مرآة الصحافة (خاص): ركزت الصحف الصادرة في البحرين اليوم على نتائج جلسة حوار التوافق الوطني أمس الثلثاء، والتي أفضت إلى التوافق في المحاور الفرعية، فيما بقي الاختلاف على آلية تشكيلة الحكومة، في حين استمرت ردود الفعل على انسحاب جمعية "الوفاق" من الحوار الذي وصفته بأنه "منتدى حوار يفتقد للتمثيل الشعبي الحقيقي ولأركان الحوار الجدي". 

وذكرت صحيفة "الوسط" أن جمعية "الوفاق" أبلغت رئاسة حوار التوافق الوطني رسمياً بانسحاب فريق الجمعية من الحوار، وأنها متمسكة بمرئياتها المبنية على المطالب الشعبية بإجراء إصلاحات حقيقية. 

وقال رئيس وفد "الوفاق" إلى الحوار خليل المرزوق، في خطابه المرسل إلى رئيس الحوار خليفة الظهراني أمس الثلثاء، إنه "نظراً لعدم استجابتكم لأيِّ من طلباتنا المخلصة في مناقشة التمثيل الشعبي في الحوار وإجراءاته ومساراته وأجندته وضرورة الإمضاء الشعبي لمخرجاته، وعدم إتاحة الفرصة الكاملة لنا لمناقشة مرئياتنا، واقتصار الحديث على 3 دقائق في كل جلسة من جلسات الحوار، واتضاح الصورة لنا بأن هذا الذي دُعينا إليه لا يعدو كونه "منتدى حوار" يفتقد للتمثيل الشعبي الحقيقي ولأركان الحوار الجدي، ولأننا لا نستطيع أنْ نكون شركاء في نتائج لا تمثل الإرادة الشعبية الحقيقية، ومصادرة المطالب الشعبية المشروعة بحسب تعبيرات مُختلِفة من جلالة الملك وسمو ولي العهد، فإننا نعلمكم بانسحابنا رسمياً من هذا الحوار". 

مشاورات لاتحاد النقابات لإرجاع المفصولين  في غضون ذلك، نقلت "الوسط" عن الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيد سلمان المحفوظ قوله إن مشاورات يجريها الاتحاد مع النقابات التي يوجد فيها عمال ونقابيون مفصولون من أجل التوصل إلى تصورات للتحرك المقبل لإرجاع المفصولين. 

ودعا المحفوظ إلى "تفهم هذه القضية التي لها من الأهمية ما يفوق كل القضايا الأخرى"، رافضاً بقاء المفصولين دون أمل في العودة، مضيفاً "الأسوأ من ذلك استمرار عملية الفصل والتسريح وخصوصاً في القطاع الحكومي الذي كنا نعول على أن يكون توقيفه للعمال تمهيداً لإرجاعهم، لكن للأسف فوجئنا بالفصل والتسريح بما لا ينسجم مع حوار التوافق الوطني، الذي يراد له إخراج البلاد من مأزقها". 

استمرار الاختلاف بشأن آلية تشكيل الحكومة 

وعلى صعيد جلسة الحوار أمس الثلثاء، أشارت "الوسط" إلى استمرار الاختلاف أمس بشأن آلية تشكيل الحكومة، ففيما رأى البعض ضرورة استمرار الحال على ما هو عليه، رأى آخرون ضرورة أن تكون الحكومة منتخبة مباشرة من قبل الشعب"، مشيرة إلى أنه "كان بين الفريقين فريق ثالث ينادي بتعيين رئيس الوزراء من قبل الملك بينما يتم منح الثقة للوزراء من قبل مجلس النواب المنتخب". 

ونقلت "الوسط" عن المتحدث الرسمي باسم الحوار الوطني عيسى عبد الرحمن قوله إن "هناك رأياً يقول بأن يتم اختيار رئيس الوزراء من قبل جلالة الملك"، مشيرا إلى أن "هناك من رأى أن يتم تشكيل الحكومة من الشعب مباشرة، ورأت مجموعة أن يتم التصويت على منح الثقة في الوزراء فرداً فرداً بعد تعيين رئيس الوزراء من الملك"، مردفاً "وحول هذا البند سجل المشاركون توافقاً مع استثناء يتمثل في التوافق على أن يقوم جلالة الملك بتعيين رئيس الوزراء ويكلفه بتشكيل الحكومة". 

من جهتها، تطرقت صحيفة "أخبار الخليج" إلى نتائح جلسة الحوار بالقول: "في نقلة ديمقراطية نوعية وسابقة على مستوى الوطن العربي توافقت المعارضة البحرينية ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية والشباب ورجال الدين والبرلمانيون ورجال الاعمال والفعاليات النسائية أمس على حق الشعب في تغيير الحكومة وطرح الثقة فيها، سواء عبر تصويت مجلس النواب على التشكيل الوزاري أو تصويتهم على برنامج عمل الحكومة، وفي كلتا الحالتين يستطيع ممثلو الشعب طرح الثقة في الحكومة". 

مشاريع البحرين في غزة  من جهة أخرى، أوردت "أخبار الخليج" أن البحرين "خطت خطوة عملية مهمة على طريق تنفيذ مشاريعها في غزة واتخاذ الإجراءات الإدارية والمالية لضمان نجاح تنفيذ هذه المشاريع بحسب الجداول الزمنية المتفق عليها، مع السفير بيتر فورد ممثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)".  

ولفتت الصحيفة إلى أنه تم توقيع اتفاقية تنفيذ هذه المشاريع وتشمل "بناء وتجهيز مدرسة البحرين التي تستوعب خمسة آلاف طالب بكلفة قدرها مليونان وثلاثمائة ألف دولار أميركي، وتوسعة مدرسة الفخاري الابتدائية المختلطة ببناء وتجهيز ثمانية فصول دراسية تستوعب 500 طالب وطالبة بدعم مجلس النواب البحريني، بكلفة قدرها حوالي 200 ألف دولار أميركي".  من ناحيتها، أبرزت صحيفة "الأيام" زيارة الممثل الشخصي للملك الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة الى مجالس العائلات البحرينية، وتشديدها على "أنهم (العائلات) لا يتأخرون في تقديم كل ما لديهم في سبيل المحافظة على أمن مملكة البحرين ووقوفهم في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمنها واستقرارها". 

التوافق على إلغاء حبس الصحافيين 

وبشأن جلسة الحوار أمس، أشارت "الأيام" إلى الاتفاق على عدم تحويل التجمعات الدينية لمسيرات غير مرخصة وعدم رفع الأعلام والصور الأجنبية". 

ونقلت "الأيام" عن ممثّل جمعية الصحافيين في الحوار ورئيس لجنة الحريات محمد الأحمد قوله إن المشاركين في المحور الحقوقي أجمعوا أمس على مطلب إلغاء حبس الصحافي وإنشاء مجلس أعلى للصحافة.  وأوضح الأحمد: "أجمع المتحاورون على الكثير من الرؤى التي طرحتها جمعية الصحفيين وتطالب بها وفي مقدمتها إلغاء حبس الصحفي من قانون الصحافة مع التأكيد على أن يتضمن القانون الضوابط الأخلاقية التي تتضمن عدم سوء استغلال المهنة، كما أقر المتحاورون إنشاء مجلس أعلى للصحافة يكون جهة تعنى بمحاسبة الصحفيين قبل نظرها من قبل المحاكم وتتكون من قاضٍ وعضو من جمعية الصحفيين وعضو من جمعية المحامين إضافة إلى المؤسسات الأخرى المعنية". 

بن علي: ولاية الفقيه قررت إنسحاب "الوفاق" 

اما صحيفة "البلاد" فنقلت عن الأكاديمي في القانون الدستوري والعلوم السياسية المستشار محمد بن أحمد آل بن علي قوله، إن أمانة ولاية الفقيه في جمعية "الوفاق" هي التي قررت الانسحاب من حوار التوافق الوطني كما قررت سابقا المشاركة فيه من أجل تحقيق هدف واحد وهو الانسحاب، معتقداً  أن الانسحاب "هو الغاية السياسية وليس المشاركة في الحوار الوطني، بمعنى آخر أن الانسحاب من الحوار هو الهدف السياسي في الأجندة السياسية لأمانة الفقيه في جمعية "الوفاق".