النظام البحريني يتحدى العالم برفضه الإفراج عن نبيل رجب
2013-12-01 - 6:23 م
مرآة البحرين (خاص): وقفت السلطات في البحرين في وجه مطالبات العالم للإفراج عن المناضل الحقوقي المعتقل نبيل رجب، ورفضت إطلاق سراحه رغم استكماله المدة المقررة في القانون.
وعلى مدى أكثر من أسبوع، أصدرت أهم المنظمات الدولية في العالم بيانات تطالب بإطلاق سراح الناشط الحقوقي المعروف، الذي جددت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان انتخابه نائبا لأمينها العام مؤخرا، كما أصدر السيناتور الأمريكي جون ماكغفورن بيانا مماثلا.
بيان أممي
وفي أقوى موقف دولي من اعتقال الحقوقي البحريني، أعلن الفريق المعني بالاحتجاز التعسّفي، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أن احتجاز نبيل رجب، إجراء تعسّفي، ومخالف للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وقال إن حقه في محاكمة عادلة لم يضمن له، مطالبا بالإفراج الفوري عنه وتعويضه.
في السياق ذاته، وتعضيدا للبيان الأممي، أصدرت العديد من المنظمات الدولية بيانات تطالب بشدة بالإفراج عن نبيل رجب، وقال الأمين العام لـ"المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب" جيرالد ستابيروك "حان الوقت لوقف تكرار الأخطاء نفسها الاحتجاز التعسفي والمحاكمات غير العادلة والإفلات من العقاب".
بدوره، قال رئيس "الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان" كريم لاهيجي: "إن قرار الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي هو نصر تاريخي لأنه يعترف بأن احتجاز نبيل رجب تعسفي بموجب القانون الدولي".
سيناتور أمريكي: ملتزمون بالعمل على إطلاق سراح نبيل رجب
من جانبه دعا عضو الكونغرس الأمريكي السيناتور جيم ماكغفرن حكومة البحرين للإفراج عن نبيل رجب بشكل غير مشروط، وذكر بيان صادر عنه أن رجب يقضي حاليا حكما بالسجن لمدة عامين لمجرد ممارسته السلمية لحقه في حرية التعبير.
وقال إنه كجزء من مشروع لجنة توم لانتوس، فقد اعتمد ماكغفرن رجب كسجين رأي وهو ملتزم بإلغاء إدانته و ضمان إطلاق سراحه فورا، كما دعا السيناتور إلى وقف التهديدات ضد جميع ناشطي حقوق الإنسان و زعماء المعارضة في البحرين.
وقال ماكغفرن إن نبيل يقدم "صوتا حاسما لأولئك الذين يعملون بسلام من أجل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون في البحرين"، وأضاف "الإفراج عنه في 29 نوفمبر/تشرين الثاني سيرسل إشارة مهمة إلى أن حكومة البحرين جادة بشأن الاستقرار السياسي والإصلاح. "
وكان ماكغفرن قد تحدث في جلسة عرض مستجدات البحرين الأخيرة في الكونغرس، في تاريخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، حول قضية نبيل رجب، وقال "لقد تبنيت شخصياً قضية الناشط الحقوقي نبيل رجب وهي قضية لن أتخلى عنها".
في حين رفعت عبارة "أطلقوا سراح نبيل رجب" من قبل عدد من المنظمات الأميركية الناشطة ومنها منظمة الشعار الوردي و ذلك في جلسة استماع عقدت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 في أحد مباني الكونغرس الأميركي.
الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان تخاطب الملك ورموز النظام للإفراج عن نبيل رجب
من جانبها نظّمت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب من خلال "مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان"، حملة مطالبات جماعية للسلطات البحرينية لضمان الإفراج عن نبيل رجب، نائب الأمين العام للفدرالية.
وقال الخطاب الذي وجّه إلى ملك البلاد وبعض رموز النظام، إن محاكمة رجب لم تلتزم بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة وكانت العملية بأسرها تحفها انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة منذ وقت القبض عليه وخلال الاحتجاز وصولاً للمحاكمة والإدانة.
واعتبرت الفيدرالية إدانة رجب تشكل انتهاكاً صارخاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي صادقت عليها البحرين، وتخلفا عن تنفيذ توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق، وحث المرصد السلطات المعنية للامتثال للقوانين الدولية والمحلية والإفراج عن رجب دون أي مزيد من التأخير.
منظمة العفو الدولية: استهتار وقح
من جانبها أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا شديد اللهجة مطالبة بالإفراج عن نبيل رجب فورا، وقالت إنه سجين رأي اعتقل لمشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة وحذرت المديرة في المنظمة حسيبة حاج صحراوي من أن فشل السلطات في إطلاق سراح رجب سيجعل من الأمور واضحة وضوح الشمس من أن سجنه ليس من العدالة ولا من القانون ولكن فقط لإسكاته.
وقالت صحراوي إن اعتقال رجب، سجنه ومحاكمته تدل على استهتار وقح من قبل السلطات البحرينية بحقوق الإنسان وحرية التعبير، وإن ذلك يظهر إلى أي مدى تذهب السلطات في البحرين في حملتها للقضاء على المعارضة، كما قالت إن قضيته تثبت إن البحرين لا تزال على الرغم من الوعود المتكررة للإصلاح مستمرة في خرق الالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان.
من جانبها أصدرت فروع المنظمة حول العالم بيانات مماثلة، وقالت منظمة العفو-فرع بريطانيا، إنه يجب على السلطات في البحرين أن تفرج عن نبيل رجب،
هيومان رايتس فيرست: ليست مفاجأة
بدورها انتقدت منظمة "هيومان رايتس فيرست" فشل سلطات البحرين في إطلاق سراح المدافع البارز عن حقوق الإنسان نبيل رجب، وقال المدير في المنظمة براين دولي "إنه أمر محبط، ولكنها ليست مفاجأة كبيرة أن نبيل رجب لم يفرج عنه. شهدت الأسابيع الأخيرة زيادة في استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان من قبل السلطات، وسيكون الإفراج عن نبيل عكس هذا الاتجاه" .
وأضاف دولي "إن رجب في السجن بسبب التعبير السلمي عن آرائه ضد الحكومة ليس إلا... إنها فرصة مهدرة من قبل السلطات..الحكومة لا تعرف كيف تساعد نفسها للخروج من الأزمة" .
وقال أيضا "البحرين بحاجة ماسة لشخصيات قيادية مثل رجب، وليس إسكاتهم في السجن، إذا كان الهدف الخروج من المأزق الحالي"
منظمات أخرى
وكانت شبكة آيفكس الدولية لحرية التعبير قد وجّهت رسالة لملك البحرين وكل من وزير الداخلية والعدل وحقوق الإنسان طالبت فيها بإطلاق سراح نبيل رجب عضو شبكة آيفكس، وذكرت أنه كسجين لديه حسن السير والسلوك، مؤهل للحصول على الإفراج المشروط في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
وعبر حسابها في تويتر، ندّدت منظمات أخرى بإبقاء نبيل رجب في السجن، بما فيها منظمة (رافتو) الأمريكية التي منحت رجب جائزتها السنوية عام 2011.
كما طالبت عدة مراكز ومنظمات الحكومة البحرينية بالالتزام بالقوانين البحرينية وبالإفراج عن المدافع عن حقوق الإنسان نبيل رجب، من بينها: مركز الخليج لحقوق الإنسان، مركز البحرين لحقوق الإنسان، "منظمة "فرونت لاين ديفندرز"، "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" و"معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان".
"من هو نبيل رجب": فيلم قصير
وبث ناشطون فيلما قصير تحت عنوان "من هو نبيل رجب"، يظهر فيه مجموعة من كبار الناشطين الحقوقيين في مختلف المنظمات الدولية حول العالم، وهم يذكرون تجاربهم مع نبيل رجب، مشيدين بشخصيته وأدائه وعمله السلمي من أجل حماية حقوق الإنسان في البحرين.
هامش:
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة