براين ويتاكر: علاقة الحب الغريبة بين بريطانيا والبحرين

2014-11-28 - 2:58 ص

براين ويتاكر، موقع الباب
ترجمة: مرآة البحرين

كانت السفارة البريطانية في البحرين منشغلة البارحة بخلق جو إيجابي حول انتخابات مملكة البحرين المثيرة للجدل.

فقد أظهرت تغريدة نشرتها الخارجية البريطانية باللّغة العربية على موقع تويتر صورة للسفير البريطاني إيان ليندسي وهو يزور مركز اقتراع بصحبة السفير الأمريكي، مع تعليق: "الأجواء الانتخابية جيدة"؛ ممّا أثار ردود فعل ساخرة من بعض مؤيّدي المعارضة. فقال أحدهم: "تبًّا لك، وللسّيّد السّفير". وتحدّث آخر عن "داعمي الديكتاتورية" الذي لا يحملون "أي مبادئ أو قيم".

وأظهرت تغريدة نشرتها الخارجية البريطانية باللغة العربية والسفارة البريطانية باللّغة الإنكليزية على موقع تويتر صورة للسفير ليندسي بصحبة نظيريه الإيطالي والفرنسي في مركز اقتراعٍ مع تعليق: "نسبة المشاركة جيدة جدًّا".

ولكن اعترفت السفارة البريطانية، على الأقل، بأنّ الصّورة في البحرين ليست جميلة وإيجابية في جميع المناطق، قائلةً إنّها تشعر "بخيبة أمل كبيرة من نسبة المشاركة في كرانة، حيث تحدّث أحد المرشحين عن عملية إرهاب المقترعين وحرق سيّارته الخاصّة ومنزله".

وكان العضو في البرلمان الأوروبي أفضل خان في البحرين حيث نشر تغريدات مؤيّدة للنظام أيضًا. إذ قال إنّه اندهش من عدد النّساء اللّواتي شاركن في الاقتراع وبنظام التّصويت الإلكتروني "الكفوء". كما صرّح أنّه تمّ تمديد فترة الاقتراع بساعتين "بسبب الحشود الغفيرة المنضبطة، التي أظهرت الكثير من الصّبر".

وعندما تمّ إشعال النار في مقر إحدى المرشّحات، عرضت عليها مرشّحة أخرى استخدام مرافقها الخاصّة، الأمر الذي أشاد به خان قائلًا: "الأخوّة تطبّق على الأرض".

ووفقًا للصحيفة البحرينية غلف دايلي نيوز، كان خان ضمن مجموعة من 11 عضوًا في البرلمان الأوروبي "زارت البحرين بناءً على طلب رئيس البرلمان المنتهية ولايته خليفة الظهراني". وبعبارةٍ أخرى، يبدو أنّ الحكومة البحرينية هي من نظّم الزّيارة وليس البرلمان الأوروبي.

ويعرض تقرير صحيفة غلف دايلي نيوز أيضًا سلسلة من تعليقاتٍ مبتذلة أبداها السيد خان، إذ قال إنّه: "من واجب المواطن انتخاب الممثلين المناسبين لتولي السلطة"، وقال إنّ "دليل الديمقراطية الناضجة هو القدرة على الاختلاف في الموقف من دون اللّجوء إلى العنف،" إلى آخر تصريحاته.

الهدف من كل هذا هو خلق جوٍّ من المصداقية-والحصول على بصمة قبول بريطانية-لانتخاباتٍ، إن تمّ وصفها على أساس موضوعي (إلى حدٍّ معقول)، فإنّها في أحسن الأحوال معيبة، ومن غير المرجّح أن تدفع البحرين قُدمًا لتتجاوز الأزمة السياسية.

اتّخذت الجمعية المعارضة الرئيسية، الوفاق، وعدّة تيّارات أخرى قرارًا بمقاطعة الانتخابات-بشكل أساس على خلفية أنّ المجلس المنتخب المؤلّف من 40 مقعدًا لا يتمتّع إلّا بسلطة محدودة جدًّا وأنّ الدّوائر الانتخابية تمّ تعديلها لصالح الأقلية السنّية (التي تنتمي إليها الأسرة الحاكمة). وحتّى قبل هذه الانتخابات الأخيرة، المخادعة والفاقدة للمصداقية، كانت دفّة النّظام الانتخابي ترجح حرمان المعارضة من الحصول على الغالبية في البرلمان، كما يوضّح مقالٌ بقلم مارك أوين جونز.

وعقب إطلاقها للتّهديدات بتنفيذ عقوبات غير محدّدة بحق كل من يمتنع عن التّصويت، مستسقيةً الدّعم من شيخٍ سعودي أعلن أنّ "التّصويت واجب ديني ووطني"، ادّعت الحكومة البحرينية أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية بلغت 51.5% و53.7% في الانتخابات البلدية التي أجريت البارحة أيضًا. غير أنّ المعارضة زعمت أنّ الإقبال على التّصويت بلغ ما يقارب الـ 30%.

يبدو أنّ علاقة الحب الطويلة بين الحكومة البريطانية والنظام البحريني تزداد سخافة أكثر فأكثر. وقد تمّ انتقاد الولايات المتّحدة الأمريكية أيضا لدعمها المفرط لحكم آل خليفة ولكنّ ذلك لا يقارن بالموقف البريطاني.

وخلافًا للسفارة والخارجية البريطانية، بقيت صفحة السفارة الأمريكية على موقع تويتر خالية تمامًا من التّعليقات خلال انتخابات البارحة. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية متحفّظة أيضًا. وفي مؤتمر صحفي موجز أجري يوم الاثنين، تمّ طرح السؤال التالي على المتحدّث باسم الخارجية:

"الانتخابات النيابية ستُجرى في نهاية الأسبوع، ولكن مع ذلك هناك أخبار عن حملة قمع ضد نساء من المحتجّينء. أتسائل إن كانت الولايات المتّحدة قد فتحت هذا الموضوع مع المملكة وما هي ردة فعلهم على ذلك."

وكان الرّد:
"اممم..سأضطر إلى الاطلاع على الأمر ومن ثمّ الرد على السؤال لاحقًا".

ويبدو أنّ هذا الرّد الأخير هو التّعليق الرسمي الوحيد للولايات المتّحدة حول انتخابات البحرين.

 

23 نوفمبر/تشرين الثاني 2014
النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus