موقع روسيا اليوم

ترجمة: مرآة البحرين

يومًا بعد يوم تخسر الولايات المتحدة نفوذها السياسي والاقتصادي، أما الدول الأخرى فتقوم بعقد الاتفاقات كاتفاق الاستثمار بين مملكة البحرين وروسيا، الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة قلقة للغاية، بحسب ما صرح به أستاذ الاقتصاد رودني شكسبير لقناة روسيا اليوم.

أرسلت الولايات المتحدة رسالة استياء لحليفتها البحرين، التي وقعت صفقة استثمار مع روسيا. قالت واشنطن إنها تشعر بالقلق من تقرب هذه الدولة الخليجية من روسيا، التي تخضع حاليًا للعقوبات بسبب الأزمة الأوكرانية.

روسيا اليوم: كانت واشنطن والبحرين على علاقة وثيقة من الناحية السياسية والاقتصادية. لماذا قاطعت هذه الدولة الخليجية حليفها الغربي أولًا؟

رودني شكسبير: لأن الغرب بدأ يخسر القوة الاقتصادية، فقد بدأت الولايات المتحدة تخسر قوتها السياسية وما تبقى لها من اعتبارات معنوية، إن وجدت. لذلك لدينا موقف لا تزال الولايات المتحدة فيه تمتلك عقلية الحرب الباردة، وهي تظن أنها امتلكت القوة الاقتصادية والسياسية والاعتبارات المعنوية ... وتظن أنه يمكنها فرض إملاءاتها على روسيا، ولكن الزمن قد تغير. تظن بعجرفة أنه يمكنها معاقبة روسيا، خاصة بعد معرفة الجميع برغبة حلف شمال الأطلسي نصب صواريخ في أوكرانيا، وهذا حقًا ما يجري. ترتكب الولايات المتحدة خطأ كبيرًا. كل ما ستقوم به في النهاية هو تشجيع الآخرين على عقد الاتفاقات.

النظام في البحرين هو من أكثر الأنظمة سوءًا وفسادًا. ولكن حتى البحرين تستطيع رؤية تضاؤل في النفوذ الأميركي. وبالطبع، سوف تغتنم روسيا هذه الفرصة لإقامة علاقة مع البحرين ورفع إشارة النصر بوجه الأمريكيين. إن هذا االحدث بين مؤسستين استثماريتين في روسيا والبحرين يشكل أمرًا مهمًا للغاية، فهو يُظهر لنا مدى تراجع النفوذ الغربي والأمريكي فيما يقوم الآخرون بعقد اتفاقات جديدة.  وبكل صراحة، سوف يخسر الأمريكيون  في هذه الحالة وسوف ينهار الدولار فيما يتزايد عدد هذه الاتفاقات.

روسيا اليوم: يأتي كل هذا فقط بعد يوم واحد من قول الرئيس بوتين إن روسيا تعيد النظر في الاستثمارات الغربية في قطاع الطاقة. يبدو هذا التهديد الآن أكثر خطورة، أليس كذلك؟

رودني شكسبير: لدى روسيا موارد طبيعية ضخمة، فهي بلد شاسع، كما أن لديها تزايد كبير في عدد السكان. الخلاصة من كل هذا إن شركة ستاندرد آند بورز لا تقول إنها سوف تخفض ارتباطاتها مع روسيا. الواقع يقول إن روسيا سوف تستمر، وسوف تقوم بعقد المزيد من الاتفاقات والسبب في ذلك كله هو في النهاية ضعف الدولار. ما يحصل اليوم لا أهمية له حقاً ولكن سوف تستمر هذه المسائل وسوف تكون الأمور أكثر فأكثر في صالح روسيا والبلدان الأخرى التي ترفض تهديدها من الولايات المتحدة.

روسيا اليوم: تبلغ قيمة هذا العقد 10 مليار دولار، وهذا المبلغ لا يحطم الأرقام القياسية عندما يتعلق الأمر بعقود الاستثمار. فلماذا تشعر واشنطن بالقلق إزاء هذا الصفقة؟

رودني شكسبير: هذه مسألة رمزية. البحرين هي موطن للأسطول الأمريكي الذي يدعم المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة. هذان البلدان يدعمان، بطبيعة الحال، التوسع الإسرائيلي الصهيوني، وهذا هو صلب المسألة. لقد تخوفت الولايات المتحدة من عقد البحرين، مركز قوتها البحرية، اتفاقًا مع روسيا لأنها تدرك أنه علامة لبدء التغير، ففي المحصلة لن يؤدي التهديد الذي ينتهجه الأمريكيون إلا إلى افتراق بقية الدول عنهم، وكلما حاول الأمريكيون فرض المزيد من العقوبات، كلما ازداد عدد الدول التي تعقد اتفاقات كهذه. إن الولايات المتحدة خائفة لأنها تدرك أن نفوذها يتضاءل يومًا بعد يوم.

روسيا اليوم: مع ازدياد استخدام الغرب للغة العقوبات يبرز لاعبون جدد في الساحة، هل نرى هنا إعادة رسم لخريطة الجغرافيا السياسية ؟

رودني شكسبير: نعم. لا تزال القوة الأميركية تتجلى ببعض القوة العسكرية أما بالنسبة للتجسس للتجسس وبعض المسائل الأخرى فهي لم تنظم نفسها جيدًا. لم تضع دول البريك، على سبيل المثال، نظام سداد جديد لشبكة الإنترنت، وهم فعلاً لم يضعوا ما يوازيها في صندوق النقد الدولي. كل هذا سابق لأوانه، وعلى الدول الأخرى التوصل إلى اتفاقات فيما بينها، ليس اقتصادية، بل سياسية. إن استئساد الغرب سوف ينتهي عند مرحلة ما، وهي مرحلة سوف تكون خطيرة جدًا لأن الأميركيين لديهم قوة عسكرية. لكننا نرى منذ فترة إعادة الاصطفافات، فآثار فرض عقوبات على روسيا تعني أنهم لن يحصلوا عليها وأنهم سينصرفون لعقد الاتفاقات. نحن نريد فرض عقوبات على إسرائيل وفي مرحلة ما سوف يكون هناك عقوبات على الولايات المتحدة لأن هذا ما سيحدث اذا استمرت أمريكا بالتصرف كما الآن، لأن الجميع قد ضاق ذرعًا منها.

2 أيار/مايو 2014

النص الأصلي