ثم غلّقت الأبواب: انتخابات بلا سياسيين ولا حتى "أعيان"... راقصين وأميين وطالبي رزق
2014-10-20 - 5:09 ص
مرآة البحرين (خاص): أغلقت اللجنة المشرفة على سلامة الانتخابات باب الترشح للانتخابات البلدية والنيابية، مع ترشح 493 شخصا لعضوية المجلسين.
حاول وزير العدل والشؤون الإسلامية خالد بن على آل خليفة أن يصوّر أن زيادة أعداد المترشحين نصر لنظام الحكم على المعارضة التي أعلنت عن مقاطعتها للانتخابات المقررة في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني.
لكن زيادة الأعداد يعني أن غلطاً ما في مكان ما يؤشر علي الفراغ الكبير الذي تركته المعارضة في العملية السياسية، وشرع بابها لضاربي فأل الحظ.
حاول ولي العهد أن يملأ هذا الفراغ بمن أسماهم بـ"الأعيان" إلا أنه فشل في ذلك، ما دفع العشرات من الهواة وطالبي "الرزق" وحتى الراقصين والطبّاخين للتباري على الترشح. وحيث بلغت وصلة "الكوميديا الساخرة" أقصى مداها؛ فقد أعادت اللجنة المشرفة على الانتخابات أوراق 4 مترشحين قالت إنهم "لايتقنون العربية"، حفاظاً على المتبقي من ماء في الوجه.
وخلال يومي السبت والأحد، حيث أغلق باب الترشح، تبادل البحرينيون حكايات التندر وعشرات الفكاهات حول قائمة المترشحين التي وضعت حدّاً لـ"حزاوي" أكثر السياسيين الوطنيين تفاؤلاً وواقعية، الذين كانوا يعوّلون على بروز أسماء لافتة تمنع من إعادة استنساخ البرلمان السابق الذي اعترف أبرز المتحمسين له بضعفه.
لم تنجح جهود ولي العهد التي استبق بها الانتخابات المقبلة في جذب الوجوه التي دعاها إلى التوقيع على الإصلاحات التي أعلن عنها، على الرغم من تأييد "وسطاء الحل المزعومين" دخول كتلة "أعيان" جديدة تحل محل المعارضة.
افتقدت قوائم المترشحين، خصوصا في دوائر المعارضة، إلى تجار وأطباء ومهندسين ووجوه مجتمعية معروفة، ذلك لأن المجتمع البحريني يعرف أن هذه الانتخابات صورية تعكس صورة نظام الحكم القمعية.
فيما أعادت جمعيات الموالاة تكرار ترشيح الوجوه إياها، والتي هيمنت على العمل السياسي تحت قبة البرلمان طيلة الدورات الثلاث الماضية. عدا قلّة بسيطة أضافها دخول "تجمع الوحدة الوطنية" كلاعب جديد في الشارع الانتخابي السني، وما يزال من المبكر التكهن بحظوظها و قدرتها على النفاذ من الصناديق "السيّالة" التي يجيد الحكم تحريكها، بحسب ما يشاء وبـ"الريموت كونترول".
وربما جاء إعلان الحكم عن زيادة المراكز العامة من 10 إلى 12، كرافعة إضافية لقبضة "القصر" القوية التي يتحكم من خلالها بما يُلقى في الصناديق، ورقة ورقة، وبإشارة "هاتف" واحدة.
حتى الاختراقات "الموضعية" التي رقص لها إعلام الحكم، وصوّرها بأنها بشائر عظيمة على كسْر صوت المقاطعة الذي يمثل أغلبية سياسية في الشارع المعارض، أعادت تصويب بوصلتها بعد يوم من الترشح، وأعلنت انسحابها.
وشهدنا خروج بيانات المنسحبين من السباق، مشفوعة بأسمى آيات الندم. وسواء أجاء ذلك نتيجة لضغوط عائلية أو مجتمعية، إلا أنها سدّت باب الذرائع أمام المصطادين في المياه الآسنة.
ما بشّر به ولي العهد من تمرير إصلاحات سياسية عبر البرلمان المقبل فشل قبل انتخاب المجلس، فقد أظهرت صور وأسماء المترشحين "بروفة" مصغرة لتركيبة المجلس الآتية، أسماء ليست ذات وزن أو أي ثقل مجتمعي، و"روشتات" برامج خبْط عشواء، ووعود "حيص بيص" لا تمتلك أدنى رؤية للإصلاح السياسي. فكما يقال في العامية "الكتاب باين من عنوانه".
وسط ذلك، شاهدنا من يبيع "حشيش الكيف" السياسي عبر قنوات "الوناسة"، وطالبي تمرير الفيل من "خرم الإبرة".
البحرين على موعد مع مخرجات انتخابية شبيهة بذلك الراقص الذي وعد بتعميم موهبة الرقص، وستنسحب دائرة "الوناسة" إلى مجلس نواب يرقص ويطبّل لإجراءات السلطة كما كان سابقه. مرحباً بك في برلمان "المب رياييل" في النسخة الرابعة.