الحقوقي الكندي "هيو علي": لهذه الأسباب البحرين تحتل أولوياتي
2015-05-12 - 3:06 م
مرآة البحرين - مونتريال: تنطلق في منتصف يونيو/ حزيران المقبل 2015 حملة في كندا لتسليط الضوء على أوضاع حقوق الإنسان في البحرين. ومن المقرر أن تجوب الحملة التي ستأتي تحت اسم "وقف انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين" معظم المدن الكندية بدءا من مونتريال وانتهاء بوندزور في محاولة لتحقيق المزيد من الضغط وجذب الانتباه. ثم تنطلق بعد ذلك إلى بقية عواصم العالم في إطار برنامج حافل يستمر لغاية شهر أغسطس/ آب. (هيو علي) هو مواطن كندي يترأس منظمة العدالة لحقوق الإنسان وهو المشرف على الحملة. لقد أسس منظمته للدفاع عن حقوق الإنسان، لكن البحرين تحتل حالياً جدول أولوياته. ويعلل ذلك قائلاً "إن قضية شعبها بينت العجز الدولي أمام إغراءات المال والنفط والنفوذ". "مرآة البحرين" التقت هيو علي hugh Ali في مقر المنظمة بمدينة مونتريال وفيما يلي مقتطفات من الحوار معه:
مرآة البحرين: متى أنشأت منظمة العدالة لحقوق الإنسان؟
هيو علي: ظل العالم لفترة طويلة يرى بأن شعوب منطقة الشرق الأوسط وخصوصا العالم العربي شعوب غير قادرة على تقبل أن تكون شعوب حره وقادرة على إدارة نفسها وأنها مجرد أرقام صفرية لا يمكن لها أن تشارك العالم الحديث في تقدمه وازدهاره. إلى أن جاء الربيع العربي ليثبت بأنها شعوب واعية؛ طموحة لأن تكون حرة فجاءت ثورة تونس ثم مصر واليمن وليبيا والبحرين وعمان وغيرها. لكن وجدنا في قبال ذلك أن المصالح السياسية والاقتصادية تتدخل لوقف هذا العدوى التي عمت المنطقة. البحرين على وجه الخصوص كانت الاختبار العالمي الذي فشلت فيه دعايات دعم الحرية والديمقراطية. لقد رأينا كيف أن المال سيد الموقف وما أثار دهشتي هو دخول جيش لشعب أعزل تحت ضوء النهار والعالم صامت. هنا رأيت من واجبي أن يكون لي موقف بأن أشارك هذا الشعب الطموح مصيره. لذا رحت أقرأ عن تاريخ هذا البلد وما أهميته العالمية ولماذا صمتت الدول الكبرى عن هذه الانتهاكات الخطيرة في حين دعمت دول أخرى بالمال والسلاح.. السلاح تخيل ذلك! فعرفت أنها خاصرة الخليج وهناك الذهب الأسود الذي يسيل له لعاب الدول.
قررت هنا أن أقبل التحدي وأدخل المعركة الحقوقية الأصعب تاريخيا من خلال منظمة العدالة لدعم الحرية والديمقراطية في البحرين.
المرآة: هل منظمة العدالة تدعم فقط البحرين؟
هيو علي: هي منظمة حقوقية تؤمن بحق تقرير المصير لكل الشعوب، لكن البحرين تحتل أولوية العمل الحقوقي لأنها كما أشرت بينت العجز الدولي أمام إغراءات المال والنفط والنفوذ. لدى منظمة العدالة برامج أخرى حقوقية محلية وعالمية وتعمل من خلال برنامج سفرائها على رصد الانتهاكات وتقدم التوصيات للدول الملوثة بالظلم وعدم المساواة والفصل العنصري وغيرها.
المرآة: هل لديكم أي تواصل مع حكومات أو هيئات لتحقيق أهدافكم؟
هيو علي: لقد خاطبنا أغلب البرلمانات في العالم وأوصلنا صوت البحرين لأغلب رؤساء الدول، وخصوصا نتائج الاستفتاء الشعبي. ولقينا ردود فعل جيده في هذا المجال ولازلنا نضغط في هذا الجانب.
المرآة: ماذا عن المنظمات الحقوقية البحرينية؟
هيو علي: نحن قريبون من بعض ونعمل سوية على مد جسور التواصل. في الواقع، إن ما يقوم به الحقوقيون في البحرين هو إعجاز بكل ما للكلمة من معنى. فمن خلالهم بات العالم يرى مدى الإحراج للبحرين في كل مؤتمر دولي. لا أبالغ إذا قلت إني أرى في البحرين مارتن لوثر كنج ونيلسون مانديلا ومالكوم اكس وروزا باركس. إنني معجب جدا بعبد الهادي الخواجة وبنتيه ونبيل رجب والمحافظة وناجي فتيل وحسين جواد وأرى أن التاريخ سيخلدهم. لكن الاستمرارية هي أبرز التحديات التي تواجه الحقوقيين البحرينيين اليوم. أنت أمام مجتمع دولي صامت وغير متفاعل بالشكل المطلوب إضافة إلى دولة تحكمها الديكتاتورية والدعاية السياسية واستغلال ظرف الإرهاب في المنطقة. برأيي إن أبرز التحديات على العامل في مجال حقوق الإنسان في البحرين اليوم هو ضمان الاستمرارية؛ خاصة في ظل الأحكام المجنونة التي يصدرها القضاء البحريني على الحوقيين.
المرآة: على ماذا تعتمد منظمة العدالة في عملها وإلي أي حد بإمكانها دعم قضية البحرين؟
هيو علي: نحن نرى في منظمة العدالة أن حقوق الإنسان ليست للأوروبي دون العربي أو الأبيض دون الأسود فكل الشعوب من حقها أن تنال حقوقها بتساوي. أما عن حدود دعمنا لقضية البحرين فنحن نواصل دعمها بالصوت أو بالعمل الإعلامي أو بالجولات الحقوقية أو من خلال تشكيل جبهة حقوقية ضاغطة على مراكز القرار العالمي.
المرآة: هل تتوقعون أن العالم سيستجيب لحراك يستعمل القلم والصوت؟
هيو علي: نحن لا نعمل طبقاً لمنطق القوي والضعيف. نحن حقوقيون مهمتنا أن نوصل الصوت إلى مكانه الصحيح وبدون أية إضافات أو انفعالات. لا تتوقع من الدول أن تحرك جيوشها لإنقاذك ولكن توقع أن أكبر رئيس دولة في العالم يقف محرجا أمام سؤال: لماذا سوريا وليست البحرين؟ أو لماذا اليمن وليست البحرين؟ أنا أؤمن بأن انتصار الشعوب يأتي من خلال إيمانها وثقتها واستمراريتها في النضال الحقوقي ولك في جنوب أفريقيا وامريكا خير مثال. إن المسيرة التي قادها مارتن لوثر كينغ من سيلما الى مونتيجومري واجهت أشد أنواع القمع. لكم لم يمنعه ذلك من أن يخرج مرة ثانية وثالثة. ولو لم يخرج لما حصل مواطنو أمريكا السود على المساواة في التصويت وكسروا قانون الفصل العنصري.
المرآة: ما تعليقكم على مرسوم العفو الأخير الذي أصدره ملك البحرين؟
هيو علي: كل بادرة حسن نية نحن نشجعها وندفع نحو تحقيقها شرط ألا تكون لها علاقة بالدعاية السياسية. لكني على الصعيد الشخصي أقرأ ذلك في ضوء إفرازات قمة كامب ديفيد مع الرئيس أوباما، لذا فأنا لا أتوقع من المرسوم الشيء الكثير. لطالما ظل المدافعون عن حقوق الانسان داخل السجن وظل المعبرون عن آرائهم والمطالبون بحقوقهم الطبيعية داخل السجن.
المرآة: ما هي المشاريع الحالية التي تقوم به منظمة العدالة؟
هيو علي: حاليا نعمل على قيادة حملة في كل عواصم العالم بدءا من كندا تحت اسم "وقف انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين. هي عبارة عن حملة توعية لشعوب العالم بالدور الذي يمكن أن يلعبه أفراد أو جماعات أوساسة على مستوى حماية حقوق الإنسان في هذه المملكة الصغيرة. إن ما يجري في البحرين هو اختبار الحقيقي لمن يؤمنون بحق الشعوب في نيل حريتها. سيكون ضمن الحملة نداء بإطلاق سراح المدافعين عن حقوق الانسان وعلى رأسهم عبد الهادي الخواجة ونبيل رجب وناجي فتيل وحسين جواد وعبدالجليل السنقيس والشيخ علي سلمان.
المرآة: هل الحملة ضمن عمل مشترك مع منظمات أخرى وما هي توقعاتكم لها؟
هيو علي: رفعنا المشروع إلى منظمات مختلفة في العالم ونتوقع مشاركة الجميع. وسواء شارك الكل أو تخلف أحد فلن يوقف ذلك الحملة. نحن مستمرون في القيام بها وإنجاحها ونحن نقدر أن للمنظمات الأخرى لها سياستها وأهدافها وظروفها. إن عملنا يقوم في الأساس على أداء دورنا كحقوقيين دون رفع رصيد التوقعات. المهم أن تنجز ما تؤمن به وتواصل عليه فإذا قرر العالم أن يواكب حملتنا ويفتح أذنه لنا هذا جيد. ولكن إذا استمر في التخلي عن واجبه فهذا لا يعني أنك فشلت. إن عليك أن تواصل عملك بمختلف الأدوات الممكنة والمتاحة ويوماً ما سيسمعونك ويدعمونك ويؤمنون بدورك.
المرآة: كم مدة هذه الحملة وأي مناطق كندا ستشملها؟
هيو علي: ستبدأ في منتصف يونيو/ حزيران المقبل لغاية أواخر شهر أغسطس/ آب 2015 وستشمل أغلب مدن كندا بدءا من مونتريال وانتهاء بوندزور؛ إذ سنستثمر التوافد السياحي على كندا. أود أن أقول لشعب البحرين إنني وكل حقوقي حر في العالم معجب بتضحيته وإصراره على مواصلة عمله في تحقيق حريته. إنني على يقين بأن هذا الشعب سينال حقوقه.
- 2018-11-21الفائزة بجائزة منظمة التعليم الدولية جليلة السلمان: سياسات التربية منذ 2011 هي السبب الأكبر وراء تقاعد المعلمين!
- 2018-05-17الموسيقي البحريني محمد جواد يفكّ لغز "القيثارة الدلمونية" وينال براءة اختراعها
- 2017-10-03مترجمات «ما بعد الشيوخ» في حوار مع «مرآة البحرين»: كان الهدف أن نترجم ثقل الكتاب!
- 2017-10-03«مركز أوال للدراسات والتوثيق» في حوار مع «المرآة»: كتاب «ما بعد الشيوخ» طبع 6 مرات رغم تزوير الترجمة من جهات أخرى
- 2017-10-03فؤاد الخوري ليس كأيّ كتاب... مروة حيدر: رسالة "دعوة للضحك" وصلت… أنا مترجمة تبتسم!