نائب رئيس مركز دراسات "الإهرام": "وثيقة المنامة" خارطة طريق وورقة إنقاذ وطني
2011-10-18 - 4:13 م
محمد سعيد إدريس - : لا نقاش في حق الشعب في الثورة.. النقاش حول طريقة إدارة الثورة
- الشيخ علي سلمان: إن نجحوا في ضرب ثورتنا فسوف يسقطون الثورة المصرية
- أحد الباحثين: اكبر ثورة تعرضت للمظلومية هي الثورة البحرين
مرآة البحرين: خمس ساعات من النقاش في مركز الدراسات للأهرام وهو أعلى مراكز البحث في جمهورية مصر العربية، قضاها الوفد البحريني بمعية نائب رئيس المركز الدكتور محمد سعيد إدريس، الذي قال بوضوح لأمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان ووفد القوى الوطنية: "نحن هنا لا نناقش أحقية الثورة البحرينية أو الشعب البحريني في الثورة بل بطريقة إدارتها".
وامتدح الدكتور محمد سعيد إدريس أمين عام الوفاق بوصفه "قطب كبير في الخليج العربي" مراهناً على جمعية الوفاق وجمعية وعد والجمعيات المتحالفة. وقد وعد الدكتور إدريس بأن يصدر المركز دراسة تقدير موقف عن الثورة البحرينية. وقد غطت جوانب من اللقاء أكثر من خمس قنوات فضائية.
وكان رئيس مركز الأهرام للدراسات الدكتور ضياء رشوان افتتح الندوة البحثية التي حضرها عدد من خيرة الباحثين في المركز بحضور السفير المصري السابق في البحرين عزمي خليفة، بترحيب بالوفد البحريني: "نلتقيكم في لحظة التحول التاريخي في مصر والمنطقة"، مضيفا "مستقبل البحرين يعنينا، ونحن نريد إكمال المشهد عبر الاستماع لأصحاب القضية مباشرة".
الدكتور محمد سعيد إدريس قال بعد تسلمه إدارة دفة الندوة: "نحن لسنا متفرجين في قضية البحرين، لقد جلسنا مرتين مع الأطراف القريبة من السلطة في البحرين، واليوم نجلس مع وفد المعارضة نستمع لوجهة نظرها، نريد أن نستمع أولا للشيخ علي سلمان الذي كنت استمع لتصريحاته ومداخلاته". واستذكر الدكتور إدريس المرحوم المناضل الوطني الكبير عبد الرحمن النعيمي، ووصفه بالصديق الكبير.
من جانبه قال أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان: "نتقدم بالشكر لكم، وأبارك لكم كمصريين بانتصار ثورة ٢٥ يناير، ونأمل تكتمل هذه الثورة بالتحول الحقيقي نحو الديمقراطية وأن تقود مصر كما قدرها دائما قاطرة التغيير في الوطن العربي، مصر التي بتقدمها تتقدم الأمة العربية، وبتأخرها تتأخر الأمة العربية".
وأضاف: "البحرين حالها كحال 22 بلداً عربياً حيث تسود الديكتاتورية ويغيب الإنسان العربي، ولكن حين قرر الشباب العربي أن هذا الاستبداد يجب أن ينتهي نزلوا للميادين، ومن ضمن الشباب العربي نزل شباب البحرين، لدينا في البحرين الآن فريقان، فريق يريد الديمقراطية، وفريق يريد بقاء الحال كما هو عليه، حيث يعين جلالة الملك الحكومة ورئيسها، والبرلمان بقسميه المعين والمنتخب لا يستطيع مساءلة الحكومة، والقضاء البحريني يتأثر بهذا الواقع فيصبح مرتهناً في أيدي السياسيين، هذا هو الواقع البحريني، ونحن في المعارضة التي تضم مختلف التيارات والمذاهب نطمح لتغيير هذا الواقع".
وبعد توزيع نسخ من "وثيقة المنامة" التي تبنتها المعارضة، قام عضو اللجنة المركزية في جمعية وعد عبدالله جناحي، بتقديم شرح مستفيض عن وثيقة المنامة، وفصل جناحي الواقع البحريني انطلاقا من الانتفاضات التي خاضها الشعب البحريني بدءاً العشرينات وصولاً إلى محطة العام 1973 حيث تم التوافق بين السلطة والشعب على دستور عقدي، والانقلاب على الدستور، كما تحدث عن محطة ميثاق العمل الوطني التي صوت عليه الشعب بنسبة كاسحة بعد أن تعهد الحكم بتعهداته المعروفة، وتحدث عن فرض دستور 2002 من جانب السلطة وفشل الإصلاح حتى تفجرت ثورة 14 فبراير التي طرحت المعارضة خلالها رؤيتها من تفعيل كون الشعب مصدر السلطات عبر حكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات ودوائر انتخابية عادية وقضاء مستقل واشتراك جميع البحرينيين في الأجهزة الأمنية وفق أسس وطنية. وهي المبادئ التي فصلتها "وثيقة المنامة".
من جهته قدم نائب رئيس جمعية وعد للشؤون السياسية رضي الموسوي قراءة اقتصادية عن الوضع البحريني، بدءا من حجم البلد وعدد السكان، وعدد الوافدين وعدد المواطنين، وعن اعتماد الاقتصاد البحريني على النفط بصورة رئيسية، وتطرق إلى الركود الاقتصادي الذي يعم البلاد، وغياب الحكم الرشيد الذي بدد الفوائض المالية التي حققتها البحرين أبان الطفرة النفطية، موضحاً أن البحرين تعيش مآزق متعددة فالبلد يتخرج من مدارسه ومعاهده وجامعاته 8 آلاف خريج سنويا، بينما النسبة الكبرى من الوظائف تذهب للأجانب.
مساعد الأمين العام لجمعية الوفاق للشؤون السياسية والقيادي بالجمعية خليل المرزوق تحدث عن البعد الدولي وتعقيدات الجغرافيا السياسية التي تقع البحرين ضمنها وتتأثر بها، قائلاً إن عدم استقرار البحرين يؤثر سلباً على الإقليم لذا هي دولة مهمة لاستقرار المنطقة، هناك مطالبات دولية للسلطة بان تقوم بإصلاح جذري لكنها غير حازمة وهذا لن يحل المشكلة، صحيح أن العالم مقتنع بأحقية المطالب التي ترفعها الحركة الاحتجاجية في البحرين لكن هذا العالم يتأثر أيضا بالتعقيدات الجغرافية والسياسية التي تقع البحرين ضمنها.
وأوضح المرزوق أن قوات درع الجزيرة دخلت للبحرين لأجل قطع طريق الحل السياسي لا لفتح الطرقات، وتطرق خليل المرزوق للتسريبات التي بدأت ترشح عن اللجنة الملكية لتقصي الحقائق وقال إنه لا يكفي تحميل عام للمسؤولية، لا بد من توصيات تمنع تكرر الانتهاكات التي تحصل.
وعاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات والبحوث الدكتور محمد سعيد إدريس ليستلم دفة الحديث، قائلاً: "نشكركم على العرض القيّم الذي قدمتموه، ونحن متلمسين للواقع البحريني وما هو أكثر، فالبحرين واقعة بين مثلث جهنمي وبين قوى إقليمية كبرى هي السعودية وإيران والعراق، الأكثر معاناة في هذا المثلث هي دولة الكويت التي ترتبط بحدود برية مع العراق والسعودية وبحدود بحرية مع إيران، والبحرين مثل الكويت في معاناتها ضمن هذا المثلث".
مضيفا” إيران والسعودية تحالفتا في السبعينات ضد العراق وضد القومية العربية حماية للمصالح الأميركية، وبعد عام 1979 تبدلت التحالفات، فقد تحالفت السعودية مع العراق ضد إيران برعاية أميركية".
وأشار الدكتور إدريس إلى أن "علاقة السعودية ببقية دول الخليج هي علاقة استتباع، والبحرين تتأثر بشدة بصراع إيران والسعودية، لكن جذور الأزمة في البحرين هي جذور داخلية، فهناك تمييز طائفي، الشيعة في الخليج مظلومون، لكننا يجب أن نتلكم عن المظلومية الأكبر وأعني الجانب الطبقي بين أغنياء وفقراء، الفقراء في البحرين ليسو شيعة فقط، إضافة لوجود التمييز القبلي".
وقال إدريس: "إن الانتخابات البرلمانية عام 2010 جرت في البحرين في جو محتقن جداً وأزمة سياسية داهمة، لذا بعد مجيء الثورات العربية كانت الأرضية مهيأة وفي هذا رد على فكرة المؤامرة والصراع، أنا أشهد أن الشيخ علي سلمان رفض فكرة الجمهورية ورفض التدخل الإيراني منذ البداية، والسعودية دخلت للبحرين لأنها لا تتحمل وجود ملكية دستورية، أما بالنسبة للمجتمع الدولي فالمصالح لديه تجب على المبادئ، فالخطوط الحمر لدى المجتمع الدولي في هذه المنطقة هي: إسرائيل، والنفط، والعوائل الحاكمة، ربما اختلفت الأوضاع، لكننا نحتاج لجعل هذه الوثيقة خارطة طريق للبحرين، وهي ورقة إنقاذ وطني، اعتقد آن شعار إسقاط النظام في البحرين سيجعل جهابذة جهنم تدخل للبحرين”.
من جانبه قال السفير المصري السابق في البحرين عزمي خليفة: "من خلال معايشتي للواقع البحريني خلال فترة تواجدي فيها لمدة أربع سنين، أشعر بما تشعرون به من مظالم، لكن خلال الفترة الماضية تم الإفراج عن أكثر من ٦٠٠ معتقل، وان هناك مفصولين تمت إعادتهم لأعمالهم، اعتقد آن مطالبكم ديمقراطية وأعتقد أنه لا يجب إقحام البعد الإقليمي، لا توجد فوارق".
وأوضح السفير عزمي انه يعتقد انه لا يوجد خلاف جوهري بين أقطاب الحكم بالبحرين، وأشار السفير إلى أنه حصل ترويع للأهالي في البحرين خلال أيام الاعتصام في دوار اللؤلؤة، وقال أن الأحداث في البحرين سبقت حركة الربيع العربي. وعن تدخل قوات درع الجزيرة إلى البحرين أكد السفير السابق أنها "تركت جرحاً غائراً ليس في البحرين فقط بل في كل دول مجلس التعاون، فقد أصبح الجميع خائفاً".
من جهته تكلم الباحث المصري أحمد، قائلاً "إن أكبر ثورة تعرضت للمظلومية هي ثورة البحرين، هناك خطابات أطلقتها شخصيات وتحملتها كل الثورة، وها نحن نرى وثيقة المنامة التي تقودها المعارضة وهي تعبر عن أدنى ما يمكن أن يطالب به أي شعب في أية دولة، لقد قيل سابقا عن ثوار مصر الكثير وها هو يقال بحق الثوار في البحرين، إن أي خطأ من فرد أو فردين لا يمكن تحميله علي الثورة".
وعاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات والبحوث الدكتور محمد سعيد إدريس ليقول بوضوح "منذ سنين طويلة تم اختطاف حقوق الشعب العربي في الخليج تحت شعار الخصوصية الخليجية".
وقد عقب أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان على مداخلات الباحثين العديدة، قائلاً "الفكرة الأساسية بالنسبة لي هي اختطاف بلد كما تم اختطاف مصر سابقاً، أما الحديث عن علاقة أحداث ما قبل 14 فبراير لنفي انتماء الاحتجاجات في البحرين بالربيع العربي هي فكرة غير صحيحة، فأنتم في مصر كانت لديكم تحركات قبل ثورة 25 يناير، كانت هناك حركة 6 أبريل، وكانت هناك حركة كفاية، فهل يعتقد أحد أن مقارعي الاستبداد في مصر ما قبل ثورة 25 يناير، وما قبل حركة 14 فبراير في البحرين سيكونون معزولين عن مقارعة الاستبداد بعد مجيء الربيع العربي؟".
وأضاف "نحن ممثلو التيارات السياسية الوطنية الموجودون هنا ملأنا الشوارع في البحرين ضد غزو العراق، وضد القتل في الفلوجة، نحن الجالسون ملأنا تلك الشوارع، نحن انتصرنا لثورة مصر وقد قلت لجلالة الملك حتى لو كنا سُنضرب فسوف نخرج لانتصار للثورة المصرية، نحن ولسنا غيرنا الذين انتصرنا للثورة المصرية".
وتحدث الشيخ علي سلمان عن مطالب المعارضة، موضحاً أنه "لا يمكن مناقشة المبدأ في حق الناس في انتخاب حكومتهم، إن فكرة الإجماع الشعبي التي تطرحونها فكرة جميلة، لكن هل تعتقدون آن النظام الحاكم في اليمن بقي متفرجاً لا بل ملأ ميدان الستين كل يوم جمعة لمناصرة الرئيس علي عبدالله صالح، لقد شقو الشعب اليمني، وهكذا فعل النظام في البحرين واستعان النظام بعناوين عديدة، أولها شماعة إيران التي عاد مؤخراً لمصالحتها وكلكم رأيتم لقاء وزير الخارجية البحريني بنظيره الإيراني، لم يطلب وزير خارجيتنا إلا وقف هجوم الإعلام الإيراني على السلطة فقط، إذن أين فكرة المؤامرة الإيرانية؟، أؤكد لكم أن المعارضة في البحرين تحاول بكل ما أوتيت من أجل إبعاد القضية البحرينية عن أي يد خارجية، وأؤكد لكم أن المعارضة قوية وموحدة، لقد قام فريق رسمي حينما اشتدت الثورة في البحرين بالعمل خارج إطار الدولة عبر جهاز أمني خاص من أجل بث الرعب وافتعل الكثير ونجح في إرعاب الأهالي، ورغم كل ما قد يقال فالثورة البحرينية هي أكثر الثورات سلمية، فلم يرفع احد في البحرين قطعة سلاح واحدة، ولم يحرق أحداً مركز شرطة، بينما في مصر تم إحراق مقرات عديدة".
وتابع أمين عام الوفاق حديثه: "نعم نحن نرحب بالحوار مع جمعية الوحدة الوطنية لكن الحوار ينقطع حينما يقولون لي أنه لا يمكن استبدال رئيس الوزراء، وأنه يجب أن يبقى خارج النقاش".
وعن دخول قوات درع الجزيرة وكونها شاركت أو لم تشارك في القمع، قال سلمان "درع الجزيرة لم يأت إلى البحرين للنزهة، هم قالو انه أتى لحفظ المؤسسات الحيوية، ما هي هذه المؤسسات، هي المعسكرات، والقصور، لماذا؟ لأجل أن ينطلق حينها الجيش البحريني لقتل الشعب، قوات درع الجزيرة شاركت، فالجيوش تشارك حتى لو كان بعضها في الخطوط الخلفية".
وأضاف: "البعض يتحدث عن عدم إدارة المعارضة الصحيحة للأزمة، لا.. لأننا نفهم، فنحن نطالب بالملكية الدستورية، نحن نعرف الواقع، ونقول لكم بوضوح إننا إذا نجحنا فإن هذا النجاح ليس من أجل المواطن البحريني فقط، بل هو نجاح للمواطن السعودي، والمواطن الإماراتي، والمواطن القطري وكل أبناء الخليج، وهو نجاح لمصر، لأن الاستبداد العربي إذا نجح في وأد ثورتنا فلن يترككم كما لم يترك جمال عبد الناصر والمد القومي العربي وأوقفه بعد صراع لمدة 15 عاماً، نعم لقد نجحوا في إسقاط جمال عبد الناصر وسوف يسقطون هذه الثورة المصرية أيضاً إن لم تنجح الثورات العربية ومن أهمها ثورة البحرين".
من جانبه أثنى نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات والبحوث الدكتور محمد سعيد إدريس، على التعقيب الذي أدلى به الشيخ علي سلمان، ووصفه بأنه "دُرر" عبر قوله "لقد نجحنا اليوم في سماع هذه الدرر".
وقد استمر النقاش بين وفد القوى الوطنية البحرينية والباحثين في مركز الأهرام، وقد أكد الجميع أن المركز سيصدر دراسة تقدير موقف بشأن الأزمة في البحرين.
- 2024-11-14هل أماط النائب قراطة الستار عن مسرحية الموازنة العامة قبل موعد العرض؟
- 2024-11-14كاتبة حكومية تفضح أعداد المجنسين وتدعو لخطة ترحيل محكمة
- 2024-11-13إبراهيم شريف: نصف الدين العام تتحمله مصروفات الديوان الملكي
- 2024-11-12ماذا تريد السلطة من المحكومين بالإعدام؟!
- 2024-11-11رابطة الصحافة البحرينية: "إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية" أصبحت أداة ترهيب وتقييد مباشر لحرية التعبير