"مجزرة" البعثات تحطم طموح أبناء الشيعة: متفوقة بـ99% دون بعثة

2015-07-18 - 6:08 ص

مرآة البحرين (خاص): هكذا بكل بساطة سرق وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي مجددا أحلام العشرات من المتفوقين الذين كانوا يحفرون أسماءهم على جدران التفوق بحثا عن فرصة تعليمية لن يجدوها. فقد استمر الوزير المكارثي في حصد ضحاياه: لا بعثات ولا رغبات للكثير من المتفوقين من أبناء الطائفة الشيعية، ضمن سياسة استهداف واسعة رسمها "تقرير البندر" الشهير.

ومنذ أن اندلاع ثورة ١٤ فبراير/ شباط ٢٠١١، أوغل الوزير العسكري في التعليم تمييزا وإقصاء، ولم يكن ذلك ليتوقف على الكادر التعليمي فقط، بل امتد ليسحق طموحات آلاف الطلبة في البعثات والمنح، وعلى مرأى ومسمع من ولي العهد ورؤيته ٢٠٣٠ المملوءة بمصطلح "تكافؤ الفرص".

بالنسبة للمتفوقين الشيعة، فإن التكافؤ بينهم في فرص خسران البعثات فقط، فلم يعد لهم هناك من فرص في الحصول عليها أو على رغباتهم الدراسية، فالوزير ماض وفق توجيهات مرؤوسيه لإغلاق جميع الأبواب في وجه أبناء الطائفة التي تشكل أغلبية البلاد، فقط لأنها قادت حراكا شعبيا سعى لوضع حد لسرقة الأمل.

وعبر عدد من المغردين عن سخطهم لنتائج البعثات التي أبقتها الوزراة بينها وبين الطلبة ورفضت إعلانها بشكل شفاف ظنا منها أن ذلك سيساعد في لفلفة قبحها وتغطية عورة سياساتها اللظالمة، لكنها بدأت في التكشف منذ اليوم الأول لإعلان البعثات (الجمعة ١٧ يوليو/ تموز ٢٠١٥). وليس صدفة أن يأتي الإعلان عنها حصراً، تزامناً مع موعد حلول عيد الفطر؛ لضمان مشاغلتها بهذا المناسبة والتشويش على ما قد يُطرح أو يثار بشأنها استغلالا لانشغال الناس في الإجازة أو سفرهم.

رئيس جمعية الشفافية سيد شرف الموسوي قال في حسابه على "تويتر" إن الأخبار التي بدأنا نستلمها عن نتائج البعثات توحي بأن وزارة التربية لازالت مستمرة في سياسية التمييز في البعثات، مضيفا "لإيضاح الحقائق ولتدعيم مبدأ الشفافية الذي دائماً ما تدعيه الوزارة عليها أن تعلن عن نتائج البعثات وتنشر الاسماء".

وطالب الموسوي مجلس النواب ببحث المعلومات التي يتم تداولها عن توزيع البعثات وحرمان بعض المتفوقين من رغباتهم الأولى وما إلى ذلك من معلومات.

عضو جمعية "الوحدوي" حسن المرزوق قال "ابنتي ريم المرزوق حاصلة على معدل ٩٢ بالمائة ولم تحصل على بعثة ولا على منحة"، وعلق قائلا "وهذه من روائع العصر الإصلاحي في مملكة البحرين".

أما سيد أحمد العلوي فذكر عدد من الحالات التي حرم فيها الطلبة المتفوقين من حقهم في البعثة ورغباتهم الدراسية، وقال تحدث إلينا كثير من الطلاب ذوي المعدلات التي تقترب من ٩٩٪ عن إعطائهم تخصصات لاتليق بمعدلاتهم والبعض أعطوا فقط منح وليست بعثة.

العلوي أشار إلى أن طالبة حاصلة على مجموع ٩٥٪ أعطيت تخصص رياضة رغم أنها وضعتها كرغبة عاشرة.

من جهته ذكر الناشط نادر عبدالإمام أن طالبا متخرجا بنسبة 98 % اختار ٩ رغبات ولم يحصل على اي منها بل حصل على منحة مالية.

وقالت المغردة خديجة هارون إن طالبة حاصلة على معدل يفوق الـ ٩٩٪ ستضطر للدراسة على حسابها الخاص في الجامعة الأيرلندية؛ لأنها لم تحصل على بعثة لدراسة الطب.

أما نائب رئيس جمعية المعلمين جليلة السلمان فقد قالت "رغم أن تصريح وزير التربية بأن كل المتفوقين نالوا بعثات لم يمر عليه إلا يوم واحد غير أن عدد الشكاوى الذي وصلنا حتى الآن يفضح هذا الادعاء"، داعية "المتفوقين الذين لم ينالوا حقهم إلى تقديم إفاداتهم".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus