اسحبوا هويتي وجواز سفري ورحلوني من أرضي أو اشنقوني، فلن أخون النخلة
2015-02-06 - 7:19 ص
علّقوني على جدائل نخلة
واشنقوني، فلن أخون النخله!
هذه الأرض لي، وكنت قديما
أحلب النوق راضياً وموله
وطني ليس حزمة من حكايا
ليس ذكرى، وليس حقل أهلّه
ليس ضوءاً على سوالف فلّة
وطني غضبة الغريب على الحزن
وطفل يريد عيدًا وقبلة
ورياح ضاقت بحجرة سجن
وعجوز يبكي بنيه، وحقله
هذه الأرض جلد عظمي
وقلبي..
فوق أعشابها يطير كنحلة
علقوني على جدائل نخلة
واشنقوني فلن أخون النخلة!
محمود درويش
مرآة البحرين (خاص): فيما هو ذاهب لما هو أبعد من الانتقام من معارضيه، استدعى النظام البحريني أمس 5 فبراير 2015 عدد من المعارضين الذين أسقط جنسيتهم في 31 يناير 2015، ممن يعيشون داخل البلاد، ليمعن في كسر جذع نخلتهم المتشبثة بالأرض، استدعاهم ليجردهم من هوياتهم وجوازات سفرهم، وتركهم يواجهون مصيراً معتماً مجهولاً.
بجرة قرار انتقامي باطش، أصبح هؤلاء البحرينيون أجانب في وطنهم، وغرباء فوق أرضهم التي ولدوا عليها، بلا حقوق مدنية ولا سياسية، يلزمهم استخراج ترخيص إقامة، وأن يكون لهم كفيل بحريني، مهددون بالتسفير في كل لحظة من الأراضي البحرينية باعتبارهم أجانب.
الدكتور مسعود جهرمي عميد كلية الهندسة في الجامعة الأهلية، كتب بعد خروجه من إدارة الهجرة والجوازات التي استدعي إليها لتسليم هويته وجواز سفره: "تم تسليم الجواز والبطاقة والتوقيع علي تعهد بأنني سوف أتواجد في الجوازات في حالة استدعائي. التعهد عبارة عن إبلاغ بالمرسوم الملكي رقم 8 /2015 باسقاط جنسيتي وعليه أن أبلغ إدارة الجوازات برغبتي إما مغادرة المملكة أو تصحيح وضعي القانوني، والحمدلله علي کل حال".
ورجل الدين المسقطة جنسيته محمد حسن خوجسته كتب: "الآن خرجت من إدارة الهجرة والجوازات وسلمت جواز سفري وبطاقتي الذكية. طُلب مني التوقيع على إبلاغ الاسقاط، والتعهد بتعديل وضعي القانوي في غضون أسبوعين، وخرجت بلا جواز و لا بطاقة".
فيما تم ترحيل المسقطة جنسيته فرحات خورشيد إلى قطر، بعد أن منعته السلطات الأمنية صباح اليوم 5 فبراير 2015 من دخول البحرين، إثر عودته من رحلة علاج في إيران، وطلبت السلطات منه اختيار وجهة سفر أخرى ومغادرة البحرين، لكنه رفض ذلك في البداية، إلى أن تم ترحيله قسراً رغم رفضه ومحاولة امتناعه. وقد تم تخيير أسرة فرحات بدخول البحرين "دونه" أو السفر معه، لكن تم تهديدهم بأنه في حال السفر معه سيتم سحب جنسياتهم حالاً.
النظام الغازي الذي يعاني من عقدة الأصل، لا يجد ما يوجع به أبناء هذه الأرض أكثر من حرمانهم من وثيقة أصلهم، قلعهم منها قسراً، واستبدالهم بغيرهم ممن يبيعونه ولاءهم، فالانتقام على قدر النقص.
ورغم المرارة والألم والتيه، فإن جواب أبناء النخلة يأتي دائماً أقوى من وجعهم: "هذه الأرض جلد عظمي.. وقلبي.. اسحبوا هويتي وجواز سفري ورحلوني من أرضي أو اشنقوني، فلن أخون النخلة". فالشرف على قدر الأصل.