مرآة البحرين (خاص): طغت المواقف الرسمية على صلب اهتمامات الصحف الصادرة في البحرين الإثنين، والمتمثلة بحديث وزير الخارجية خالد بن احمد بن محمد آل خليفة إلى قناة "العربية" الأحد، وتصريح وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف خالد بن علي آل خليفة، حيث قال الأول إن "التدخل الايراني في الاحداث الاخيرة كان واضحا"، فيما وصف الثاني امتناع جمعية "الوفاق" عن المشاركة في اللجنة الوطنية لتنفيذ توصيات "تقصي الحقائق" بأنه "تكرارٌ لمواقفها السلبية السابقة". ولفتت صحيفة "الوسط" الإنتباه إلى استمرار استبدال البحرنيين بموظفين أجانب، بينما انفردت صحيفة "البلاد" بالإشارة إلى قيام السلطات الكويتية بالقبض على ثلاثة موظفين في وزارة الدفاع قالت إنهم مرتبطون بـ"الخلية الإرهابية".

وأبرزت صحيفة "الوسط" مقابلة أجرتها مع وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة، الذي دعا الجمعيات السياسية المعارضة إلى "قبول الاشتراك في اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق"، وقال: "على من يختلف معنا مسؤولية القبول بهذه المهمة الوطنية، نحن نطلب من الجميع ألا يرفض أن يكون جزءاً من هذه اللجنة".

وأكد أن الحكومة "لن توجه الدعوة إلى أحد بل إنها ستقوم بمسؤولياتها في تحديد من هو الذي يجب أن يكون في هذه اللجنة، وذلك بكل حيادية وموضوعية"، منتقداً الدعوات لاستقالة الحكومة، قائلاً "لقد سمعنا دعوات لاستقالة الحكومة وهذا الطريق ليس صحيحا، إذ إن الحكومة تتحمل مسؤولية، كما أن مؤسسات المجتمع المدني تتحمل مسؤولية العمل مع الحكومة".

الجمعيات: لم نتلقَ دعوة رسمية للمشاركة باللجنة

وفي سياق متصل، أوردت "الوسط" أن الجمعيات السياسية (الوفاق، وعد، التجمع القومي، التجمع الوحدوي، الإخاء) قالت في مؤتمر صحافي الأحد إنها لم تتلقَّ أي دعوة من أي جهة رسمية كانت للمشاركة في "اللجنة الوطنية المستقلة" المتوقع تشكيلها برئاسة رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح، والمكلفة بوضع مقترحاتها لمتابعة توصيات تقرير لجنة "تقصّي الحقائق".
 
وأشارت الجمعيات إلى أن ما قامت به الحكومة في هذا الصدد هو دعوة عضوين في جمعية "الوفاق" (عبد علي محمد حسن والسيد جميل كاظم) وبشكل شخصي ومباشر، ومن دون مخاطبة الجمعية التي ينتميان إليها والطلب منها الاشتراك في اللجنة المذكورة. وأبدت الجمعيات تحفظها على اختيار أعضاء اللجنة المستقلة المزمع تشكيلها عبر التعيين، إضافة إلى دورها الاستشاري غير الملزم وذلك عبر تقديم المقترحات.

وتعقيباً على تصريح وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، نقلت الصحيفة عن رئيس شورى جمعية "الوفاق" سيد جميل كاظم قوله، في بيان، إن الدعوة التي تلقاها هو والنائب السابق عن كتلة "الوفاق" عبد علي محمد حسن لعضوية اللجنة "هي دعوة شخصية عن طريق الهاتف لكل منا عن طريق إحدى الشخصيات، ولم تقدم دعوة رسمية لجمعية الوفاق للتمثيل في هذه اللجنة".

استمرار استبدال البحرينيين بموظفين أجانب

من جهة أخرى، قالت "الوسط" إن عمليات توظيف الأجانب والآسيويين في وظائف مسؤولين بحرينيين في هيئة الكهرباء والماء ومعهد البحرين للتدريب ما زالت مستمرة. وأضافت الصحيفة "بينما استمرت هيئة الكهرباء والماء بالإعلان في صحف خارج البحرين عن وجود عدد من الوظائف الشاغرة، قامت وزارة التربية والتعليم ممثلة في إدارة معهد البحرين للتدريب باستبدال عدد من رؤساء الأقسام البحرينيين بمدرسين آسيويين في تلك الأقسام وتحويل البحرينيين إلى مدرسين".

من جهتها، أضاءت صحيفة "أخبار الخليج" على حديث وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بأن صدور تقرير لجنة "تقصي الحقائق" يشكل محطة أساسية في تاريخ الوطن، داعياً "الجميع الى تحمل مسؤولياتهم تجاه تحقيق هذه التوصيات التي تُعد أمانة ومسئولية وطنية لا يجوز التخلي عنها تحت أي مبرر". وأكد وزير العدل أن البحرين "ماضية كل عزم لتنفيذ توصيات تقرير اللجنة ،وسيظل الباب مفتوحاً لكل من يريد أن يسير إلى الأمام للالتحاق بمسيرة الإصلاح".

من جهة ثانية، نشرت الصحيفة على صفحتها الأولى خبر احتفالية شعبية في ساحة مواقف حلبة البحرين الدولية في ذكرى ميلاد رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة.

وأضاءت الصحيفة أيضاً على مشاركة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون السفير حمد احمد عبد العزيز العامر في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية امس في القاهرة لمتابعة الوضع في سوريا، والذي أقر :مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد الحكومة السورية على رأسها "منع سفر كبار الشخصيات والمسؤولين السوريين إلى الدول العربية وتجميد ارصدتهم في الدول العربية".

"المرصد": المعارضة ارتكبت "جرائم انسانية"

وعلى صعيد آخر، أخبار الخليج" بيان "جمعية المرصد لحقوق الإنسان" بشأن تقرير لجنة "تقصي الحقائق" الذي اتهمت فيه المعارضة بأنها "ارتكبت جرائم جنائية وأخلاقية وسياسية"، معللة بما "اورده التقرير حول تعامل المعارضة مع مجمع السلمانية الطبي وإقحامه في السياسة والتمييز الذي مارسه الأطباء والممرضون ضد مرضى الطائفة السنية الكريمة وتحويل المستشفى إلى نقطة انطلاق لمهاجمة الأمن ومؤسسات الدولة".

من ناحيتها، ركزت صحيفة "الأيام" على تصريح وزير العدل وعنونت: "أعرب عن أسفه لامتناعها عن المشاركة في اللجنة الوطنية..وزير العدل:  "الوفاق" تستنسخ أخطاءها والاستحقاقات تتطلب شجاعة".

كما نشرت حديث وزير الخارجية إلى قناة "العربية" الأحد، الذي أشار إلى ان "التدخل الايراني في الاحداث الاخيرة كان واضحا وان كان الاستاذ محمود بسيوني لم يذكره في كلمته لكن التقرير ذكر بكل وضوح".

ورداً على سؤال عن ورود اسم دولة قطر في تقرير بسيوني، قال وزير الخارجية إن "دور الشقيقة قطر كان ايجابيا بشأن هذه المسألة، كما ان دور رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري كان ايجابيا مع الاشقاء وزراء خارجية مجلس التعاون".

وبشأن ما ذكرته وسائل إعلام عن محاولة وساطة لمساعد وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان خلال الأزمة، قال وزير الخارجية إنه تلقى اتصالا من فيلتمان الذي كان موجودا في البحرين يوم اعلان حالة السلامة الوطنية ابلغه فيه بانه اجتمع مع جمعية "الوفاق" وانه يرغب بلقائه ليعرض عليه نقاط ترغب الجمعية في توصيلها له".

وأردف أنه ابلغ فيلتمان "بأن لدينا قنوات اتصال مع "الوفاق" واتصالات هاتفية يومية معهم وكانت تجري فيما يتعلق بما طرحه سمو ولي العهد". واوضح الوزير بأن "ما ورد في التقرير عن مبادرة لم نسمع بها من قبل وهذا الشيء معروف لاننا لم نستلم من السيد فيلتمان اي افكار".

من ناحية أخرى، أوردت "الأيام" على صفحتها الأولى أن "ثلاثة وزراء كويتيين يعتزمون تقديم استقالاتهم احتجاجا على الوضع السياسي المتوتر والاجراءات التي اتخذت بحق نشطاء، فيما يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية اليوم يتوقع ان يقدم فيها استقالة الحكومة ورفع طلب الى الأمير بعدم التعاون مع مجلس الأمة".

بدورها، اهتمت صحيفة "البلاد" بتصريح وزير العدل عن تكرار "الوفاق" لمواقفها السلبية"، كما عنونت حديث وزير الخارجية "لم تتعرض لضغوط من أي جهة... دور قطر إيجابي في كشف الخلية".

"البلاد": موظفون بـ"الدفاع" الكويتية متورطون مع "الخلية"

من جانب آخر، نشرت الصحيفة ما ذكره مصدر أمني لصحيفة "الشاهد" بأن "استخبارات الجيش الكويتية ألقت القبض على ثلاثة مواطنين يعملون في وزارة الدفاع احدهم ضابط برتبة نقيب والآخران برتبة رقيب، وذلك لعلاقتهم بالخلية الارهابية التي تم القاء القبض عليها مؤخراً في البحرين وقطر".

ونشرت صحيفة "الوطن" حديث رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي عزيز بوبوشكو ونائب رئيس الحزب للعلاقات الخارجية عمر فاروق، خلال لقائهما وفد "جمعية المنبر الوطني الإسلامي"، "بشأن ما تتعرض له البحرين من أزمات بسبب المخططات الإقليمية التي تحاك ضدها من قبل إيران ومدى ارتبط هذه الأحداث بالمصالح الإيرانية ـ الأمريكية".

وقال الأمين العام للجمعية عبد اللطيف الشيخ أن "وفد المنبر نجح في إزالة الالتباس حول أحداث البحرين التي هدفت لتشويه البحرين حكومة وشعباً، وأنهم أوضحوا أن ما وقع وما زال يقع في البحرين من أحداث لايخرج عن كونه مطالب طائفية وفئوية لاتلقى قبولاً شعبياً ولايوجد توافق وطني حولها".