مارك أوين: صادوه! حقيقة ليليان خليل تسلط الأضواء على استعانة حكومة البحرين بمؤسسات تضليل وشخصيات إسرائيلية
2011-08-23 - 9:39 ص
كتب: مارك أوين جونس(قام بالبحث والتقصي فريق عمل) (A)
تقرير منشور على"وثائق جوجل" ومدونة مارك أوين جونز
ترجمة خاصة ب(مرآة البحرين) بالتنسيق مع الفريق البحثي
حينما تجد نفسك والساعة تقارب الثانية صباحاً وأنت مازلت متسمراً مشدوهاً أمام حسابك في "تويتر"، تحملق بغضب وحنق على ما يتم تداوله في تحديثات الأخبار المتواردة فالأغلب في هذه الحالة أنك عالق في عاصفة الربيع العربي بنسختها الالكترونية، فقد تلازمت شبكات التواصل الاجتماعي مع الربيع العربي حتى أنهما صارا من الأسماء التي كثيراً ما يردان معاً في جملة واحدة. ولكن، وبينما لا يثير استغرابنا التركيز على شبكات التواصل الاجتماعي في سياق الثورات العربية لما كان لها من دور في رفع كفاءة التحركات الشعبية الأخيرة، إلا أن هذا التركيز كثيراً ما يصرف النظر عن جانب مظلم للإعلام الجديد، فهي صارت أيضاً أداة تستخدم لنشر التظليل وبروباغاندات الأنظمة. ونحن لانتكلم هنا عن المواطنين الذين لم يؤيدوا الانتفاضات التي قامت في بلدانهم فلهم خيارهم في ذلك، ولكننا نعني على وجه الخصوص تلك الحسابات المشبوهة والمجهولة المصدر التي تظهر على فضاء الانترنت وتبدو مصممة على ملء الفضاء التواصلي على تويتر والمدونات الالكترونية ببروباغندا العلاقات العامة المؤيدة للحكومات. ورغم أنه قد تم التطرق إلى الظاهرة من قبل إلا أنه من الصعب توجيه أصابع التهام نحو من يقفون خلف هذه الحسابات المجهولة أو الجهات التي ينتمون إليها. فالبعض يقول أنها من اختلاق شركات علاقات عامة تؤجرها الحكومات والبعض الآخر ينسبها إلى الأجهزة الأمنية بينما يرى الكثيرون أن كلتا الجهتين لهما دورهما في هذه الظاهرة.
ولكن الملفت أننا قد نشهد في بعض الأحيان حالات لا تندرج تماماً تحت هذا الوصف، منها حالة الصحفية المزعومة "ليليان خليل" التي يشوب قضيتها الكثير من الخداع والغموض والالتباس. ويكشف التقصي الذي قمنا بهعن هذه القضية والذي نورد تفاصيله في هذا المقال أن ما بين أيدنا هنا هي حالة مشابهه ل"توم ماكماستر" (Tom McMaster) الشخصية الانترنتية الخيالية والتي استغلت امكانات التخفي على الانترنت واستخدمت ثورات الربيع العربي كعامل محفز لتطوير تلك الشخصية وإبرازها.
من هي ليليان خليل؟ وكيف برز نجمها؟
تزعم ليليان خليل(١) بأنها صحفية مقيمة في أتلانتا بالولايات المتحدة وأنها صحفية مساهمة في موقعي BikyaMasr و BahrainIndependent (وهذا الموقع الأخير اختفى من فضاء الانترنت منذ الثامن عشر من يوليو عام ٢٠١١)(F)، و قد كان بروز نجمها في الآونة الأخيرة عائداً بشكل كبير لكثاقة تغريداتها على تويتر بخصوص الثورات العربية، مما أكسبها الكثير من المتابعين، وكان تعداد متابعيها على تويتر قبل أن تغير اسم حسابها في مايو الماضي قد فاق الثلاثة آلاف ومائتين متابع (٢) حتى شهر أبريل. ورغم هذاالرقم المثير للإعجاب والسيرة الذاتية (٣) التي تضاهي ذلك تميزاً إلا أنه من الصعب اقتفاء أثر واضح لهذه الشخصية يعود إلى ما قبل شهر فبراير من هذا العام. فنظراً لكونها شخصية صحفية معروفة أخذتها مهمات مهنتها إلى مختلف أنحاء العالم مثل القاهرة و إسرائيل و أتلانتا ونيويورك فقد كان مثيراً لاستغرابنا أن لانجد لها ذكراً معتبراً على الانترنت يدل على هذا التاريخ الصحفي، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار ادعاءاتها بأنها على معرفة شخصية(٤) بالنائب الأمريكي أنتونيواينر (الذي استقال من منصبه إثر فضيحة جنسية) بالإضافة إلى ادعاءاتها بأنها أجرت مقابلات صحفية مع شخصيات بارزة مثل الملك حمد آل خليفة، ووزير الخارجية البحريني، وناتان شارانسكي (NatanSharansky) والدكتورة حنان عشراوي والدكتور البرادعي. وقبل أن نناقش هذه الادعاءات بتفصيل أكثر دعونا نأخذ خطوة إلى الوراء لنفحص لغز اختفاءها المفاجئ من على فضاء الانترنت.
أين ليليان خليل؟
بدأت الإثارة التي تحيط بقضية ليليان خليل مع تورطها مع مجموعة من المغردين على تويتر كانوا يعملون من داخل مدينة الزنتان الليبية المحاصرة آنذاك. نالت تلك المجموعة التي أسمت نفسها "أوبريشن ليبيا" operationlibyia@ متابعين كثر على تويتر بعد أن كتبت ليليان خليل نعياً لأحد أفراد المجموعة الذي قتل في الميدان على ما يبدو. بعد هذا النعي بدأت المجموعة تطلب من متابعيها أن يساهموا في جهود الإنقاذ الليبية عبر إرسال التبرعات إلي حسابهم على نظام البايبال (Paypal). لكن الأمر لم يدم طويلاً قبل أن يبدأ الناس في التشكيك في الهوية الحقيقية للمجموعة فأثيرت حولهم تساؤلات مثل سبب ركاكة لغتهم العربية أوكيف استطاعوا الاتصال بالانترنت من داخل المدينة المحاصرة، إلخ. وبعد عدة أيام من ذلك أعلنت ليليان خليل أنها تعرضت للخداع من قبل المجموعة. وبعد فترة قصيرة من هذا الإعلان تم حذف حسابات ليليان على تمبلر (tumblr) وتويتر (أنظر القصة الكاملة هنا). والحال الآن أنه لم يبق أثر للمقال الذي كتبته ليليان على تمبلر تشجب فيه المجموعة باعتبارها خدعة فببساطة تخبر من فضاء الانترنت هذا المقال الذي ذيلته كاتبته أيضاً بدعوة للتبرع لجمعيتين خيريتين مجهولتين. وباختصار فقد اختفت كل مدونات ومقالات ليليان باستثناء ما كتبته في BikyaMasr ومقال واحد يتيم كتبته لموقع "بحرينإندبندنت" (BahrainIndependent).
عودة ليليان خليل
مع دوي هذه الأسئلة وغيرها في رؤوسنا واصلنا البحث والتقصي لنحاول أن نفهم بالضبط ماهية ليليان خليل.
سيرة ليليان خليل
تلقت ليليان خليل تعليمها فيما يبدو في جامعة رتشموندبلندن (٧). لكن توجد إشارة أيضاً إلى أنها درست في جامعة نيويورك (٨). ورغم أن الإشارة الى الدراسة في جامعة نيويورك لم تأت منها مباشرة إلا أن هذه المعلومة تكتسب أهمية خاصة عندما نأخذ في اعتبارنا كشوفات أخرى أكثرة إثارة، فبعد أن قمنا بإجراء بحث على الصور على جوجل اكتشفنا أن احدى صور التعريف على حسابها القديم في تويتر (٩) هي نفس الصورة المستخدمة على حساب على شبكة لينكدإن linkedIn يعود إلى امرأة تدعى جيزيل كوهين (GiseleCohen) (١٠) مع ملاحظة أن جيزيل (الرابط على لينكدإن) مثل ليليان تسكن في مدينة أتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية. وبينما توجد إشارة بأن ليليان درست في جامعة نيويورك فمن المثير للاستغراب أن الملف التعريفي لجيزيل كوهين والذي يحمل صورة ليليان يشير إلى أن جيزيل هي خريجة جامعة نيويورك. والأغرب من ذلك وجود حساب لامرأة باسم جيزيل كوهين على شبكة ماي سبيس (Myspace) يبين في خلفيتها التعليمية أنها درست في جامعة ريتشمون بلندن بالإضافة إلى جامعة أوغليثورب (Oglethorpe University) بمدينة أتلانتا. ونحن نعلم الآن أن ليليان خليل صرحت بأنها درست بجامعة ريتشموند بلندن ولكن ماذا عن جامعة أوغليثورب؟ إليكم مايلي: في الثامن عشر من مايو قالت ليليان في أحد تغريداتها أنها ذاهبة لإلقاء محاضرة لطلاب الصحافة في جامعة أوغليثورب (١١) و (١٢) – مع العلم أن هذه الجامعة لا تقدم درجات أو برامج في الصحافة (رغم أن لديها برنامجاً في الاتصالات والخطابة). و بالإضافة إلى ذلك فقد ادعت في وقت آخر بأنها بصدد إلقاء محاضرة (١٣) في مؤسسة آرثر كارتر (Arthur L. Carter) في جامعة نيويورك. المهم في الأمر أننا لم نجد دليلاً على أن أيمن هذه المحاضرات قد حدثت فعلاً لا في جامعة أوغلثورب ولا في جامعةنيويورك، فلا توجد سجلات عن وقوعهما. والواقع أن ما يبدو فعلاً هو أن ليليان خليل هي شخصية خيالية مؤسسة على ملفين تعريفيين – كما مر – لإمرأة تدعى جيزيل كوهين. ورغم غرابة كل هذه التفاصيل إلا أن الأمور في طريقها إلى أن تصبح أكثر غرابة!
صحافة رديئة وإدعاءات باطلة
ادعت ليليان خليل أنها أجرت مقابلات صحفية مع ناتان شارانسكي (Natan Sharansky) (١٤) والدكتورة حنان عشراوي (١٤) التي قابلتها مرتين (١٥) رغم أنه لا وجود لدليل على أن هذه المقابلات قد تمت أصلاً. بالإضافة إلى ذلك ففي الوقت الذي ادعت خليل بأنها كانت في القدس(اسرائيل) لمقابلة شارانسكي (١٦) كان هذا الأخير على الأغلب متواجداً في الولايات المتحدة(B) (صورة) (إلا إذا كانت تتعمد التعتيم على تحركاتها احترازاً). وزيادة على ذلك فقد ادعت خليل أنها حضرت قبل تلك "المقابلات" تجمعاً في أورينت هاوس (Orient House) (١٤) في القدس رغم أنه كان قد أغلق منذ العام ٢٠٠١ على ما يبدو. كما ذكرت خليل أنها أجرت لقاءً منذ العام ٢٠٠٩م مع داعية الديمقراطية الناشطة الإيرانية هالة سحابي التي توفيت مؤخراً (١٧) لكن نص اللقاء الذي وعدت بنشره لم يظهر أبداً. ولابد أن نذكر أيضاً ادعاء خليل بأنها أجرت لقاءً مع الدكتورالبرادعي (١٨). وبينما يمكن جدلاً أن يكون المقصود برادعي آخر غير الدكتور محمد البرادعي المشهور إلا أنه من المعقول أيضاً افتراض أن هذا هو ما سيفهمه أي شخص من قراءة "منطقية" لتغريدتها عن الموضوع، بل من المعقول جداً أن نفترض أن قارئ تغريداتها سيفترض من طريقة كتابتها بأنها التقت بهؤلاء الناس شخصياً وليس فقط عن طريق الإيميل أو الهاتف مثلاً (رغم أنه من الممكن إجراء لقاءات صحفية بهذه الوسائل).
أما فيما يخص البحرين، فتدعي ليليان خليل بأنها قابلت الملك حمد ثم وزير الخارجية (١٩) من أجل مقال كتبته للنشر فيموقع "بحرين إندبندنت" (Bahrain Independepnt). ورغم حذف موقع بحرين إندبندنت من الانترنت إلا أن المقال لايزال موجوداً على هذا الرابط. أثار هذا المقال عند نشره جدلاً واسعاً بسبب التأويل والاقتباس المضلل الذي قامت به خليل لأعمال الباحثة الأكاديمية الهولندية كاتيا نيثامر (Katje Niethammer). وكان هذا تضليلاً صارخاً حتى أن نيثامر نفسها قامت بنشر رد على شكل فيديو تدحض فيها تلك الاقتباسات والتأويلات الخاطئة.
ادعت خليل مرةً أيضاً أنها ستجرى لقاءاً قريباً مع الدبلوماسية الأمريكية سيتفاني ويليامز (٢٠). ويبقى أن نرى إن كان هذاا للقاء سيحدث أم لا، لكن حقيقة أن كل ادعاداتها السابقة عن لقاءات صحفية لا يبدو أنه قد تمخض عنها شيئاً منشوراً فلا نملك إلا أن نشك في حقيقة أنها وقعت فعلاً. وأخيراً وفي سياق لقاءات خليل الصحافية وعلاقتها بالبحرين فقد طلبت يوماً من زينب الخواجة (٢١) إجراء لقاء معها إلا أن الأخيرة كانت على معرفة تامة بمحاولة خليل السابقة في التشهير بمركز البحرين لحقوق الإنسان فرفضت مقابلتها.
حكاية "صباح نيوز"
منذ ما يقرب من ثلاثة شهور صرحت ليليان خليل في ثلاث مناسبات مختلفة على الأقل بأنها ساهمت بمقالات لصالح مؤسسة إخبارية تركية إلكترونية تسمى "صباح". كان من المقالات مقالين عن ليبيا والثالث عن سوريا. وادعت خليل على تويتر أن مقالاتها نشرت على موقع صباح وأعطت راوبط لهم في تغريداتها التالية: ليبيا ١، ليبيا ٢، سوريا. لكن الغريب في الموضوع أن مؤسسة صباح نفت أكثر من مرة علاقتها بليليان خليل.
والأكثر من ذلك أن المقالات التي ادعت خليل بأنها كتبتها لصباح نيوز لم تكن إلا نقلاً حرفياً كلمة بكلمة من مقالات أخرى منشورة على رويترز، حسب التفصيل التالي:
مقال ليبيا ١: على هذا الرابط (ليبيا١) تدعي خليل كتابتها للمقال المنشور على موقع صباح نيوز، واذا اتبعت الرابط الذي وضعته للمقال على صباح نيوز، ثم قرأت المقال الأصلي على رويترز هنا فستجد أن ليليان خليل حاولت أن تنتحل لنفسها مقال مؤلفيه الحقيقيان هما ماريا كولفونينا (Maria Golovnina) و ميشيل جورجي (Michael Georgy).
مقال ليبيا ٢: على هذا الرابط (ليبيا ٢) تدعي خليل كتابتها للمقال المنشور على موقع صباح نيوز، واذا اتبعت الرابط الذي وضعته للمقال على صباح نيوز، ثم قرأت المقال الأصلي على رويترز هنا فستجد أن ليليان خليل حاولت أن تنتحل لنفسها كتابة مقال مؤلفيه الحقيقين هما وليام ماكلين (William McLean) و أفريل أورمسبي (Avril Ormsby).
مقال سوريا: على هذا الرابط (سوريا) تدعي خليل كتابتها للمقال المنشور على موقع صباح نيوز، واذا اتبعت الرابط الذي وضعته للمقال على صباح نيوز، ثم قرأت المقال الأصلي على رويترز هنا فستجد أن ليليان خليل ادعت أنها استخدمت تقارير برقية وروايات شهود عيان رغم أن ذلك العمل قام به مراسل رويترز في درعا و يارا بيومي (YaraBayoumy) في بيروت وأرشد محمد (Arshad Mohamed) في واشنطن، وقد كتب المقال أليستير ماكدونالد (Alistair Macdonald ) وحرره رالف كاولنغ (Ralph Gowling).
ألم يلاحظ أحد كل هذا من قبل؟
حسناً، .كما ذكرنا سابقاً فقد شكك البعض في مصداقية ليليان خليل مما دفعها مرة إلى أن تصرح فيأحد تغريداتها بأنها سترفع دعوى بالتشهير لدى المدعي العام البحريني (٢٢). كما ادعت أيضاً أن صحيفة "صباح" التي تزعم أنها كانت تكتب لها قد شهرت لها أيضاً (٢٣)، لكن الملفت في الرسالة التي أعلنت فيها نيتها في رفع دعوى التشهير هو المقطع التالي:
الموقعة: ليليان خليل. مدينة نيويورك
لكن بينما أكد تحليل هنا أنها لم تقدم أية خدمات علاقات عامة للعائلة الحاكمة أو مستشاريها، نرى أنها قد كتبت الآتي في أحدى سيرها الذاتية (٣):
“عملت أيضاً كمستشارة للاستراتيجية الإعلامية لوزارة الإعلام في البحرين. ولدت في الولايات المتحدة وتلقيت تعليمي في لندن وعشت في القاهرة لأكثر من عقد، وأنا من أصول فلسطينية وأرمنية"
أعتقد أن من يقرأ هذا الكلام سيكون منصفاً لو ساوى بين عمل خليل كاستشارية للاسترتيجيات الإعلامية لدى وزارة الإعلام البحرينية وبين اعتبار أنها تتقدم بهذه خدمات في الاسترتيجيات الإعلامية للعائلة الخليفية أو بتحديد أكثر "لمستشاريها”، ونعرف نعرف كم من الشرور من الممكن أن تغلف تحت مصطلح "الاستشاري"! ورغم ذلك فلنكن منصفين هنا، فحقيقة أن تكون خليل قد عملت فعلاً كمستشارة إعلامية لوزارة الإعلام البحرينية لازال يلفه الشك، فهي أيضاً قد ادعت أنها عملت في ديسك الأخبار في السي إن إن (٢٤)(C) في أتلانتا وفد تبين بعد تحرينا أن أحداً هناك لم يسمع بها أصلاً.
ليليان خليل والبحرين
رغم مهمتها المزعومة مع وزارة الإعلام البحرينية إلا أن سيرة خليل مع قضية البحرين يلفها بعض الغموض. لابد أن نأخذ في اعتبارنا هنا أنه بينما دعمت خليل الثورات العربية الأخرى إلا أنها وتحت غطاء شخصيتها التويترية وقفت بالضد من ثورة البحرين، وكانت مغالطاتها الفاقعة في مقالها عن مركز البحرين لحقوق الإنسان وعلاقته بإيران تبدو محاولة متعمدة لقلب الحقائق. وأكثر من ذلك أن معظم التفاصيل الواردة فيه تبدو منقولة من مدونة قديمة مجهولة الاسم ومؤيدة لحكومة البحرين. ورغم ذلك فإن عمل خليل الذي يروج بدون حياء لنظرية الغول الإيراني أكسبها "وظيفة" لدى لدى موقع "بحرين إندبندنت" (BahrainIndependent) السيئ الصيت والمعروف بأنه أكثر المروجين للبروغاندا الحكومية إيذاءً وتلفيقاً. ولا يغرنك الأسم هنا فهو ليس مستقلاً إلا بقدر ما يمكن أن نطلق على حكومة جوزيف كابيلا في جمهمورية الكونغو الديمقراطية (Democratic Republic ofCongo) بأنها ديمقراطية. وربما نكون قد قسونا في حكمنا هنا بعض الشئ فموقع "بحرين إندبندنت" يمكن أن يكون مستقلاً نوعاً ما، لكنه استقلال عن التفكير النقدي، وعن الرحمة، وعن التهذيب! فأسلوبه العام يتبنى الإثارة الصفراء والتحقير المتعمد للحركة المطالبة بالديمقراطية في البلاد. أما لهجة خطابه فهي دائما مترفعة وعدائية واحتقارية، وهو خطاب يروج رؤاه الجازمة بدون دلائل كافية، ويجتر قصصه وحكاياته التي تبرئ الحكومة من أي مسؤولية وترفعها عن أي محاسبة. كما يروج في الوقت نفسه للأفكارالطائفية بينما يلصق تهمة "الطائفية" دائماً بالمعارضة، بالإضافه إلى هوسه المرضي بمهاجمة الصحفي البريطاني روبرت فيسك.
وفي المحصلة، فإننا نريد أن أن نبين هنا أن أسلوب "بحرين إندبندنت" التحريري يضيق بأي رأي يحيد عن رؤية الخط الحكومي الصارم. وبينما يتناغم مقال ليليان خليل مع أجندة الموقع بشكل مثالي، إلا أن وقاحة هذا الموقع بدت في تصريحه مؤخراً بأنها (أي خليل) ستترأس مكتب الموقع في اتلانتا (٢٥) بولاية جوجيا الأمريكية، وهو لعمرنا أمر جديد علينا بأن تدعي مدونة إلكترونية بأنها ستفتح "مكتباً" لها في بلد أجنبي، بل لقد مضت المدونة أبعد من ذلك فأعلنت أنها ستقيم حفل عشاء (٢٦) بمناسبة افتتاح هذا المكتب. وقد أقيم الحفل المزعوم في فندق الريتز كارلتون بمدينة أتلانتا يوم الخميس الثالث والعشرين من يونيو الماضي، وكان حفلاً "رفيع المستوى" دعي له ممثلون دبلوماسيون من قبرص والهند وبريطانيا. وليس واضحاً لنا ما إذا كان كل هؤلاءالمدعوين قد حضروا الحفل فعلاً، لكن خليل وضعت على تويتر صورة لها "في الحفل" مع من قالت أنهن "سيدات من القنصلية البريطانية" (٢٧)، لكن ما يبدو من صفحة الفيسبوك وموقع السفارة البريطانية في أمريكا أن هؤلاء السيدات لاوجود لهن ضمن طاقم قنصلية بريطانيا في أتلانتا.
وقد اتصلنا بالقنصلية البريطانية طلباً لتعليقهم على الموضوع إلا أنهم ردوا بأنهم لأسباب أمنية "لا يفصحون عن المعلومات المتعلقة بأجندة القنصل العام". ورغم أننا استغربنا عزوفهم عن التعليق بشأن ادعاء مشاركتهم في حدث مزيف على ما يبدو، إلا أن رد "كينيث كتشو" (Kenneth Cutshaw) القنصل الشرفي للهند في أتلانتا جاء مثلجاً لصدورنا حين أكد لنا أنه حتى لم يسمع بشئ اسمه "بحرين إندبندت" أو ليليان خليل. بالإضافة إلى ذلك فإنه بالرغم من زعم ليليان خليل في تغريداتها (٢٨) بأن الحفل تم في فندق الريتز كارلتون إلا أن ذلك الفندق في أتلانتا نفى – حين اتصلنا به – استضافة ذلك الحدث. كما أن تناقضاً آخر بدا في الصورة (٢٩) التي وضعتها خليل على تويتر لنفسها في ليلة الحفل. هذا الصورة لها بحذاءها الطويل (البوتس) في الحفل هي نفسها الصورة التي وضعتها سابقاً على تويتر بواسطة حساب آخر هو @LiilyKhalil وذلك في عام ٢٠١٠! (٣٠).
والواقع أنه مما توصلنا إليه من حقائق فإن لعبة "مكتب أمريكا" وحفل افتتاحه لم يكونا إلا فبركة من قبل "بحرين إندبندت" وليليان خليل في محاولة لإضفاء المصداقية والشرعية على تلك المدونة إلكترونية جرى تضخيمها لتبدو كمؤسسة إخبارية.
وكأن كل هذا لم يكن خداعاً بما فيه الكفاية فإذا بنا نصطدم بمنعطف آخر أشد غرابةً حين واصلنا تقصينا في حكاية عزوف ليليان خليل عن تأييد انتفاضة البحرين مفارنة بتأييدها للثورات العربية الأخرى. فلنواصل ونرى.
وجوه متعددةعلى تويتر: LilyKhalil@ و LkhalilTRT@ و @vnasr
قبل الحسابات المعروفة لخليل على تويتر Lilianekhalil@ و Lilian_Khalil@ كانت هناك حسابات أخرى هي vnasr@ (٣١) و LilyKhalil@ (٣٢) و @LkhalilTRT (٣٣). وبينما قد تم لاحقاً حذف كل هذه الحسابات إلا أن الملفت بشأنهم أن تغريدات ليليان خليل كان فيها نقداً لاذعاً للحكومة البحرينية خصوصاً فيما يخص تغريداتها على حساب Lk
- 2024-08-19"تعذيب نفسي" للمعتقلين في سجن جو
- 2024-07-07علي الحاجي في إطلالة داخلية على قوانين إصلاح السجون في البحرين: 10 أعوام من الفشل في التنفيذ
- 2024-07-02الوداعي يحصل على الجنسية البريطانية بعد أن هدّد باتخاذ إجراءات قانونية
- 2024-06-21وزارة الخارجية تمنع الجنسية البريطانية عن ناشط بحريني بارز
- 2024-03-28السلطات البحرينية تعتقل ناشطًا معارضًا على خلفية انتقاده ملكية البحرين لماكلارين