مرآة البحرين (خاص):
 في زيارة خاطفة للبحرين استغرقت يوماً واحداً فقط هو يوم 20 نوفمبر2011،  حرص كل من السيد فريد ( Fred.k.a.vanleeuwen ) الأمين العام للأتحاد الدولي للمعلمين (IE)، والسيدة هدى خوري منسقة الاتحاد، الالتقاء بأكبر عدد ممكن من المعلمين والمعلمات الذين تعرضوا لانتهاكات غير قانونية والتي مورست ضدهم على أساس طائفي. تفاوتت الحالات بين الفصل غير القانوني والتوقيف وقطع الراتب أو توقيف الراتب والخضوع للجان التحقيق المختلفة ومجالس التأديب بالإضافة إلى عدد ممن تمت مهاجمتهم داخل المدارس والإدارات التعليمية وإلقاء القبض عليهم كالمجرمين وتوجيه الإهانات الطائفية والعقائدية لهم. الزيارة القصيرة جاءت من أجل الاطلاع عن كثب، على وضع المعلمين في مملكة البحرين بعد تطورات الأحداث الأخيرة وتداعياتها.

وفي جلسات نظمها كل من اتحاد نقابات عمال البحرين، ومركز البحرين لحقوق الإنسان، استمع الوفد لنماذج من التجارب المشينة التي تعرض لها المعلمون على يد وزير المكارثية العسكري ماجد النعيمي، فقد أحال هذا الوزير مدارس البحرين إلى شبكات تجسس ووشايات، وأتاح لذوي النفوس المريضة والطامعين في مناصب زملائهم، أن ينشطوا في الوشاية والكذب على زملائهم، كما عمل على تحويل كل موظف طامع في رضا أو منصب إلى مخبر، الأمر ذاته بين الطلاب.

استمع الوفد أيضاً إلى الخروقات غير التربوية وغير القانونية، كإهانة وزير التربية إلى الحرم التعليمي عن طريق سماحه لرجال الأمن باقتحام المدارس وجامعة البحرين والإدارات التربوية المختلفة، وترويع الطلبة والطالبات وإلقاء القبض على (الموشى بهم) من داخل الصفوف وقاعات الامتحانات، الأمر نفسه مع المعلمين، لا لشيء سوى لمواقفهم السياسية أو خلفياتهم العقائدية.

كما عرض المعلمون في اللقاء الأحكام الجائرة التي صدرت بحق بعض أفراد الكادر التربوي، واستمرار توقيف عدد منهم حتى الآن. عضوا الاتحاد أبديا استغرابهما من التعاطي الرسمي مع الحركة الشعبية وفعل الانتقام الذي مورس على الشعب فقط لأنه طالب بحقوق ديمقراطية وطالب بالحرية، واستنكر الأمين العام أن يتوقع من المعلمين شيئا آخر غير أن يكونوا حملة شعلة الحرية في أي مكان.

وفي نهاية اللقاء استعرض الامين العام للاتحاد الدولي للمعلمين، ما يمكن أن يقوم به حال عودته إلى بلده، منوهاً أنه سيبذل كل ما يستطيع من أجل قضية المعلمين في البحرين. وقال إنه سيبدأ فور عودته بالعمل على نقل التجارب التي استمع إليها من أجل التأثير الدولي لممارسة الضغط على النظام لإرجاع المفصولين والإفراج عن المعتقلين من الكادر التربوي. وأشار أن لدى الاتحاد منظمات لديها عضوية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وسيعمل الاتحاد على التأثير عليهم للضغط على حكوماتهم. وأضاف أنه سيعمل على دعم جمعية المعلمين لتأخذ دورها ووجودها الطبيعيين، لأنها الجهة التي تمثل المعلمين ويمكن أن تنضم كعضوة في الاتحاد. وأخيراً بين أنه سيقوم بالتواصل مع السيدة المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا يو، وسيحرص على مقابلتها شخصياً من أجل إطلاعها على الوضع الخطير في البحرين، واطلاعها على يعانيه المعلمون والطلبة.

وفي ختام لقائه، أكد الأمين العام للاتحاد دعمه غير المحدود للمعلمين وقال " نحن معكم بالكامل، وسنعمل كل ما نستيطع من أجلكم، تأكدوا من هذا تماماً: أنتم لستم وحدكم"

جدير بالذكر أن منظمة IE  هي أول من أصدر بيان إدانة ضد التعامل الرسمي مع المعلمين، وضد اعتقال رئيس جمعية المعلمين مهدي أبو ديب ونائبته جليلة السلمان.