رمانتين ما تنمسك بفد إيد
أنور الرشيد - 2011-08-01 - 11:38 ص
أنور الرشيد*
منذ يوم الخميس الماضي وأنا أقرأ نتائج الحوار الوطني علني أجد فيه شيئاً يشفي غليلي أو شيئاً يعطي بارقة أمل، أو شيئاً على أقل تقدير ينبئ بمستقبل مغاير ومختلف عن ما قبل الرابع عشر من فبراير، فلم أجد شيئاً مختلفا عما سبقه، في حقيقة الأمر عندما سبق وأن كتبت عن أكذوبة الحوار جاءتني ردود فعل تتهمني بالتشاؤم وأني أضع العصي بدواليب الحوار، وأني أستعجل بالوصول للنتائج قبل أن تظهر على الواقع.
وكنت أرد على من قال ذلك بالقول انتظر، إن لناظره لقريب فمدة شهر ليست بالطويلة، وأتمنى من كل قلبي وبمختلف جوارحي أن تحل المعضلة البحرينية المستمرة منذ عقود، في غضون شهر وأتمنى أن أكون وقناعتي على خطأ. في شهر فقط سيحلون المعضلة البحرينية يا سلام، يا أخوان ها هو الشهر انقضى و بلا رجعة وظهرت النتائج والكل مجمع على أنها لم تحقق الحد الأدنى من المطالب السبعة التي طرحها الشعب البحريني بشكل سلمي وحضاري.
إذن نحن أمام واقع اليوم لا يستطيع المتفائلون أن يقنعونا بعكس ما هو حاصل على الأرض والآن اتضحت الحقيقة التي يحاول النظام وأنصاره أن يقنعونا، بأننا نسير بالطرق الخطأ، أي طريق خطأ تتحدثون عنه يا أخوان، إن التعامل مع الواقع وقراءة المصالح التي تحكم سياسات كلا طرفي النزاع واستخلاص نتائج مبكرة على ضوء تلك الحقائق تعتبرونه تشاؤماً ووضع العصي بدواليب المسيرة المباركة، أنا يا أخوان وبكل صراحة أقولها لن ولم ولا تريدون حل المشكلة أو الإشكالية البحرينية، نعم لا تريدون وأنتم من يضع العصي بدواليب الزمن، لكي يقف عن منعطفه الذي هو عليه اليوم، وإلى الأبد وهذا ما أثبه الواقع والتاريخ بأنه من المستحيل.
أخوتنا العراقيون لديهم مثل ظريف، يقول (رمانتين ما تنمسك بفد إيد= بيد واحدة) تريدون السلطة والثروة وإلى الأبد فهذا مستحيل ويخالف المنطق والعقل والتاريخ، لذا لم تستمر كل الأسر الحاكمة على مر التاريخ البشري واحتفظت بامتيازاتها وسلطاتها إلى الأبد منذ نشأت البشرية، وحتى يومنا هذا، إلا الأسر الحاكمة الذكية التي استوعبت دروس التاريخ وأدركت بأن مسك رمانتين بفد أيد، ما يمكن لذا لجأت إلى خيار السلامة والأمن والاستمرار بالحكم وبالامتيازات وبالأبهة والمكانة العالية بقلوب شعوبها، وحازت على محبة حقيقة وليست محبة تشترى وتباع بأقرب فرصة ممكنة، فعندما أشاهد تلك الشعوب المتحضرة تقف أمام قصور ملوكها بالمناسبات حاملين الزهور التي اشتروها من حر أموالهم وبدون دافع وإجبار من رئاسة الجمهورية العتية أو من الديوان الملكي أو الأميري، أقول هذا هو الحب الحقيقي الذي لا يتزلف ولا ينافق، فالأسر المالكة وعلى رأسها الأسرة البريطانية التي مرت بصراع طويل مع شعبها قبل أكثر من أربعمائة سنة وصلت لحقيقة مفادها التعامل مع الواقع ومستجدات الزمن أفضل من مقاومته ورفضه لذا كسبت تلك الأسرة عقول وقلوب شعبها، ولحقتها بعد ذلك كل الأسر المحيطة بها في الدول الأسكندنافية والأسر الملكية في أوروبا كلها، وها هي تنعم بمحبة شعوبها واستمرارية حكمها وإلى الأبد.
أنا أدرك بأن هذه الدعوة صعبة التقبل في ظل عقلية لا زالت تعتقد بأن القوة والعنف والمعالجة الأمنية والمقدرة على خلط الأوراق وتخريب المصالح المحلية والإقليمية والدولية وتدمير المجتمعات وإدخالها بحروب وصراعات كفيلة بتحقيق استقرارها، وهو سلاح يمكن أن استخدامه بأي وقت، ولكن وأقولها بكل صدق ومحبة وأخلاص من يتبع سياسة لي الأذرع وتهديد مصالح القوى العظمى بشكل غير مباشر وإرسال رسائل بأن أما نحن أو من ورائنا الطوفان، لا تفيد ولن تنفع وستكون خواتمها مأساوية بكل معنى الكلمة، وهذا ما لا أريده ولا أتمناه، لذا لا نتائج الحوار ستهدئ من مطالب الشعب التي انطلق قطارها ولا مسكنات معالجات أمنية قادرة على حسم الأمر.
وعلى ذلك يصبح التفكير المنطقي هو مواجهة الحقيقة الماثلة على الأرض والواقع، هذا هو النجاح الحقيقي الذي يمكن تحقيقه أسوة بما حققته أسر مالكة، وها هي تنعم بكل الخيرات وإلى الأبد، وأخيرا أقول بأن الضغط الإقليمي لا يريد مصلحة الأسرة المالكة البحرينية، بقدر ما يريد مصلحته هو، ولكل شعب ظروفه وخصوصيته، فهل نرى الخصوصية البحرينية تفتح للشعب البحريني تاريخ جديد يتواكب مع العصر الحديث والمستقبل المغاير للماضي بكل تفاصيله؟ هذا ما ستجيب عن الأيام.
Zwayd2007@gmail.com
*الأمين العام لمنتدى مؤسسات المجتمع المدني الخليجي.
** ينشر في مرآة البحرين بالتزامن مع موقع منتدى حوار الخليج.
- 2024-11-13الشيخ علي الكربابادي : حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق
- 2024-11-12عباس المرشد : رواتب وعلاوات عائلة الحكم في البحرين هل تقود إلى حرب داخلية بين القصور
- 2024-11-05عباس المرشد : نهايات التطبيع في البحرين حصان العائلة الأعرج
- 2024-10-10علي صالح: رسالة إلى راشد بن عبد الله آل خليفة... وزير داخلية البحرين
- 2024-10-04بوكشمة: حتى أنت يا دويري!