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذه الصحيفة المرموقة، وفي عددها الجديد طالبت الاندبندنت المملكة المتحدة باتخاذ موقف أكثر تشددا وبفرض عقوبات على البحرين**، إنه الفخ الوهمي الذي وقع فيه من لايجيد المراوغة، بعد النجاح باستعداء وسيلة إعلامية مرموقة، ستعمل على فضح النظام في كل صغيرة وكبيرة بشكل مستمر، تدعمها بعض الصحف البريطانية والأجنبية التي لن تقبل بالحد من حرية التعبير، بالإضافة إلى ما ستتركه هذه الإجراءات من عامل قوة يساعد على تسليط الضوء أكثر على قضيتنا المحلية والجرائم الحكومية، فمن الذي سيصدق أن روبرت فيسك قد كذب أصلا؟، وأمام اختبار الاحتواء الذي لن ينجح بالمال السياسي تبقى الحقيقة، هي المحرك الأساس لموجة التعاطف الكبرى مع الشعب البحريني المضطهد، والمخاتلة، هي الفن الذي لم تُجد احترافه يا فواز!.
*كاتب بحريني
** http://www.independent.co.uk/opinion/letters/letters-perspectives-on-the-arab-spring-2298754.html