نصر الله: سبب السلمية في البحرين ليس أنها عصيّة على السلاح أو دخول المقاتلين، واعتقال الشيخ علي سلمان حماقة كبرى
2015-01-10 - 1:17 ص
مرآة البحرين (خاص): قال أمين عام حزب الله لبنان السيد حسن نصرالله، إن السلطات البحرينية سرعان ما ستكتشف إن ما تقوم به من اعتقال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان هو حماقة كبرى، وأشار إلى عملية التجنيس في البحرين واصفا إياها بأنها مشروع استيطان شبيه بالمشروع الصهيوني.
وخلال كلمة له في ذكرى المولد النبوي، قال نصر الله «أجد نفسي مضطراً للتوقف عند موضوع البحرين، إن خطوة اعتقال الشيخ علي سلمان خطيرة جداً والاستمرار في اعتقاله أمر خطير جداً، فمن دلالات اعتقال الشيخ علي سلمان وصول السلطات البحرينية إلى حائط مسدود».
وفي لفتة هامة، قال نصر الله إن «أغلب الساحات انحدرت بسرعة إلى العنف، ولكن ساحة البحرين لم تنحدر للعنف، وهذا ليس لأنه لا يوجد رجال في البحرين، فأهل البحرين معروفرن بالشجاعة والرجولة والحماسة، ولم يكونوا سلميين لأنهم لا يستطيعون حمل السلاح، او لأنه لا يوجد شخص يستطيع ايصال سلاح الى البحرين، فالبحرين مثلها مثل أي بلد في العالم، فأكثر بلد مضبوط أمنيا يمكن إيصال السلاح والمقاتلين لها، بل يمكن بعدد قليل من المقاتلين هز بلد بالكامل».
وأردف «المسألة الحقيقية هي أن إرادة العلماء والقيادة السياسية والشعب في البحرين، هي ما تمنع العنف وهي التي تصر على السلمية».
وقال أيضاً «راهنت السلطة، وعلى ذمتي، على دفع الشباب البحريني إلى العنف من خلال ممارساتها القمعية. تقديري للموقف في البحرين، أن من مصلحة النظام لجوء الناس للعنف، لأنه سيتحدث بعدها عن الأمن الوطني والقومي ويقوم بضرب المعارضة وقيادتها وسحقها، ولذا عملت السلطة على جر المعارضة في البحرين إلى صدام مسلح وممارسة العنف».
وقال إن «من أهم عوامل تمسك الشعب البحريني بالسلمية هو ثقافته وقيادته» داعيا للبقاء على السلمية وعدم الانجرار إلى العنف ومشدّدا على أنه «ليس من مصلحة البحرين، ولا شعب البحرين الذهاب إلى العنف».
ورأى نصرالله «أن اعتقال سلمان يؤشر لسقوط كل رهانات السلطات البحرينية رغم كل ما فعلته في السنوات الماضية».
وأوضح «هناك شعب في البحرين يطالب بحقوق مشروعة، بل من أبسط الحقوق المشروعة في هذا الزمن أن يكون للبحرينيين مجلس نيابي منتخب، لا أن يكون هناك مجلس منتخب وأعضاء معينون بقدره يشاركون في سن القوانين».
وأضاف «نعلم نحن اللبنانيين أن السلمية أمر صعب جداً، هؤلاء الناس يُعتدى على بيوتهم، وأعراضهم، علماؤهم، ورموزهم، ونساؤهم في السجون، وتعلمون ماذا يحصل في السجون، البحرينيون قتلوا في الطرقات ولم يلجأوا إلى أي وسيلة من وسائل العنف، لقد أصر شعب البحرين على الوسائل الأكثر سلمية كالاعتصامات والمسيرات».
وأكد نصر الله أن «المعارضة البحرينية كانت مستعدة دائماً للحوار، لأن أهدافها وطبيعة حركتها السلمية تنسجم مع طريقة الحوار، بينما السلطة كانت تتهرب من الحوار، وكان رهانها على تعب الشعب البحريني، نحن في لبنان نتعب من مظاهرات خلال شهرين أو ثلاثة شهور وهناك شعب بالبحرين يتظاهر منذ أربع سنين، وقيادة المعارضة العلمائية والسياسية، متفقة على سلمية الحراك، وعلى رأسها سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، وسماحة الشيخ علي سلمان، ولذلك يمارس الشعب البحريني حراكًا سلميًا مميزًا ومختلفًا عن العالم».
وأكد نصرالله أن «العالم خذل شعب البحرين، وكثير من الذين وقفوا مع الربيع العربي تجاهلوا البحرين، لأنهم ظلماً صنفوا موضوع البحرين كموضوع طائفي ومذهبي وهو ليس كذلك على الإطلاق».
وقال «هناك مشروع شبيه بالمشروع الصهيوني في البحرين، هناك استيطان واجتياح وتجنيس في البحرين بشكل متسارع، يؤتى فيه الناس من كل أنحاء العالم يعطون الجنسية والوظائف والأمن، بينما ابن البلد من آلاف السنين تُسلب منه أبسط الحقوق،
وأمام أي موقف سياسي يطرد أو يسجن أو تنزع منه الجنسية، هناك عمل دؤوب لتغيير هوية الشعب البحريني، وقد نرى بعد فترة أن الشعب الذي يسكن البحرين ليس هو الشعب البحريني الأصلي».
وأكد أن «هذا الشعب استمر في الحراك رغم كل هذا الخذلان ولم ييأس، وقد راهنت الدولة على استسلام القيادات العلمائية والسياسية، لأن الناس سيطالبونهم بالتوقف، لكنها مصرة على مواصلة الطريق»
وسأل نصرالله «كيف نفهم موضوع اعتقال الشيخ علي سلمان، وهو من رموز وقيادات الحراك السلمي، كل القيادات المصرة على الحراك السلمي تؤخذ إلى السجون من أجل ضرب الحراك السلمي، وقد وُجهت تهمة التحريض على العنف إلى الشيخ علي سلمان، وكل الناس يعرفون أنه سلمي سلمي سلمي حتى ينقطع النفس، إنه لمن المضحك أن يُتهم الشيخ أنه يحرض على العنف من أجل إسقاط النظام وهو يتبنى فكرة إصلاحية داخل المعارضة، إذ لم يطرح الشيخ علي سلمان فكرة إسقاط النظام أو يحرض على العنف، هذه حجة كاذبة وواهية".
وقال «الذي اكتشفته حكومة البحرين أن ما ترتكبه حماقة وما تقوم به غباء، إذ لن تستطيع الحكومة إيقاف هذا الحراك لا باعتقال الرموز السابقين ولا باعتقال الشيخ علي سلمان،لأن الشعب مصر على مواصلة حراكه خلف قيادته».
وعبر نصر الله «عن تضامننا ووقوفنا وتأييدنا الحراك السلمي، والأسلوب الحضاري، وندعو الجميع إلى التضامن مع هذا الشعب، وأؤكد وأساند دعوة علمائكم وقيادتكم التي أكدها الشيخ علي سلمان من السجن في الإصرار على السلمية».
وختم حديثه بالقول «ليس من مصلحة البحرين، ولا شعب البحرين الذهاب إلى العنف».
- 2024-11-21السيد طاهر الموسوي: إجماع علماء الشيعة على المطالبة بعودة صلاة الجمعة يكشف حجم الاستهداف المذهبي
- 2024-11-20الديهي: منع صلاة الجمعة في البحرين جريمة تستوجب محاسبة المسؤولين عنها
- 2024-11-19تكتل المعارضة البحرانية في بريطانيا: التجنيس السياسي خيانة تهدد هوية الوطن ومستقبل أجياله
- 2024-11-18مؤشر نشاط التطبيع يدرج البحرين كثاني دولة عربية بعد الإمارات
- 2024-11-15استمرار استهداف النقابيين والفصل التعسفي في شركة جارمكو