"ربيع الثقافة" وسط بلد يمزقه التمييز: امتحان اجتازه غربيون وسقط فيه عرب
2015-04-01 - 11:03 م
مرآة البحرين (خاص): تحول "ربيع الثقافة" في البحرين إلى صراع سياسي، كما هي حال الساحات الأخرى التي تشهد صراعا مستمرا منذ فبراير/ شباط ٢٠١١ بين نظام الحكم من جهة والمعارضة، التي تطالب بنظام حكم ديموقراطي، من جهة أخرى.
يقوم "ربيع الثقافة" على جذب شخصيات فنية وغنائية شهيرة يستثنى منهم عادة الفنانون البحرينيون، بغرض التعمية على انتهاكات حقوق الإنسان، والإيهام بأن البحرين تمضي بالاتجاه الصحيح، إلا أن قمع النظام لمعارضيه يخالف ما تدعيه السلطات.
الناشطة الحقوقية مريم الخواجة كانت قد خاطبت مغنيا أمريكيا كان مدعوا لإقامة حفل في البحرين "إن حفلك الغنائي في البحرين سيتم استغلاله لتبرئة النظام البحريني من كل الانتهاكات التي يرتكبها بحق شعبه".
صحيح أن المغني الأمريكي جون ليجيند الذي ألقى خطاباً مؤثراً عند تسلّمه جائزة الأوسكار هذا العام 2015 عن العدالة الغائبة في الولايات المتحدة، وعن التمييز بحق المواطنين من ذوي الأصول الأفريقية، لم يرفض دعوة السلطات البحرينية، إلا أنه أكد خلال حفله الغنائي الذي أحياه على مسرح قلعة عراد (٣ مارس/ آذار ٢٠١٥) وقوفه إلى جانب الشعب البحريني في المطالبة بالعدالة.
وقال "نحن مستمرون في النضال في أمريكا من أجل المضي قدماً نحو العدالة الاجتماعية، نحن نصلي لذات الأمر من أجل شعب البحرين. لأولئك الذين يقفون من أجل العدالة، والمساءلة، وحرية التعبير، وحرية التجمع السلمي، وحرية التنظيم، دون خوفٍ من العقاب، اعلموا أنني أقف معكم".
قبل حفل ليجند كانت فنانة بريطانية قد أعلنت (١٦ فبراير/ مارس ٢٠١٥) مقاطعتها لربيع الثقافة في البحرين، احتجاجا على إسقاط جنسيات معارضين.
وقالت الفنانة جين فرير لـ "بي بي سي" إنها قررت إلغاء مشاركتها في مهرجان "ربيع الثقافة" بالبحرين بعد مقالٍ قرأته في صحيفة الجارديان البريطانية عن تجريد معارضين سياسيين من جنسياتهم لنشاطهم الحقوقي والسياسي.
على عكس من هذا جاء موقف الشاعرة اللبنانية جمانة حداد التي لم تجد مانعاً من المشاركة. إلا أنها رغم ذلك، فقد واجهت هجوما عنيفا من الجماعات السلفية المتحالفة مع النظام البحريني، وهددت باستجواب الوزير المعني في البرلمان البحريني في حال لم تلغ زيارتها التي كانت مقررة في (٦ أبريل/ نيسان ٢٠١٥).
ومع تزايد حدة المواقف من حداد، أبلغت رئيسة هيئة الثقافة مي آل خليفة (٢٠ مارس/ آذار ٢٠١٥) حداد بأن رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة ألغى أمسيتها، وأن عليها "عدم السفر للبحرين حفاظا على سلامتها وضبطا للوضع".
وتعليقاً على ذلك، صرح الدكتور المعارض عبدالهادي خلف "هي ارتضت أن تكون شاهدة زور على "انفتاح العائلة الخليفية". الاَن صارت تعرف أن للعائلة اشتراطاتها حتى على شهود الزُّور"، على ما عبر في حسابه على "تويتر".