راشد الجاسم: «الفاتح» يتجه إلى التفكك في غياب المصارحة ومع انتهازية أطرافه
2014-07-26 - 3:33 م
مرآة البحرين: قال القيادي في ائتلاف "شباب الفاتح" راشد الجاسم إن الانتخابات المقبلة "قد تشهد تفكك ائتلاف تيار "الفاتح" إذا لم تنتهج الجمعيات فيه مبدأ "المصارحة مع بعضها البعض، ما قد يخلق حالة من الازدراء عند شارع "الفاتح".
وأكد الجاسم، في مقابلة مع صحيفة "الأيام" في عددها الصادر اليوم السبت (26 يوليو/تموز 2014)، أن "ما يحدث في "تجمع الوحدة الوطنية" أشبه بصراع جيل بين فكر شبابي واع، وفكر كلاسيكي قديم"، موضحا "الشباب عند انطلاقة "تجمع الوحدة الوطنية" كان يأمل أن يكون تجمعاً مدنياً بعيداً عن جمعيات الإسلام السياسي، إلا أنه أثبت مع مرور الوقت أنه تجمع ديني"، معتبرا أن "من الخطأ أن تكون المناصب القيادية لرجال دين، كما حصل في منصب نائب الرئيس الذي تقلده الشيخ ناجي العربي".
وذكر إن "انحسار المشاركة الجماهيرية في فعاليات تيار "الفاتح" جاء نتيجة لغياب "المصارحة" وجعل الحراك في مسار ضيق، فضلا عن أن بعض الأطراف في تيار "الفاتح" يمارس دوراً وحراكاً انتهازياً من أجل مصالح ضيقة". وأكد أن موقف الائتلاف من الانتخابات المقبلة سيحسم بعيد عيد الفطر.
وفي ما يلي مقتطفات لحوار "الأيام" مع الجاسم:
] لازال هناك غموض بشأن انسحابكم من تجمع الوحدة الوطنية، ومن التيار الكبير الذي يحوي الجمعيات السياسية المنتمية لتيار الفاتح، فما هي الأسباب الواقعية وراء ذلك؟
- هناك اختلاف في الخط السياسي العام، وهو ما أدى بسبب وآخر لانسحابنا، كأن نخوض في أمور خارجة عن قناعاتنا، فنحن نحترم القائمين على التجمع، ولكن لك أن تعتبر ما يحصل هو بمثابة صراع أجيال، جيل الشباب الذي بني على الوعي وطابع خاص، وجيل كلاسيكي آخر ينظر للأمور بنظرة قديمة ومختلفة، ونحن نتحفظ على أوجه الخلاف، فنحن مع خروجنا لا ننكر استفادتنا من التجمع، وكمسألة أخلاقية نفضل أن لا نذكر أوجه الخلاف، ونبقي حالة من الوصال بيننا وبينهم.
غير أننا حين قدمنا استقالاتنا من التجمع وأرفقناها بأسباب جوهرية، إلا أنهم رأوها أسباباً شخصية، بينما هي جوهرية وتتعلق بالشأن السياسي، وأنا كتبت في استقالتي أن هذه الأسباب ستؤذي التمثيل الشعبي للتجمع في الداخل والخارج مستقبلا.
] ذكرتم قبل عامٍ تقريباً أنكم تتجهون لاستكمال إجراءاتكم لإشهار الائتلاف كجمعية شبابية، إلا أننا نجدكم حتى الآن تعملون ضمن مظلة غير مرخصة وغير منظمة لقانون الجمعيات؟
- إذا أردنا أن نتحدث عن تنظيم مرخص أو غير المرخص، فإنه قد يكون هناك تنظيم مرخص ويعمل ضد الوطن، وآخر غير مرخص ويعمل مع الوطن، فتجمع الوحدة الوطنية مارس عمله السياسي لفترة من دون ترخيص، ونحن لا نقل وطنية عن التجمع، أو تجمع الصحوة، فإننا نرى أن التحول لجمعية سياسية أمر ضروري، ولكن نفكر أن ندخل ونحن نفرض أنفسنا كخيار مهم في المجتمع، من خلال كوادر معدة بصورة صحيحة.
] كيف تجدون أنفسكم بقبال تيار الفاتح، وهل تعتقدون أن الجمعيات السياسية المنضوية تحت التيار تمثل شارع الفاتح بصورة حقيقية؟
- يعد المشروع الاصلاحي لجلالة الملك هو النواة التي شكلت انطلاقة جديدة لهذا التيار بعد غياب استمر لعدة عقود، غير أننا نجد أن التيار لازال يعيش ضمن رؤية المطالبة بالأمور المعيشية لا السياسية، فنرى التجمع أو غيره، حين ينظم تجمعا يطالب بزيادة الرواتب، في الوقت الذي أدرك الناس ضرورة إنهاء مظاهر الفساد، حيث وعى الناس إلى دور مجلس النواب في محاربة الفساد، إلا أننا نجد أن النائب قد لا يمرر ميزانية الدولة التي فيها طلب معين، بسبب هاجس يسمى «نظرية المؤامرة»، وتقسيم من يدخل ولا يدخل في الانتخابات وفقا لهذه الرؤية، ونحن نقول إن المؤامرة - إن وجدت - لا تبرر الفساد، وإيقاف الإصلاح، فلا دخل لهذا بهذا، فلا يوجد مبرر حين تكون هناك مؤامرة أن أتوقف عن الإصلاح، لذا فإننا نجد من خلال بيانات وفعاليات بعض الجمعيات ما لا يمثل شارع الفاتح.
الناس اليوم تحتاج للمصارحة، في الوقت الذي لا يوجد فيه مصارحة بين الشارع والتيار، وهو أحد أسباب الانحسار بين الشارع وجمعيات الفاتح، فضلا عن الاسباب الأخرى المتعلقة بالخط السياسي، فلا يمكن أن يستقر التيار حين يجد أن أزمة البحرين تحل بزيادة الرواتب، كما لا يخلو التيار من وجود حراك انتهازي من قبل البعض.
] كيف تقرأون مسلسل الانسحابات الحاصل في تجمع الوحدة الوطنية، خصوصا أنه وصل لاستقالة قياديين كنائب رئيس التجمع الشيخ ناجي العربي؟
- يحزننا أن يضعف التجمع، ففي بداية نشأته كنا نرى أن التجمع سيكون كيانا مدنيا يحمي ويحوي شرائح المجتمع ككل، ويحمل على عاتقه بناء مشروع سياسي يرى أن الدين لله والوطن للجميع، بعيدا عن تيارات الإسلام السياسي، لكن مع الوقت بدت الأمور تصل إلى أن التيار يكون دينيا.
فنحن منذ البداية أردنا أن يكون التجمع قوياً، لذلك تحدثنا، وحتى حين قدمنا استقالاتنا قلنا إنها ليست مواقف شخصية، لذلك لم نود أن يؤخذ توجيهنا على أننا مثاليون، بل لأن رؤيتنا حقيقية، وحين لم يحصل ما نتأمله جرت الانسحابات، ونحن يحزننا اليوم أن نجد استقالات في التجمع، ونأمل أن يكون متمسكا بالمشروع السياسي الذي تبناه، والذي صوت عليه أناس وطنيون، وليس تجمعاً بطريقة أو بأخرى يكون خارج ناطق المبادئ التي وجد من أجلها.
كان هناك خلل واضح بدأ من البداية، من خلال وجود جمعيات اسلامية، في حين أننا لما وافقنا على التحول إلى جمعية سياسية لضمان أن لا يكون هناك تيار إسلام سياسي، ولا يعني ذلك أن يكون ضد الإسلام، بل أن يستمد من الإسلام ولكن يرى مصلحة الوطن بالدرجة الأولى، ولا يتحيز، فمثلا لا أستطيع أن أدخل في جمعيات الاخوان المسلمين وأنا لا انتمي لفكر الاخوان، أو لتيار السلف وأنا لا أنتمي له، هذا غير ممكن أبدا.
لذلك حين جاء التجمع كنا نراه الحاضنة لنتنفس السياسة بصورة صحيحة، لذا كان ينبغي منذ البدء أن يكون منصب نائب الرئيس لشخصية سياسية وليس دينية كما حصل.
] ولكن الرئيس أيضاً يعد شخصية دينية، أين الاختلاف في الأمر؟
- الرئيس له موقف وطني، وهو جزء من الأسباب التي أوصلتنا اليوم لهذه الحالة من الانفتاح الديمقراطي، وكان صاحب يد لها الفضل في إيجاد الحياة الديمقراطية التي نعيشها في ظل حكم جلالة الملك.
] عادة ما تخلق المنافسة في الإنتخابات النيابية حالة من التوتر بين التيارات السياسية، هل تجد في ظل التوقعات بحصول خلافات بين تيار الفاتح وجمعيات أخرى على رأسها الاصالة، أن يؤدي ذلك إلى حالة من التفكك للتيار؟
في حال ظهرت اختلافات بين الجمعيات المنضوية تحت مظلة تيار الفاتح فإن ذلك سيسبب ضربة لهم جميعا، لذلك أتمنى أن تكون الجمعيات واضحة مع بضعها البعض، لا أن تؤكد جمعية عدم دخولها في ظل التنسيق مع جمعيات أخرى ثم تزج بوجه من الصف الثاني لديها، وهو ما حصل كثيراً سابقاً، لابد من المصارحة والوضوح.
كما أن الاختلافات قد تشكل وعياً اكثر بالشارع، إلا أن الخلاف داخل التيار سيعكس صورة سلبية لا نتمناها، وبالرغم من وجود أمور تجمع الجمعيات، إلا أن التفكك غير مستبعد، وذلك بحكم المواقف السابقة للتيارات التي خاضت الانتخابات، وما شهدناه من قطيعة بين المنبر الإسلامي والأصالة، وإذا لم تحصل مصارحة حقيقية فإنهم سيخرجون بسخط الناس وسيكونون في حالة ازدراء وسيخسرون الشارع ويفككون تيار الفاتح.
- 2024-11-13إبراهيم شريف: نصف الدين العام تتحمله مصروفات الديوان الملكي
- 2024-11-12ماذا تريد السلطة من المحكومين بالإعدام؟!
- 2024-11-11رابطة الصحافة البحرينية: "إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية" أصبحت أداة ترهيب وتقييد مباشر لحرية التعبير
- 2024-11-08(الخليج ضد التطبيع) يستنكر الاستثمارات الخليجية في شركة أمريكية متورطة في دعم الإبادة في غزة
- 2024-11-08العلامة الغريفي: لا خلاص للبشرية إلا في ظل الإسلام