ثورة 14 فبراير تنعى 11 شهيدا في العام 2014

2015-01-10 - 6:37 م

مرآة البحرين (خاص): نعت ثورة 14 فبراير في البحرين 11 شهيدا في العام 2014، العام الرابع من الثورة التي تسطّر واحدة من أطول قصص النضال ضد الاستبداد، في أعتى منطقة عصيّة على الديمقراطية، خضعت مئات السنين إلى حكم "الشيوخ".

شهيد تلو شهيد، صعدت أرواحهم لتحكي صبر هذا الشعب، حكاية الأرض إلى السماء. وظلوا يثبتون للعالم سلمية هذا الشعب، وتحضّره القديم الجديد، رغم كل محاولات النظام لجرّه نحو العنف.

معظم شهداء هذا العام في العقد الثاني والثالث من العمر. بعضهم قضى بالرصاص المباشر وبعضهم نتيجة التعذيب خلال الاعتقال. أما البعض الآخر، وهو اللافت في هذا العام، فقد استشهدوا في حوادث غامضة، حاول النظام من خلالها بكل تجرّؤ أن يصوّرهم يستهدفون أمن الوطن.

 

 الشهيد فاضل عباس

الشهيد فاضل عباس

26 يناير/كانون الثاني: الشهيد فاضل عباس (19 عاما)

قضى أول شهداء العام 2014، فاضل عباس، متأثرا بجراح كان قد أصيب بها أثناء اعتقاله في كمين لقوات النظام قبل أسبوعين من استشهاده (9 يناير/كانون الثاني). وكانت قوات النظام قد ألقت القبض على الشهيد فاضل واثنين من رفاقه في قرية "المرخ" غربي المنامة، فيما رفضت السلطات السماح لعائلته بزيارته بعد ورود أنباء عن إصابته برصاص حي.

واعترفت السلطات باستخدامها الذخيرة الحية أثناء مطاردته واعتقاله، إلا أنّها ادّعت أن قواتها قامت بذلك "في إطار الدفاع عن النفس". لكن الصور التي التقطت للشهيد أثناء تغسيله وتكفينه، أظهرت وجود ثقب غائر في مؤخرة رأسه، في دليل واضح على إصابته بطلق مباشر في الرأس من الخلف. كما أظهرت الصور آثاراً للضرب في ظهره.

وأعلن عن استشهاد فاضل بالمستشفى العسكري بعد استدعاء والده فجر يوم 26 يناير/كانون الثاني. ولاحقا ادّعت الداخلية البحرينية بأنها أبلغت أهل الشهيد عباس بإصابته بتاريخ 13 يناير/كانون الثاني "حيث حضروا لزيارته في المستشفى وفق الإجراءات القانونية المعمول بها"، وهو أمر نفته عائلة الشهيد التي كانت قد أطلقت نداءات في الصحافة طالبت فيها بالكشف عن مصيره.

واتهم بيان للداخلية الشهيد عباس وزميله بـ"اتخاذ مبان مهجورة، مقرا لتسليم واستلام الأسلحة".

وشيع الشهيد عباس عشرات الآلاف من البحرينيين الغاضبين في شارع البديع غرب المنامة، عصر يوم استشهاده.

 

الشهيدة أسماء حسين

الشهيدة أسماء حسين

11 فبراير/شباط: الشهيدة أسماء حسين (52 عاما)

قضت الشهيدة الحاجة أسماء حسين أثناء اقتحام قوات النظام منزلها فجر يوم الحادي عشر من فبراير/شباط. وقال نجل الشهيدة إنها أصيبت بالهلع الشديد، وتعرضت للترويع، ما أدى إلى ارتفاع ضغطها وسقوطها في الحال حين فوجئت بقوات النظام تداهم المنزل من الباب ومن السطح.

وكانت قوات النظام قد داهمت منزل الحاجة أسماء في قرية "جد الحاج" بشكل وحشي ضمن سلسلة مداهمات لاعتقال أحد الناشطين في المنطقة، وقال نجلها إنهم طلبوا المساعدة من قوات الشرطة الذين كانوا يتواجدون في المنزل وخارجه في الوقت الذي كانت فيه ما تزال تتنفس، إلا أنهم لم يحركوا ساكناً، ما أدى إلى أن تفارق الحياة بعد فترة وجيزة.

ونعت جمعية الوفاق الشهيدة أسماء مؤكّدة أن "الهمجية والوحشية التي تمت خلال المداهمة عند الفجر كانت سببا في وفاتها".

وشيّع الشهيدة الآلاف من البحرينيين الذين ساروا في موكب مهيب، مرددين شعارات مناوئة للملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما طالبوا بالقصاص من المتورطين في جرائم القتل التي أودت بالعشرات من أبناء البحرين.

جاء تشييع الشهيدة الخمسينية قبل ثلاثة أيام من الذكرى الثالثة للثورة. وعقب التشييع تظاهر غاضبون في دوار "أبو صيبع"، قبل أن تقوم قوات المرتزقة باستخدام الغازات السامة لتفريقهم، وملاحقتهم في المناطق السكنية المجاورة.

 

الشهيد جعفر الدرازي

 

الشهيد جعفر الدرازي

26 فبراير/شباط: الشهيد جعفر الدرازي (23 عاما)

ارتقت روح الشهيد جعفر الدرازي إلى بارئها بعد تعرضه للتعذيب المفرط أثناء التحقيق معه من قبل شرطة النظام، الأمر الذي انعكس على حالته الصحية خصوصا وأنّه مريض بفقر الدم المنجلي (السكلر).

اعتقل الشهيد الدرازي قبل حوالي شهر من استشهاده في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني، إثر قضية الزورق الشهيرة بـ (الطراد) مع مجموعة من رفاقه، وذلك بعد أن كان مطاردا لسنتين.

وتشير بعض التفاصيل إلى أن الشهيد والمجموعة التي اعتقلت معه قد خضعوا للتعذيب بما فيه الصعق الكهربائي، وبعدها نقلوا إلى مركز شرطة الرفاع لحين التداوي من آثار التعذيب كي لا تبدو واضحة أثناء تقديمهم للمحاكمة، إلا أن الشهيد ولسوء وضعه الصحي مما لاقاه نقل إلى عيادة القلعة حينها ومن ثم لمستشفى السلمانية.

وقالت والدة الشهيد إن ابنها تعرض للتعذيب والصعق بالكهرباء، وأوضحت أن جسمه كان مليئاً بطلقات الشوزن، وأنه استمر في الصمود بالميدان رغم كل ما تعرض له.

يذكر أن الشهيد الدرازي تعرض للسجن 6 أشهر، وبعد خروجه منه كانت قوات المرتزقة تستهدفه ليلاً ونهاراً في المنزل وظل مطارداً لمدة سنتين.

وأكّدت والدته أن قوات الأمن كانت تستهدف منزلهم ليلاً مروّعين عائلتها، كما كشفت أن "أحد قوات المرتزقة قال لأبيه "إذا قبضت على جعفر سأنزع جلده".

شيعت الشهيد جعفر الدرازي حشود غاضبة يوم الجمعة في الثامن والعشرين من شهر فبراير/شباط. وقامت وزارة الداخلية بقطع الطرق المؤدية إلى منطقة "الديه" غرب العاصمة المنامة لمنع وصول المشيعين.

وحاول المشيعون التوجه نحو دوار اللؤلؤة، مركز الاحتجاجات التاريخي الذي تحاصره قوات من الحرس الوطني البحريني منذ مارس/ آذار 2011، إلا أن قوات المرتزقة أطلقت النار والغازات السامة على المواطنين، لتشهد البحرين واحدة من أشد الاضطرابات الأمنية في العام المنصرم.  

 

 الشهيد جواد الحاوي

 الشهيد جواد الحاوي

17 مارس/آذار: الشهيد جواد الحاوي (48 عاما)

سقط المواطن البحريني جواد الحاوي شهيدا إثر استنشاقه الغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات النظام ضد محتجين، في منطقة سترة.

وشارك في تشييع الحاوي الآلاف من الذين خرجوا في سترة رافعين شعارات غاضبة طالبت بإسقاط النظام الملكي.

وأِشارت شبكات محلية إلى أن صدامات وقعت بين المشيعين وقوات النظام البحريني التي فرقتهم باستخدام القوة قبل أن تقوم بإغراق المناطق السكنية بالغازات.

يذكر أن منظمة الأطباء الإيرلنديين قد صنفت الغازات التي تستخدمها البحرين على أنها سلاح كيماوي قد يتسبب في أي وقت بمقتل من يعانون من أمراض مزمنة خصوصا في صفوف الأطفال والمسنين.

وبحسب منظمة أطباء بلا حدود فإن أكثر من 39 بحرينيا قد قضوا بسبب استخدام السلطات المفرط للغازات السامة، إذ تستخدمها بشكل "غير مسبوق" عالميا، بإطلاقها على المنازل وفي الأحياء السكنية، كعقاب جماعي.

 

حسين علي شرف

الشهيد حسين علي شرف

1 أبريل/نيسان: الشهيد حسين علي شرف (21 عاما)

استشهد حسين شرف متأثراً بجراحه إثر حريق اندلع في منزل التجأ إليه خلال مطاردة أجهزة استخبارات النظام له، وقد نعاه ائتلاف ثورة 14 فبراير واعتبره من خيرة المجاهدين والقادة الميدانيين.

وجدت جثة الشهيد متفحمة في أحد مباني منطقة العكر الغربي، بعد منع قوات الأمن سيارات الدفاع المدني من الوصول إلى المنزل وإخماد الحريق المندلع فيه.

تسلمت عائلة الشهيد جثمانه بعد احتجازه ليومين، إذ رفضت السلطات الأمنية تسليم الجثمان في بادئ الأمر.

وبسبب تفحم جسد الشهيد شرف، نتيجة للإصابات الانفجارية، قرر المغسلون عدم تغسيله، والاكتفاء ب«التيمم» وفق الشريعة الإسلامية.

وشيّعت الشهيد جماهير غاضبة، وسادت المواجهات الضارية منطقة التشييع في العكر بعد الانتهاء من الدفن، حيث وقعت إصابات بالغة برصاص الشوزن بين المتظاهرين.

 

الشهيد عبد العزيز العبار

الشهيد عبد العزيز العبار

18 أبريل/نيسان: الشهيد عبد العزيز العبار (27 عاما)

استشهد الشاب عبد العزيز العبار، وهو أب لولد وبنت، في الثامن عشر من أبريل/نيسان متأثرا بإصابة خطيرة في الدماغ جراء طلقات نارية أصابته بها قوات النظام بينما كانت تقمع مسيرة ختام عزاء الإعلامي سيد علي الموسوي، في قرية سار، 23 فبراير/شباط 2014.

وقضى العبار قرابة الشهرين في غيبوبة بعد أن أجريت له عملية للسيطرة على النزيف الداخلي في الدماغ، إلا أن جهود الأطباء لم تفلح في إنقاذ حياته.

ظلت جنازة الشهيد العبّار معطلة طوال 80 يوماً بسبب تعنت النظام ورفضه تسليم ذوي العبّار شهادة تتضمن السبب الحقيقي للوفاة، حيث عمدت السلطات البحرينية إلى تسليمهم شهادة مزورة بهدف إخفاء السبب الحقيقي للشهادة، الأمر الذي رفضه ذوو الشهيد.

وانتهت القصّة التي لقيت زخما كبيرا باستلام عائلة الشهيد تقريرا رسميا يتضمن اعترافاً بمقتل الشهيد بسلاح الشوزن الانشطاري.

ووري الشهيد الثرى في مسقط رأسه، السنابس، بتاريخ 6 يوليو/تموز. وشهدت الجنازة توترا بين المشيعين وقوات النظام التي عمدت إلى محاصرة السنابس وقطع الطرقات الرئيسية والمنافذ المؤدية إلى المنطقة لمنع المواطنين من الوصول لتشييعه.

 

الشهيدان علي عباس وأحمد المسجن

الشهيدان علي عباس وأحمد المسجن

19 أبريل/نيسان: الشهيدان علي عباس (16 عاما) وأحمد المسجن (17 عاما)

قضى الشهيدان علي عباس وأحمد المسجن في انفجار سيارة في منطقة المقشع غرب العاصمة، المنامة.

وكانت تنظيمات سياسية ومنظمات حقوقية وصفت الانفجار بالغامض، خصوصا وأن السلطات البحرينية زعمت أن الشهيدين ورفيقهم الذي جرح في الانفجار، كانوا ينقلون قنبلة محلية الصنع لاستهداف رجال الأمن على شارع البديع.

وكانت صور لهياكل عظمية نشرت عقب الانفجار على أنها رفات الشهيدين، ما أثار غضب البحرينيين وعائلتي الشهيدين اللتين أكدتا أنهما استلمتا جثتي ولديهما "بلحمهم وعظمهم وشحمهم".

وسار الآلاف في مسيرة تشييع الشهيدين التي انطلقت في المقـشع، فيما انتشرت قوات الأمن بكثافة على مداخل القرية.

وأجبرت قوات الأمن المشيعين على استخدام الطرق الداخلية للقرية، رافضة مرورهم على الشارع العام، حيث هددت باستخدام القوّة.

 

 الشهيد علي فيص

الشهيد علي فيصل

16 مايو/أيار: الشهيد علي فيصل (19 عاما)

قضى الشهيد علي فيصل إثر حادث غامض أصيب فيه بإصابات جسيمة أدت إلى استشهاده في سترة جنوب المنامة. وكانت أنباء قد تحدثت عن استشهاده بعد استهدافه من قبل قوات النظام، مبينة أن فيصل كان من بين المطلوبين الذين تطاردهم السلطات.

ويبلغ الشهيد من العمر 19 عاماً، وقد عُرف بالصلابة والشجاعة في مواجهة القمع الذي تمارسه قوات النظام ضد المحتجين، ولذا كان من الشباب المُطاردين من قبل أجهزة المخابرات.

وزعمت  وزارة الداخلية أن علي فيصل قتل بسبب "إصابات انفجارية" ، وذلك بعد إعلانها عن سماع دوي انفجار في منطقة سترة، وعن نقل مصاب بحالة حرجة إلى مستشفى السلمانية ووفاته في وقت لاحق.

شيعت الجماهير الشهيد فيصل بعد مقتله بيومين (في 18 مايو/أيار). وخلال التشييع، لجأ النظام عبر قوات المرتزقة إلى محاصرة سترة من جميع مداخلها لكي يُقلل من حجم الحضور الجماهيري، فلجأ الناس للمداخل الفرعية والطرق الملتوية ليستطيعوا الدخول والمشاركة في التشييع.

واشتبك المحتجون الغاضبون مع قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الانشطاري والغازات السامة لتفريقهم، ما أدى إلى إصابات واسعة.

وكان ائتلاف ثورة الرابع عشر من فبراير قد نعى الشهيد علي فيصل،  قائلا "لقد عُرف عن الشهيد المجاهد شجاعته وصموده في ساحات العزّة والكرامة، وفي ميادين الدفاع المقدّسِ عن العرض والأرض والمقدسات، فهنيئا لشهيدنا المقدام هذه الخاتمة السعيدة وهذا الفوز العظيم".

 

 الشهيد السيد محمود السيد محسن

 الشهيد السيد محمود السيد محسن

21 مايو/أيار: الشهيد السيد محمود السيد محسن (14 عاما)

استشهد الطفل السيد محمود السيد محسن إثر إصابته من قبل مرتزقة النظام البحريني برصاص الشوزن في منطقة قريبة من قلبه خلال عزاء الشهيد علي فيصل.

أصيب الشهيد في صدره من مسافة ليست ببعيدة، وهو أصغر شهداء الثورة البحرينية للعام 2014.

وأظهرت صور التقطت للشهيد بعد إصابته وهو يسبح في دمه. كما أظهرت الإصابة العميقة والقاتلة التي أصيب بها بالأسلحة النارية (رصاص الشوزن الانشطاري) المحرم دولياً، والذي قتلت به قوات النظام عشرات المواطنين منذ انطلاق الثورة عام 2011.

 

9 ديسمبر/كانون الأول: الشهيد عبد الكريم البصري (72 عامًا)

الشهيد عبد الكريم البصري

الشهيد عبد الكريم البصري

قضى الشهيد عبد الكريم البصري، الّذي يبلغ من العمر 72 عامًا، في التاسع من ديسمبر/كانون الأول إثر تفجير إرهابي غامض دوّى قرب مسجد الإمام زين العابدين (ع) في قرية كرزكان، وذلك بعد يوم من الإعلان عن مقتل دركي أردني في منطقة "دمستان" القريبة.

وقد زفّ ائتلاف شباب الرابع عشر من فبراير الحاج البصري مع قافلة شهداء ثورة  فبراير/شباط، محمّلا النظام والقوّات السعودية مسؤولية هذا التفجير.

وكانت وزارة الداخلية البحرينية قد نشرت بيانًا عن وقوع تفجير في كرزكان لم تشر فيه إلى أسبابه أو ملابساته، بل اكتفت فيه بالإعلان عن وفاة الحاج البصري وإصابة عامل من الجالية الآسيوية، جراء الانفجار.

أمّا شهادة الوفاة للشهيد عبدالكريم البصري فقد أظهرت أنه قضى بسبب رشات معدنية اخترقت رأسه وعنقه.

وقد شدّدت عائلته على أن مطالبتها بفتح تحقيق مستقل هو حق ّأصيل لها لما يشوب القضية من غموض.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus