جرافيتيو جدران (باربار): نرسم لننوع أشكال الاحتجاج السلمي بطرق أكثر جمالية وأكثر جذباً
2014-02-26 - 6:10 م
مرآة البحرين (خاص): إذا كانت جدران معظم مناطق البحرين هي جرافيتي لثورة 14 فبراير، فإن جدران منطقة باربار واحدة من أبرزها وأكثرها فنيّة. واجهات بيوت كاملة تقول الثورة والصمود والقتل والانتهاك الذي يتعرض له الشعب البحريني منذ 3 أعوام كاملة. جدران باربار توجه خطابها إلى العالم كما تفعل إلى المستبد، فترفض الفورمولا وتجسّد رسائل سباقات تقوم على الدم.
ما يميز باربار أكثر من غيرها أن جدارياتها ليست كتابات فقط أو خربشات وشخابيط، بل هي لوحات فنية كبيرة، ما يجعلها متعة بصرية بالإضافة لكونها نوعا من المقاومة السلمية المدنية ورسالة فنية خاصة.
مخاطر كثيرة تحيط بالجرافيتيين الثوريين، منها أن يتم كشفهم واعتقالهم وتلفيق التهم ضدهم، وهو أمر في غاية البساطة، أو تعرضهم للاعتقال بينما هم يقومون بالرسم على الجدران، لهذا يلجأون إلى رسم القوالب الجاهزة. يقول (م.س) أحد جرافتيي باربار: "أختار الصورة المناسبة بهدوء، ثم أعد قالباً جاهزاً لأنها الطريقة الأسهل والأسرع نظراً لحساسية الوضع الأمني". لكن في كل الأحوال العملية تحتاج إلى أدوات قد يصعب توافرها، كما تحتاج بعض الرسومات لجهاز (بروجكتر) لتوضيح ملامح الصور لإتقان رسمها. ونهتم بالدرجة الأولى بأصباغ الجدارن التي نعتني في اختيار جودتها، ودائما ما تكون نوعية معينة من الصبغ. أما المكملات مثل أصباغ الرش أن تطلبت الرسومات وأدوات الصباعة الاعتيادية.
ورغم وجود طرق أخرى للرسم أكثر أماناً، إلا أن (م.س) يفضل الجدران، يقول: "الجدران لها شعبيتها الخاصة بين الناس، ولها جماليتها كذلك، وهي تبث الحماس وتشعرنا أن الثورة حاضرة في كل مكان"، ويضيف "اللوحة الجدارية تتيح مجالاً بصرياً واسعاً، ورؤية لأكبر عدد من المشاهدين، تلفت نظر جميع الأهالي والعابرين في المنطقة، وهي وسيلة سريعة الانتشار في وسائل الاعلام".
لكن كيف يختار (م.س) أفكاره ولوحاته؟ يقول: "أبحث عما هو جديد من الصور على صفحات ومواقع الانترنت الخاصة بالثورة البحرينية، أرسم ما يلفتني وما أشعر أنه من المهم أن يظل مشهداً حياً ليقول الثورة، وأحياناً أتقمص أفكاري أو أستعيرها من كاريكاتور بعض الفنانين والرسامين العالميين"، ويؤكد: "من الضروري أن تبرز الصورة المختارة أو الفكرة، ظلامة هذا الشعب الذي لا ناصر له".
يرى (م.س) أن جرافيتي الجدران "يظهر حقيقة الوجه الحضاري والسلمي للثورة البحرينية، ويعمل على إيصال رسالتها للعالم، فكثيراً ما تبهر الجدران الوافدين من الإعلاميين والحقوقيين ويرونها أحد أشكال الاحتجاج السلمي الحضاري الراقي". ويدعو الشباب البحريني في كل مكان إلى تفعيل هذا الفن الجداري وجعله أحد واجهات الثورة وشكلاً من أشكال حراكها.
(س.ع) فنان جرافيتي آخر من باربار، يقول: " بعد ما شهدناه من انتشار واسع في الوسط الإعلامي لأعمالنا، صارت لدينا قناعة بأن الجدار له أثر كبير في إيصال رسائل الثورة في الداخل والخارج، لهذا واضبنا على هذا العمل". ويؤكد: " أكثر ما كان يهمنا هو مناصرة الثورة، ورأينا بأن تلك الأعمال ساهمت في إيصال ما يعانيه الشعب البحريني للداخل والخارج، وصارت صور الجدران خلفيات للكثير من الصور التي نشرت في الصحف العالمية".
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة