الصحف العربية: المنامة تكسر «الحصار الملكي» وعصيان مدني في 14 فبراير... والأزمة تراوح مكانها

2013-12-19 - 11:29 ص

مرآة البحرين (خاص): ركزت بعض الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم على الفعاليات التي دعت إليها الجمعيات المعارضة وحركة 14 فبراير في "عيد الشهداء" خلال اليومين الماضين وعلى مواقف لمسؤولين في المعارضة من الأزمة الراهنة أكدت أن لا حلول في الأفق وأن الأوضاع تراوح مكانها. كما تحدثت بعض الصحف عن لقاءات وزير الخارجية البحريني مع مسؤولي الإمارات وتوقيع مذكرات تفاهم .

وقد تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن تظاهرات اليومين الماضيين وقالت إنه "على الرغم من استنفار السلطة في مملكة البحرين لإفشال إحياء المعارضة فعاليات "يوم الشهيد" بالتزامن مع "يوم الجلوس"، إلا أن ذلك لم يمنع البحرينيين من الخروج إلى الشارع بالآلاف في تجديد لثورتهم التي تخطت الألف يوم. وعلى مدى اليومين الماضيين، خرج البحرينيون في تظاهرات في عشرات المناطق البحرينية حملت شعار "يسقط حمد"، بدعوة من ائتلاف شباب "ثورة 14 فبراير"، فيما واجهت القوات الأمنية المحتجين بالقوة المفرطة، في وقت كان فيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة يحتفل بعيد جلوسه الرابع عشر على الحكم بخطاب اعتبره الشارع البحريني المنتفض خطاباً مستفزاً.

وقالت الصحيفة اللبنانية إن مصادر الشرطة أكدت سقوط العديد من الجرحى جرّاء إطلاق الرصاص الانشطاري المحرم دولياً، فيما مارست الشرطة حملة عقاب جماعية بإطلاق قنابل الغازات الـC4 القاتلة على منازل المواطنين.

واعتبرت الصحيفة أن "ائتلاف "شباب 14 فبراير" نجح في كسر "الحصار الملكي" الذي فرضه الملك على العاصمة المنامة بمنع التظاهر داخلها، بحشد التظاهرات المتفرقة التي جابت شوارع العاصمة في ثلاث جولات متتالية استمرت حتى المساء، ردد خلالها المتظاهرون شعارات المطالبة بإسقاط النظام الملكي وإنهاء الدكتاتورية القبلية، فيما واجهتهم القوات الأمنية بالأسلحة النارية ومطاردتهم بالكلاب البوليسية في أزقة الحي التجاري. وأكد شهودٌ اعتداء رجال الشرطة على النساء واعتقال العديد من الناشطين، بينهم أطفال ورجل ستيني.

واشارات "الاخبار" الى تظاهرات في بلدات باربار، سلماباد، الدّيه، المالكية، كرزكان، أبوصيبع، الشاخورة، المرخ، المصلى، اسكان جدحفص، أبوقوة، المقشع، عراد وعشرات المناطق الأخرى .

وقالت الصحيفة أن بلدة "كرزكّان" القريبة من قصر الملك، شهدت اقتحاماتٍ لمركبات وزارة الداخلية ومطاردة المحتجين وفرض حواجز أمنية في مدخلها، بالإضافة إلى المداهمات المنزلية بحثاً عن ناشطي الاحتجاجات. ولم يختلف المشهد في "جزيرة سترة" جنوبي العاصمة المنامة، التي شهدت اشتباكات مع القوات الأمنية التي أغرقت منازل المواطنين بالغازات المسيلة للدموع في حملة عقابٍ جماعي. وارتفعت أعمدة الدخان بالإطارات المشتعلة من الشباب الثوري في بلدتي "الدير وسماهيج" قرب مطار البحرين الدولي، ما جعل القوات تفرض حواجز أمنية حول المطار وفي الشوارع المؤدية إليه.

وقالت الصحيفة اللبنانية أن "نجاح اليومين الماضيين دفع ائتلاف "شباب 14 فبراير" إلى إعلانه في بيانه الختامي للتظاهرات الاستعداد الشعبي لعصيانٍ مدني في 14 شباط 2014 يستمر لثلاثة أيام في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة، مشيراً إلى أن دماء الشهداء قد على رصاص النظام على مدى أكثر من عامين ونصف عام من عمر الثورة.

كما نقلت صحيفة "الاخبار" عن المتحدث باسم حركة "تمرّد" ـ البحرين، حسين يوسف، خطاب الملك بأنه "خطاب كراهية مسكون بعقدة فقدان الشرعية". ولفت يوسف في حوار مع وكالة "أنباء فارس" الإيرانية إلى أن "النظام الفاقد للشرعية يحاول الهروب من الاستحقاقات الشعبية والقفز على أزمته".

لا حلول في الأفق... في انتظار تسوية إقليمية

وفي موضوع آخر نقلت صحيفة "الاخبار" مواقف لرضى الموسوي، القائم بأعمال الأمين العام في "جمعية العمل الوطني الديمقراطي" ــ "وعد"، الذي كانت له زيارة لبيروت، واجرت معه حواراً عن آخر التطورات في البحرين ،فرأى ان التقارب الاميركي ـ الايراني "قد يكون في صالح القضية عندما يكون هناك تبريد للساحة مع السعودية". مشدداً على "أننا نريد تسوية بحرينية، وعلى البحرينيين أن يجلسوا بعضهم مع بعض"، مضيفاً "لحد الآن لا يزالون يتصرفون (أطراف النظام) على أنه ليس هناك أزمة...الأرضية أن يكون الشعب هو المسؤول في قرار الانتخاب".

ويقول الموسوي إنه لكي يكون هناك حوار جاد، "يجب أن تبرّد الساحة الأمنية". لذلك، هناك التزامات على النظام البحريني أن ينفّذها، وهي على الصعيدين الحقوقي والسياسي، ومن بينها توصيات "جنيف" التي وافقت عليها الحكومة في عام 2012، إضافة الى توصيات "اللجنة البحرينية لتقصّي الحقائق ــ بسيوني"، وغيرها من التوصيات. وبحسب الموسوي، "لم ينفّذ أي شيء من التوصيات التي طالبت بها أيضاً الدولة الكبرى. هذا استحقاق أمام العالم".

وأضافت "الاخبار" : الموسوي ليس متفائلاً على الاطلاق.. "نحن أمام مشكل كبير ولا يمكن تسويته إلا بحل المسألة السياسية. ليس هناك مؤشرات للحل في انتظار الحل الاقليمي". وفيما ستجري الانتخابات في البحرين بعد 10 أشهر، يشدّد الموسوي على "عدم المشاركة في الانتخابات في حال استمر الوضع على ما هو عليه".

وزير الخارجية يزور الإمارات ويوقع مذكرات تفاهم

وتحدثت كل من "الشرق الاوسط" السعودية و"الاتحاد" و"الخليج" الاماراتيتين و"الراية" القطرية عن زيارة وزير خارجية البحرين خالد بن احمد ال خليفة الامارت حيث التقى نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء محمد بن راشد آل مكتوم واجرى معه محادثات نقل خلالها تحيات الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتهنئة بفوز الإمارات باستضافة معرض «إكسبو 2020» الدولي.

كما تناولت المحادثات علاقات البلدين ودور اللجنة العليا المشتركة بين الإمارات والبحرين في ترسيخ العلاقات الأخوية في المجالات كافة بما يعود بالخير والمنفعة على الشعبين الشقيقين وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما تطرق الحديث إلى الوضع في المنطقة.

كما استقبل وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان بمكتبه بديوان عام الوزارة نظيره البحريني ،وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين وما تشهده من تطور مستمر في مختلف المجالات، وجرى خلال اللقاء أيضا تبادل الرأي حول كثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية.

ووقع عبد الله بن زايد وخالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في ختام اللقاء على عدد من مذكرات التفاهم، تتضمن التوقيع على محضر اجتماع الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة الإماراتية البحرينية التي عقدت في المنامة أخيرا. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في المجال البرلماني بين حكومتي البلدين ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنمية الاجتماعية بين وزارة الشؤون الاجتماعية بالدولة ووزارة التنمية الاجتماعية في البحرين ومذكرة تفاهم في مجال الإعلام بين المجلس الوطني للإعلام وهيئة شؤون الإعلام البحرينية.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus