"شئون الإعلام" تهدد "بي بي سي" بمقاضاتها: عليها أن تنوه بأن أحمد حميدان ليس صحافياً وإلا!

2014-09-06 - 4:10 م

مرآة البحرين: هددت هيئة شئون الإعلام البحرينية هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بمقاضاتها لما قالت "تعامله مع البحرين بانتقائية".

وجاء في رسالة بعثتها في 31 أغسطس/ آب 2014، إلى مسئولة خدمات اللغات في الخدمة العالمية بمؤسسة بي بي سي، ليليان لاندور:
"تتشرف هيئة شئون الإعلام بمملكة البحرين بمخاطبتكم مجدداً، بشأن أسلوب ونمط التغطية الإعلامية لهيئة الإذاعة البريطانية وتحديداً القسم العربي، فيما يبثه وينشره من أخبار عن مملكة البحرين. واذ سبق وأن أرسلنا العديد من رسائل البريد الإلكتروني تتضمن ملاحظات الهيئة بهذا الشأن، فإنه يؤسفنا أن نشير إلى أن القسم العربي لا يزال يواصل تعامله مع أخبار البحرين بانتقائية يغيب عنها الحياد والموضوعية - تلك القيم المؤسسة للبي بي سي كصرح إعلامي - كما تنتفي في الأخبار التي تنشر عن المملكة الدقة الإخبارية المعهود بها في بي بي سي عربي عبر تاريخها الإعلامي المديد، يضاف إلى ذلك ما يمكن وصفه بكل يقين وموضوعية بـ «دس» صيغ وعبارات ذات طابع طائفي لا تضيف للخبر شيئاً، وإنما تكشف عن روح تحريضية مبتذلة، كنا نأمل أن ينأى الصحفيون في تلك المؤسسة العريقة بأنفسهم عن المشاركة فيها، بعد أن عرف القاصي والداني ما جلبته الطائفية من مصائب.

وفي هذا السياق ننوه إلى ما بثه تلفزيون بي بي سي العربي يوم 31 أغسطس 2014، وما نشره الموقع العربي التابع لمؤسستكم من خبر غير دقيق عن البحرين. إذ بث التلفزيون ونشر الموقع خبر حول تأييد محكمة استئناف في البحرين حكماً بعشر سنوات سجن على «مصور صحفي» يدعى أحمد حميدان. وتؤكد الهيئة أنه لا يوجد لدى جمعية الصحفيين في المملكة أو أي مؤسسة صحفية أو إعلامية تعمل في البحرين «مصور صحفي» بهذا الاسم. بل إن الوثائق الرسمية في الاتهامات الموجهة لأحمد حميدان لا تتضمن أي توصيف له باعتباره مصور صحفي، ويؤسفنا للغاية أن العاملين في التلفزيون أو الإنترنت لم يسعوا إلى تأكيد صحة الخبر أو دقة محتواه مع هيئة شئون الإعلام أو أي جهة رسمية، واكتفوا بما يمكن وصفه بعملية «ترجمة ونسخ» حرفي للخبر دون التحري عن مدى دقته، أو حتى السعي لاستضافة ممثل رسمي لإيضاح حقيقة الخبر، وذلك على الرغم من تعاوننا الدائم مع مؤسستكم.

ومن المؤسف حقاً أن موقع بي بي سي العربي على شبكة الإنترنت والذي أسهب في تفاصيل الخبر، لم يعرض بين ثناياه أي تصريح أو تعليق لمملكة البحرين، واكتفى بعرض تعليقات ووجهات نظر جهات محددة دون الأخذ في الاعتبار جميع وجهات النظر بشأن هذا الموضوع.

وإذ تعرب هيئة شئون الإعلام في مملكة البحرين عن استغرابها للدواعي التي دفعت بموقعكم على الإنترنت بأن يضيف للخبر عبارة من قبيل «ويذكر أن أغلبية سكان البحرين من الشيعة» إذ لم يبدُ التعبير فقط خارج سياق الموضوع، وإنما بدى كمحاولة مشبوهة للربط بين المتهم أحمد حميدان، المتهم بالمشاركة في هجوم على مركز أمني بقرية سترة في شهر أبريل/ نيسان 2012 وكونه من الطائفة الشيعية، ولاشك أن هذه العبارة المشار إليها تفضح الروح الطائفية في صياغة الخبر والمسعى التحريضي الكامن في صياغته، والافتراء على الحقيقة، ولا تقبل الهيئة تبريرات من قبيل هكذا ورد الخبر في وكالات الأنباء، إذ يفترض في مؤسسة بي بي سي أن تتحرى الموضوعية في صياغتها للأخبار. وبصفة عامة فإننا لا نجد أن مثل هذه العبارات الطائفية التحريضية تصاغ من قبل مؤسستكم إلا مع مملكة البحرين بينما لا تستخدم في وصف الوضع في بلدان أخرى تشهد حروباً وصراعات طائفية.

وإذ تلاحظ الهيئة أن متن الخبر تضمن عبارات ذات طبيعة مشوهة ومحرفة لحقيقة مناخ الحريات الذي تتمتع به مملكة البحرين. إذ جاء في نص الخبر «وفرضت البحرين إجراءات صارمة للتعامل مع الاحتجاجات .....» ويدفعنا ذلك إلى التساؤل عن المعايير التي استخدمت، لمعرفة أن الإجراءات المتخذة من قبل المنامة، لوقف الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها من قبل المخربين هي «إجراءات صارمة».

ومما أشرنا إليه أعلاه نطلب من مؤسستكم التنويه عبر شاشتكم وموقعكم على شبكة الإنترنت إلى أنه لا يوجد لدى المؤسسات الرسمية في مملكة البحرين أي مصورصحفي باسم «أحمد حميدان». وتكرر الهيئة تأكيدها وحرصها الدائم على التعاون التام مع مؤسستكم لإيضاح حقيقة الأحداث في المملكة. على أمل أن تتوخى بي بي سي في المستقبل المزيد من الدقة والحيادية والموضوعية تلك الركائز الأساسية في العمل الصحفي. كما تؤكد هيئة شئون الإعلام في مملكة البحرين الاحتفاظ بحقها القانوني في اللجوء للقضاء البريطاني بهذا الشأن".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus