مرآة البحرين: لا يكف النظام الرسمي عن الهرولة  واللهاث وراء وفد القوى الوطنية البحرينية في العاصمة المصرية القاهرة، تلقتقط آذانه الأخبار يمينا ويساراً، وما ان يحصل على منفذ يستأجر عدد قليل من البسطاء الراغبين في “أكل العيش”، ليعطيهم “بنراً” مطبوعاً يرفعونه أمام الفندق لمدة دقيقتين للتصوير فقط ثم الرحيل، أو كما حدث أمس الأول خلال المؤتمر الأول لثوار الربيع العربي الذي نظمه حزب شباب التحرير في مصر.

لدى القاء خليل المرزوق كلمته كضيف شرف، دخل بضعة اشخاص، جلسو مع الحضور رفعو لافتتين او ثلاث، بعضها يقول: ياعملاء ايران، وأخرى تقول: البحرين ليست لايران. خمسة اشخاص بالتمام والكمال جلسوا في وسط الحضور، ومجموعة اخرى اقل عددا جلست جهة اليمن من الحضور، رفعوا اللافتات بسرعة التقطوا لنفسهم صوراً، وما ان اقترب منهم احد المنظمين ليسالهم بهدوء أسقط في ايديهم، كانو مرتبكين وخائفين، لا يعلمون ما الذي يفعلونه في الموتمر بالضبط، سأل احد المنظمين صبياً كان يرفع لافتة مع اثنين آخرين: ما علاقتك بالبحرين؟، أجاب : أبي يعمل هناك. أين؟، ردّ: في شركة للبرول. ما اسمها: لا أعرف. ومن هذا الذي معك: هذا ابن خالتي. كان الصبي مرتبكا ويبعث على الاشفاق، لملم نفسه ورحل، ورحلت المجموعة الأخرى، بعد الرد المزلزل الذي وجهه لهم رئيس حزب التحرير خالد متولي يونس، الذي رفض التغاضي عن هذا المشهد المثير للاشفاق.

خالد متولي يونس، وهو أحد قادة ثوار مصر في ميدان التحرير، قال “حدث أمر نرفض أن نغمض اعيننا تجاهه أو نتجاهله،  أتحدث عمن كانو يريدون اتهام الثورة البحرينية ورفعوا لافتات هنا،  نحن استمعنا لكلام الإخوة من البحرين، ولم نسمع منهم كلامًا دينيًا او طائفيًا، وهناك من اتى وحاول رفع لافتة فيها اتهام للثوار، نقول لهم نحن ايضا اتهمونا في التحرير باننا عملاء واننا ناكل الكنتاكي،  نقول لهم لن تستطيعوا ان تمزقونا، نحن كلنا عرب، ونعرف اتهامات الانظمة  كما اتهموا ثوار سوريا، وثوار ليبيا هم يحاولن اتهام الثورة البحرينية”، وكرد فعل طبيعي ردد الحضور هتاف “أمة عربية وحدة”.

مثير للاشفاق ما يحصل، بدلاً من التحاور، وبدلاً من الاقناع يستخدم الجانب الرسمي أساليب تبعث على الضحك، أساليب أثارت حتى المصريين الذين تيقنوا مما تعانيه الحركة البحرينية من تشويه واتهامات لا يمكن أن تمر على شعب عريق كالشعب المصري.