مركز ستراتفور: أهمية البحرين بالنّسبة للولايات المتحدة الأمريكية

2015-08-14 - 5:07 م

مركز ستراتفور للدّراسات الاستراتيجية

ترجمة: مرآة البحرين

أهمية البحرين بالنّسبة للولايات المتحدة الأمريكية كحليف إقليمي في الشّرق الأوسط متوافقة عكسيًا مع حجم البلاد. يبلغ عدد سكان البحرين أكثر من مليون نسمة وهي تقع استراتيجيًا في الخليج. وقد حافظت الولايات المتحدة على قاعدة بحرية في البحرين منذ العام 1947، كما يتمركز الأسطول الأمريكي الخامس فيها منذ العام 1995، جنبًا إلى جنب مع عدد من القوات الأمريكية البحرية الأخرى. واستخدمت الولايات المتحدة مرافق في البحرين، أثناء إجرائها عددًا من العمليات، بما في ذلك عملياتها في العراق وأفغانستان. في الواقع، علاقة الولايات المتحدة بالبحرين في بعض الجوانب وثيقة كعلاقاتها مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (النّاتو): في أكتوبر/تشرين الأول 2011، عندها، قرر الرّئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أنه يحق للبحرين شراء المعدات العسكرية، تمامًا كأعضاء حلف شمال الأطلسي.

العلاقة مهمة جدًا أيضًا للبحرين، إن لم تكن أكثر أهمية. فكجارتها المملكة العربية السّعودية، اعتمدت البحرين على علاقة وثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية على مدى عقود. وكالسّعودية، تخشى البحرين من شرق أوسط تكون فيه إيران قادرة على التّمتع بالمزيد من السّلطة. من بين كل الممالك الخليجية، البحرين هي الأكثر خوفًا من المعارك الطّائفية التي تحدد الآن الشّرق الأوسط. أسرة آل خليفة السّنية حكمت البحرين منذ  العام 1783، حين تم طرد الفرس، لكن 70 بالمائة من سكان البحرين شيعة، علاوة على ذلك، لم يحقق السّكان الشّيعة في البحرين أي نجاح يُذكر من النّاحية الاقتصادية كما فعل الشّيعة في بلدان أخرى في المنطقة. وللبحرين تاريخ من الاضطرابات الاجتماعية والثّورات العنيفة على يد سكانها الشّيعة، فضلًا عن اضطرابات اجتماعية أوسع، كما شهدنا في السّتينيات والتّسعينيات. كل دول الخليج تخشى إيران، لكن البحرين تفعل ذلك على نحو خاص. لقد اتّهمت إيران بدعم السّخط الشّيعي في البحرين في العام 2011، وبصفة عامة، تخشى أن تحاول إيران إعادة تأكيد نفسها في البحرين.

الحلفاء التّقليديون لواشنطن في المنطقة - ومن بينهم مصر والمملكة العربية السّعودية والبحرين- كانوا واضحين في إظهار استيائهم علنًا من سعي الولايات المتحدة إلى عقد تفاهم مع إيران. ردًا على ذلك، حلفاء الولايات المتحدة هؤلاء يبحثون عن رعاة جدد لهم. مصر من ناحيتها تعيد إحياء العلاقات مع صديق قديم لها: روسيا. زارها الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين في فبراير/شباط، ووافقت موسكو على تزويد مصر بأسلحة تبلغ قيمتها 2 مليار دولار (بتمويل كل من السّعودية والإمارات العربية المتحدة)، وقد أجرى البلدان تدريباتهما العسكرية البحرية المشتركة في يونيو/حزيران. تتجه مصر إلى تنويع مورديها العسكريين، وعقدت الصّفقات مع فرنسا وألمانيا والصّين في السّنة الماضية. السّعودية أيضًا توثق علاقاتها مع روسيا، وولي العهد الأمير سلمان كان في روسيا في زيارة رسمية لرؤية بوتين في 17 يونيو/حزيران. البحرين، أيضًا، كان لديها علاقات حديثة مع روسيا، إذ زارها الملك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والسّفير الرّوسي قال في 19 يونيو/حزيران إن روسيا كانت مستعدة لتقديم مساعدة تقنية عسكرية إلى البحرين.

جعل أوباما من توقيع صفقة مع إيران الهدف الأول في سياسته الخارجية، وكنتيجة لذلك، تورطت الولايات المتحدة في رقصة حذرة، محاولة طمأنة شركائها منذ فترة طويلة في المنطقة مع سعيها إلى صفقة ذات نية حسنة مع إيران، البلد التي يعتبرها كثير من شركاء الولايات المتحدة خطرًا قريبًا. مع ذلك، خسرت الولايات المتحدة بعضًا من نفوذها على هؤلاء الشّركاء، هي تضحي بدرجة معينة من التّقارب والتّأثير من أجل إحداث رصيد أوسع من القوة في داخل المنطقة.

التّاريخ: 6 يوليو/تموز 2015

النّص الأصلي:


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus