اعتبرهم الملك البحريني خصوما... حصاد "اغتيال الطفولة": أكثر من 150 طفلا معتقلا ومعذّبا، و4 شهداء في 2013

2014-01-24 - 7:03 م

مرآة البحرين (حصاد الساحات): الطفولة في البحرين منتهكة، ليس مثل أي مكان آخر، فالأطفال من "طائفة معينة" هم خصوم النظام، لا فرق بينهم وبين آبائهم وأمهاتهم، كلهم أعداء مفترضون، يحضون على كراهية النظام، يهينون ملكه، ويريدون قتل "مرتزقته"، بحسب القاعدة التي يعمل وفقها النظام!

لم تحل المواثيق الدولية التي صادقت عليها البحرين وخصوصا اتفاقية "حقوق الطفل"، من أن يقتل أطفال البحرين ويعتقلوا ويعذّبوا بل ويعتدى عليهم حتى في الشارع بأعقاب البنادق، ثم ولسخرية القدر، يجرجروا إلى المحاكم بتهمة الاعتداء على "رجال الأمن"!

لم يعد النظام يخجل من استهدافه للأطفال رغم الإدانات الدولية الواسعة، بل زاد من وتيرة انتهاكاته ضدّهم، وصار يتبجّح بأن هؤلاء ليسوا "أطفالا"، ويجب أن لا تأخذكم الشفقة عليهم لأنهم "مجرمون"! 

منظمة العفو الدولية أطلقت في مايو/أيار 2013 حملة تحت عنوان "سجن الكبار لا يصلح للصغار" ضمنتها ملصقا يحمل رسما للطفلين إبراهيم المقداد وجهاد الحبيشي، اللذين يواجهان حكما بالسجن لمدة 10 سنوات بموجب "قانون الإرهاب"!

وتعتبر نسبة انتهاكات النظام البحريني بحق الأطفال من أعلاها في  دول الربيع العربي، وكان من بين الحالات الأدهى محاكمة طفل بتهمة "إهانة الملك" بتغريدة على "تويتر"!

أحد الأطفال قال لقاضي الأحداث إنه تعرض للضرب الشديد بينما كان رأسه مغطى، وتم إنزال ملابسه الداخلية وتعريته وهدد بالصعق في عورته، ووضعت بالقرب من دبره أداة حادة وهدّد بإدخالها في دبره، لكن النيابة العامة زجرته واعتبرته كاذباً، ثم اتهمته بالتجمهر والاعتداء على رجل أمن! 

واعتدت قوات النّظام بالضرب المبرح على طفل من منطقة "كرباباد" كان يتجول على دراجة هوائية وبحوزته لافتة كتب عليها "صمود"! وبينما كانت عناصر المرتزقة تعتدي على طفل من "كرزكان" قال لهم إنهم مصاب بمرض السرطان في ركبته، لتكون النتيجة أن يتعمدوا ضربه عليها! في حين تعرّض عدة أطفال لمحاولات دهس حتى من مدرّعات النظام! 

الأطفال في "تقرير بسيوني"

أفرد رئيس لجنة تقصي الحقائق البروفيسور شريف بسيوني أجزاء من تقريره عن الانتهاكات ضد الأطفال، مؤكّدا تعرضهم لـ"الإرهاب" إلى جانب أفراد كل عائلة يداهم منزلها، وقال إن العديد من الآباء والأمهات اعتقلوا وتعرّضوا لاعتداءات أمام أعين أطفالهم!

وفي سياق اعتقال الأطفال أكّد بسيوني أنه "تم انتزاع الأطفال من أَسرَّتهِم وهم يصرخون ويبكون، وكثيرًا ما كانوا يبُاعَدون عن أمهاتهم بالقوة مما تسبب في حدوث صدمات نفسية لكل من الأطفال والأمهات" (الفقرة 1162- ك).

وذكر بسيوني أن محققي اللجنة شهدوا إحدى الوقائع التي تم فيها القبض على أطفال دون الخامسة عشرة حيث جرت عملية القبض في 1:40 من صباح الأول من أغسطس/آب 2011، ووجد المحققون عددًا من الأولاد المراهقين يقفون مكبلين ومعصوبي الأعين. كان الأولاد جميعا قد تعرضوا للضرب، كما كانت ثمة حروق في صدر أحدهم وهو في الرابعة عشرة جراء الحرق بالسجائر. (الفقرة 1138).

وقد أشار تقرير بسيوني في الفصل الرابع (الفقرة 969) إلى وفاة الطفل السيد أحمد شمس (15عاما) بسبب إصابته بقنبلة مسيلة للدموع في رأسه من مسافة قريبة في مارس/آذار  2011، كما أشار إلى إصابة طفل ذي 12 عاما برصاص الشوزن (الفقرة 801). 

اطفال

الأطفال ضحايا القمع: الغازات السامة ورصاص الشوزن

رضيع (6 أشهر) عائلة المواطن عبدالله سعيد قالت إن طفلها الرضيع ذي الستة أشهر، عانى من مضاعفات شديدة، وأخذ يتقيأ بشكل متواصل، بعد تنشقه كميات كبيرة من الغازات المسيلة للدموع التي ألقيت على منطقة السنابس في 15 مارس/آذار 2013، ونقل الرضيع في منتصف الليل إلى مستشفى السلمانية لتلقي العلاج.

الطفلة فاطمة الخواجة (15 عاما) وتعتبر حادثتها هي الأبرز في عام 2013 بعد تعرضها لطلق أصابها في بطنها وصدرها، وهي داخل منزلها وذلك في اليوم الثالث من فعالية (تمرد) 16 أغسطس/آب، وقد أدخلت الخواجة إثر ذلك المستشفى مرتين بسبب النزيف الحاد التي تعرضت له جراء طلقات الشوزن التي استقرت في بطنها.

الطفل محمود كاظم مكي (12 عاماً - من منطقة أبوقوّة) في بداية شهر أبريل/نيسان دخل في غيبوبة إثر استنشاقه كمية كبيرة من الغازات السامة التي يطلقها النظام على المنازل الآمنة خصوصاً أوقات الليل، والطفل مصاب بفقر الدم المنجلي "السكلر"، وقد شخّصت حالته بالتهاب حاد في الرئة.

الطفل أحمد النهام (5 أعوام) لا زالت معاناته مستمرة بعد أن أصيب برصاص الشوزن في عينه على يد قوات الأمن بينما كان بجانب والده أثناء بيعه السمك في يونيو/حزيران 2012، وقد أجريت له عملية جراحية في أبريل/نيسان 2013 استأصلت خلالها عينه اليسرى، بعد إصابتها بالأسلحة النارية. واستكمالا لمرحلة العلاج أجريت له عملية جراحية في سبتمبر/أيلول لزراعة عين صناعية بدلا عن العين التي فقدها.

الأطفال المعتقلون

بلغ عدد الأطفال المعتقلين في السجون البحرينية منذ بداية الثورة ما يقارب  450 طفلاً، منهم أكثر من 150 في 2013، وجميعهم اعتقلوا لأسباب سياسية تتعلق بحرية الرأي والتعبير.  وتنوّعت طرق اعتقال الأطفال بين القبض عليهم خلال مشاركتهم في مسيرات شعبية داخل القرى، أو اعتقالهم من نقاط التفتيش، أو من الشارع، أو باختطافهم من قبل قوات ملثمة من منازلهم فجرا. . 

معظم هؤلاء الأطفال تعرضوا للتعذيب أثناء اعتقالهم وأجبروا على الاعتراف بما يرغب به المحققون ، ويحاكم بعضهم بتهم ضمن قانون الإرهاب!

الطفل سلمان مهدي (13 عاما) أصغر معتقل سياسي في البحرين، اعتقل في 11 أغسطس/آب بتهمة القيام بأعمال شغب، تعرض للضرب يوم اعتقاله والتهديد باعتقال والديه، ساقوه إلى المحاكم عدة مرات، أطلق سراحه بعد 27 يوما من اعتقاله. 

الطفل حسن ملا علي صالح (15 عاماً) اعتقلته ميليشيات النظام، فجر 12 مارس/آذار من منزله في منطقة البلاد القديم، من دون وجود أمر قضائي أو تهمة ضده، وأكد والده أن عناصر الميليشيات قدمت بـ7 سيارات وجيب تابع للمرتزقة وسيارتين مدنيتين لاعتقال طفله من غرفة نومه. 

الطفل حسين هاشم فردان (17 سنة) قامت الأجهزة الأمنية في 5 أبريل/نيسان باعتقاله خلال كمين لسيارته بالقرب من "محطة النور" في منطقة سترة، إذ أقدم مدني مسلح بوضع المسدس قريبا من رأسه. اقتيد إلى التحقيقات حيث تعرض لتعذيب شديد وتحرش جنسي لإجباره على الإعتراف بتهم ملفّقة.

الطفل علي عبدالرضا اعتقلته قوات الأمن في 7 أبريل/نيسان أثناء مرور سيارة عائلته بنقطة تفتيش في البلاد القديم، واقتادته إلى مبنى التحقيقات الجنائية ومن ثم نقل لسجن الحوض الجاف، ويعاني عبد الرضا من مرض الروماتيزم والقلب.

الطفل حسن حبيل أحمد (17 عاما) اعتقل في 7 فبراير/شباط  أثناء عودته إلى منزله في منطقة البلاد القديم، حيث تعرض لوجبات من التعذيب والضرب على يد قوات الأمن، وشملت تجريح جسده بالزجاج، واضطرت عائلته لسحبه من المدرسة خوفا على مستقبله الدراسي.

الطفل محمد جميل من سكنة جزيرة "النبيه صالح"، ظهرت صورة بثها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي في شهر يونيو/حزيران لمجموعة من المرتزقة وهي ترفعه من فوق سور أحد المنازل، وتعتقله  بطريقة وحشية، فيما أفادت معلومات عن تعرضه للضرب من قبل المرتزقة أثناء اعتقاله.

الطفل جعفر المقداد (14 عاماً) أمرت السلطات الأمنية بإيقافه لمدة 60 يوماً تحت قانون الإرهاب في بداية سبتمبر/أيلول. وكانت قوة أمنية قد اعتقلت المقداد أثناء مداهمتهما بركة للسباحة كان يتواجد فيها مع  حوالي 14 من رفاقه. وهو يعد أصغر طفل يحاكم وفقاً لقانون الإرهاب.

الطفل علي حاتم علي سلمان (14 عاماً) أطلق نشطاء حقوق إنسان عالميون في نهاية سبتمبر/أيلول حملة للإفراج عنه من السجون البحرينية، ودشنوا عريضة موجهة إلى وزير العدل البحريني لمطالبة الحكومة بحماية الطفل علي حاتم. وكان حاتم قد تعرض للتعذيب والصعق بالكهرباء لإجباره على الاعتراف بتهم ملفّقة، وأطلقت منظّمة العفو الدولية من جهتها أيضا نداء عاجلا لحمايته ومعاملته بقانون "الأحداث".

طفولة

محاكمة الأطفال

آباء يقودون أطفالهم للمحاكمات، هذا هو المشهد في المحاكم البحرينية. معظم هؤلاء تعرض للاعتقال والتعذيب فآثروا الاستسلام للمحاكم كي يحموا أنفسهم من سياط الجلادين. قاموس المحاكم والجلسات بات معروفا في أذهان الصغار قبل الكبار، وجميع التهم تتعلق بالسياسة، و"الإرهاب"، وقد بلغ بعضها إلى مستوى "الشروع في القتل"

الطفل علي فيصل الشوفة (17 عاماً) حكمت المحكمة عليه في 25 يونيو/حزيران بالسجن عاما واحدا بتهمة انتقاد الملك على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"! . 

الطفل علي عيسى (10 سنوات) أول محاكمة لـ"علي" جرت في 30 أكتوبر/تشرين الثاني، وكانت تهمته التجمهر وحيازة المولوتوف، اعتقل بينما كان يلعب مع أصدقائه بالقرب من منزله. 

الطفل أحمد العجيمي (16 عاماً) من منطقة كرانة، حُرم من إكمال دراسته بعد اختطافه مع ابن خالته سلمان عليان (19 عاما) خلال عودتهما من رحلة فجر 2 يوليو/تموز. تعرض أحمد لألوان من التعذيب والتهديد بالتحرش الجنسي وأرجأت محاكماته 6 مرات. 

الطفلان إبراهيم المقداد وجهاد الحبشي أيدت محكمة الاستئناف في 29 سبتمبر/أيلول/  أحكاما بالسجن 10 سنوات لكليهما بتهمة حرق مدرعة في البلاد القديم، وقد حوكموا ضمن قانون الإرهاب. 

الأطفال ضحايا الضرب والتعذيب

أظهر شريط فيديو صوّر في مستشفى السلمانية لمعتقلين بالحوض الجاف كانوا يتحدثون عن تعرض الأطفال للتعذيب والتحرش الجنسي بالسجن، كما أظهر فيديو آخر رجال أمن كانوا يصفعون طفلا مر من أمامهم في قرية "القرية"! 

الطفل عبدالله البحراني (13 عاما) نقلت منظمة العفو الدولية تعرضه للضرب على أسفل رأسه والتهديد بالصعق الكهربائي، اعتقل في 17 ديسمبر/كانون الأول بتهم تتعلق بالشغب ومهاجمة دورية أمنية. 

الطفل  أحمد  العجيمي (16 عاما) اعتقل في 2 يوليو/ تموز، تعرض للتعذيب والنفسي في مبنى التحقيقات الجنائية، ووضع في غرفة مُظلمة وتم تقييد يديه وإجباره على الوقوف نحو الجدار لفتراتٍ طويلة، وتعرض للضرب باستخدام خرطوم بلاستيكي على جميع أنحاء جسده من أجل إجباره على الإدلاء باعترافات مكتوبة سلفا. 

الطفل قمبر ميرزا أحمد (16 عاما) اعتقل خلال مشاركته في مسيرة سلمية بقرية كرزكان في 14 أبريل/نيسان، أحاط به المرتزقة وأوسعوه ضربا بكعب السلاح على رأسه، سال الدم من رأسه، ثم اقتادوه بسيارتهم إلى المركز، وعندما عرفوا بإصابته بمرض السرطان في ركبته تعمدوا ضربه عليها!

الطفل عبدالله حسن المرزوق (11 عاما) اعتدت قوات المرتزقة التابعة لوزارة الداخلية بالضرب عليه بينما كان يلعب برفقة صديقه خارج المنزل، تعرض للصفع على وجه، ووجهت له ركلات في ظهره وكتفه.

الأطفال الشهداء

نالت فئة الأطفال عمليات القتل خارج نطاق القانون وبلغ عدد الأطفال المستشهدين خلال الثورة 16 طفلا منذ 2011 جميعهم دون سن الثامنة عشر، في حين بلغ عدد الأجنة المفقودين الذي تم إحصاؤه 22 جنيناً.

الطفل قاسم حبيب (8 أعوام) استشهد في 27 يناير/كانون الثاني بعد تأثره بمضاعفات استنشاق الغازات المسيلة للدموع التي ألقتها قوات الأمن على منزل عائلته بمنطقة الديه ما أدى إلى تعرضه للاختناق، والطفل الشهيد مصاب بالربو، وتم نقله مباشرة إلى المستشفى، إذ بقي هناك 8 أيام قبل أن يستشهد.    

الطفل حسين الجزيري (17 عاما) استشهد في الذكرى الثانية لانطلاق الثورة البحرينية 14 فبراير/شباط، بعد إصابته بالرصاص الانشطاري (الشوزن) المحرم دولياً في بطنه ورئته ومناطق متفرقة من جسده، وذلك إثر الاحتجاجات التي شهدتها معظم مناطق البحرين وقوبلت باستخدام مفرط للعنف من قوات النظام.

الطفل علي خليل الصباغ (17 عاما) استشهد بسبب إصابته بطلقة صوتية مباشرة خلال تظاهرة شهدتها منطقة بني جمرة غرب العاصمة المنامة 22 أكتوبر/تشرين الأول. وقال شهود عيان إن قوات الأمن أطلقت النار بشكل متعمد على المتظاهرين الأمر الذي أدى إلى إصابة المتظاهر الصباغ بقنبلة صوتية بشكل مباشر في رأسه أدت إلى وفاته على الفور.

الطفل أحمد عبد الأمير (15 عاما) توفّى إثر إصابته بحروق من الدرجة الثانية أصيب بها خلال التخطيط لاحتجاجات. ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أعلنه شهيداً وقال إن “المرتزقة تعمدت عدم السماح لسيارة الإسعاف من دخول بلدة السنابس لإسعافه، ما أدّى لتدهور خطير في حالته الصحيّة" انتهى باستشهاده. 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus