الديهي في كلمة متلفزة: متمسكون بالشيخ علي سلمان أميناً ولن نرفع الراية البيضاء

2015-06-21 - 6:35 م

مرآة البحرين: أعلن نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ حسين الديهي، التمسك بالشيخ علي سلمان كأمين عام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية، كما شدد الديهي على أن الوفاق وجماهيرها  لن يرفعوا راية الاستسلام، وقال الديهي «لن نرفع الراية البيضاء، وعلى من يراهنون على تراجعنا أن ييأسوا. وسنستمر مطالبين بحقوقنا وما ضاع حق وراءه مطالب».

وفيما يلي نص كلمة نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين،،

فال الله تعالى: [ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ].

السلام عليكم أيها الأحبة من أبناء شعب البحرين الأبي ورحمة الله وبركاته،،

السلام على صبركم وثباتكم، السلام على عنفوانكم وإرادتكم الصلبة، السلام على شهدائكم وعوائلهم الكريمة، السلام على سجنائكم وجرحاكم، نسائهم ورجالهم، شبابهم وأطفالهم، وعلى كل عوائلهم الصابرة المحتسبة..

أبارك لكم أيها الأحبة قدوم شهر الله شهر الرحمة والمغفرة، شهر رمضان المبارك، وأسال الله سبحانه أن يجعله شهر خير وأمن وأمان وعز ونصر لكم ولكل الأمة الإسلامية.

لقد أَقدم النظام على خطوة خاطئة وغير محسوبة باعتقال الزعيم الوطني الكبير الأمين العام للوفاق سماحة الشيخ علي سلمان "حفظه الله ورعاه" ومن ثم الحكم عليه..

وقد أدان النظام نفسه باعتقال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وبالحكم السياسي الصادر بسجنه لأربع سنوات، وكشف عن أقصى ممارسات الاضطهاد والاستهداف للعمل السياسي السلمي العلني، ودلل على عجز السلطة عن حل الأزمة وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها لشعبها، وعدم تقبلها للآخر واختناقها بطوق المطالب وفاتورة الانتهاكات والتجاوزات التي تراكمت عليها.

والحكم على الزعيم الوطني الكبير الأمين العام يزيدنا اليوم يقيناً بصوابية وفعالية موقفنا ويشدّ عزمنا على المضيّ في طريقنا لإحقاق الحق واستيفاء الحقوق ونيل الحريات.

والحكم على الأمين هو فشل وهزيمة لمشروع الاستبداد والاستئثار، وانتصارٌ للأمين العام ومشروعه للحرية والكرامة والديمقراطية، في وجه السلطة وكل من يدعمها.

ومن الغباء والحماقة الاعتقاد أن الحكم ضد الأمين سيحقق إطفاء وإخماد مسيرة شعبنا الطويلة في المطالبة بالحريات والحقوق، بل سيكون وقوداً ودافعاً لترسيخ فكرة مواصلة السعي والتحرّك بأن يكون "الشعب مصدر السلطات جميعا".

واهمون إن ظنوا أن بحكمهم على الأمين العام سيكسرون شوكة الشعب وينالون من عزيمته الصلبة وإرادته القوية.

إن الحكم على الأمين لهو دليلٌ على استقلالية الأمين واستقلالية ووطنية الحراك، وتوكله وتوكل الشعب على الله، وعدم الركون للإملاءات والاغراءات والحلول المستخفة بقدر شعبنا الأبي، والذي لا يقل قيمة أو مكانةً عن الشعوب الحرّة.

إن إدانة وسجن الأمين العام لهو تصعيدٌ خطير يتحمل مسؤوليته النظام، ولن يتقبل شعبنا الغيور تغييب واستهداف الأمين العام، ولن يرضى بنتائج محاكمته غير العادلة.. وواثقون كل الثقة من أنه سيواصل حراكه ومسيرته السلمية بكل عنفوان وصلابة أكثر من ذي قبل.

لقد شكل الإقدام على محاكمة الزعيم الوطني الكبير الشيخ علي سلمان منازلة عادلة أمام الرأي العام حيث تبنى العالم بمؤسساته وكبار دوله، بإستهجان الحكم والمحاكمة، وتبنى في المقابل الدفاع والتضامن مع شخص الزعيم الوطني الكبير الشيخ علي سلمان، بما تحمله شخصيته من صفات الحكمة والصدق والاخلاص والتفاني في خدمة وطنه وشعبه، وفق أسس العدل والمساواة والوطنية الجامعة ورعاية للسلم والأمن، في مقابل نظام يستبد ويضطهد ويتعسف في استخدام وتوظيف القوانيين لضرب المطالبين بالحرية والعدالة، حماية للدكتاتورية والاستئثار بالسلطة، ويدير ظهره للنداءات الصادقة التي تدعوه الى المصالحة ويغلق أبوابها.

وإن العالم ليرى الفرق الشاسع بين مشروعنا الحضاري للبحرين لبناء دولة ديمقراطية تعددية تصون الحريات وتضمن العدالة والشراكة، وفقا للأطر العالمية الراقية، وبين مشروع النظام الذي يبنى على انتهاك الحقوق والظلم والإقصاء والتهميش وتجاوز كل المواثيق والعهود الدولية.

شتان بين المشروعين، والمجتمع الدولي تقع على عاتقه اليوم مسؤولية كبرى لما آلت إليه الأمور أو ما قد تؤول اليه نتيجة تخاذل البعض ودعم النظام، وعدم مراعاة مشاعر الشعب وما يتعرض له من اضطهاد، وإن دعم الدكتاتورية خيانة لمبادئ حقوق الانسان ودعم للإرهاب والبطش المقنن رسميا.

لقد جرت المحاكمة غير العادلة، والخالية من الانصاف، أمام مرأى العالم بكل ما احتوت من كوميديا سوداء أسخفها حرمان الأمين العام من حق الدفاع وعدم الاستماع لمرافعته ومرافعة هيئة الدفاع، وأن قبول الادعاء على الأمين العام الشيخ علي سلمان واعتبارَ شاهد الزُّور وما يفتريه حجة وبينة، ورفض اتخاذ أي اجراء ضده رغم الوضوح البين في عملية التزوير الواضحة، ورفض فحص أو عرض الأدلة وعدم إعطاء الأمين العام حقه في الدفاع، يوّضح بشكل فاضح حجم الفساد داخل النظام والقضاء وتلاعبه بمصير المواطنين وتوظيف المحاكم والوزارات والتلاعب بالقوانين خدمة لمصالح النظام، ويعطي صورة لأحقية وصوابية المطالب التي رفعتها المعارضة وطالب بها الشعب.

إننا إزاء كل ما نلاقي من استهداف وظلم، نؤكد مضيّنا على ما مضى عليه سماحة الشيخ علي سلمان وعلى ما أرساه من قواعد عمل سياسي سلمي معلن وجاد وشجاع، وعلى ما قدمه من أنموذج في الحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقلال.

إننا في جمعية الوفاق نتمسك كل التمسك بالشيخ علي سلمان كأمين عام للوفاق أجمع عليه المؤتمر العام للجمعية، وقد أسس الأمين العام سماحة الشيخ علي سلمان مؤسسة قوية وقادرة وناهضة بمسؤولياتها، وأطلق مدرسة أثبتت جدارة طرحها وقوة منطقها وحجتها طيلة العقدين الماضيين، وبَنى منهجاً سلمياً رصيناً يحمل أعلى مستويات النضج والعقلانية في العمل السياسي، وسيكون نتاج جِدهِ وإخلاصه حريةٌ وكرامةٌ وعزٌّ لشعب البحرين ولكل الشعوب المستنيرة بعطائه.

إن النظام باء بالفشل الذريع حين فكر في عزل الزعيم الوطني الشيخ علي سلمان وحين حاول تشويه سمعته والحكم عليه فقد انقلب السحر على الساحر، وعزل النظام نفسه بهذه الخطوة الجائرة وباء بالخذلان.

سجنوا الأمين وظنوا بأن بسجنهم إياه قيدوه وما دروا بأنهم سجنوا أنفسهم.. فوالله إنهم يعيشون القلق والخوف والوجل طيلة وجود الأمين في سجنهم.. فالأمين حرٌ وسيبقى حراً من خلال أنصاره ومحبيه.

إن سجنتم هذا الزعيم الوطني الكبير الشيخ علي سلمان فهناك ألف ألف علي سلمان، وعلى نهجه في الداخل والخارج وسيسيرون قدما نحو الهدف المنشود في الحرية والعدالة والديمقراطية.

كما نؤكد على أننا أصحاب الحوار الجاد والهادف إلا أننا لن نخوض أي حوار إلا ورباننا الزعيم الوطني الكبير الشيخ علي سلمان، فيه وعلى رأسه.

كما ندعو أبناء شعبنا الأبي لمواصلة حراكه السلمي والإصرار على مطالبه العادلة.. فالنفوسُ عاليةٌ وقد توطنت على التضحية والنفس طويل، والعزم شديدٌ ولن نعجز، ولن نذل، ولن نتراجع أو نستسلم ولن نرفع الراية البيضاء، وعلى من يراهنون على تراجعنا أن ييأسوا، سنستمر مطالبين بحقوقنا وما ضاع حقٌ وراءه مطالب.

كل التحية لشعبنا الصابر الصامد الحرّ الغيور الذي لن يترك الآمين ولن يترك الساحات، ولشهدائه ومعتقليه وكل تضحياته الجسام والتي لن تذهب هدراً.. والنصر حليف المؤمنين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus