النيويورك تايمز: جماعات حقوق الإنسان: انتهاكات حقوق الإنسان مستمرة في البحرين رغم وعود الملك

2015-11-30 - 8:00 م

كريم فهيم، صحيفة النيويورك تايمز

ترجمة مرآة البحرين

تعذب قوات الأمن البحرينية المعتقلين باستخدام الصّدمات الكهربائية والضرب والاعتداء الجنسي، على الرّغم من تعهد ملك البحرين، علنًا، منذ أربع سنوات مضت، بإنهاء مثل هذه الممارسات، وفقًا لتقرير أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، يوم الاثنين.

وقد أجرت منظمة هيومن رايتس ووتش مقابلات مع عشرة معتقلين، بمن في ذلك معارضين سياسيين مُتهمين بالمشاركة في الاحتجاجات. أحدهم، حسين جواد، هو مُدافع عن حقوق الإنسان تم اعتقاله في فبراير/شباط، قال إن الضباط ضربوه في أحد الممرات واعتدوا على أعضائه التّناسلية و"هددوا باغتصاب زوجته". وقد وصف معتقلون آخرون مثل هذه الممارسات.

حاكم البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، حاز على ثناء دولي منذ أربع سنوات لتوصيته بإنشاء لجنة مستقلة للتّحقيق في أسابيع من الاضطراب في البلاد، بما في ذلك قمع المحتجين على يد قوات الأمن. النّتيجة، هي تقرير مُؤلف من حوالي 500 صفحة، كان محاسبة عامة نادرة لإحدى ثورات العام 2011 التي اجتاحت منطقة الشّرق الأوسط، وكذلك للعنف المُستَخدَم من قبل الدّولة لقمعها.

إدارة أوباما، وهي حليف رئيس للبحرين، أشادت بالتّقرير، وتعهد الملك حمد بالاستجابة لنتائجه، بما في ذلك الاعتداء "المنهجي" على المُعتَقَلين. وقال في مؤتمر صحافي في 23 نوفمبر/تشرين الثّاني 2011 إنّنا "لا نقبل بإساءة معاملة المُعتَقَلين والسّجناء".

وقالت هيومن رايتس ووتش إنّه على الرّغم من أن البحرين جنّدت ثلاثة أجهزة حكومية لإنهاء التّعذيب في مراكز الاحتجاز، "فشلت السّلطات في الوفاء بالتزاماتها". وقالت المنظمة إنّ الحكومة لم تُدِن أو حتى تلاحق عنصرًا واحدًا في قوات الأمن على خلفية تعذيب المواطنين المعارضين، على الرّغم من وجود مئات الشّكاوى.

وزارة الدّاخلية البحرينية، التي تدير قسم تحقيق جنائي، حيث برز عدد من مزاعم التّعذيب، وجهّت رسالة إلى هيومن رايتس ووتش ترد فيها عليها وتقول إنّها نفذت كل التّوصيات الصّادرة عن اللّجنة المستقلة.

وقالت الوزارة إن "استنتاجكم بأن "السّلطات فشلت في معالجة مسألة ثقافة الإفلات من العقاب بين قوات الأمن أمر غير صحيح ولا أساس له".

وطالبت هيومن رايتس ووتش إدارة أوباما بفرض قيود على مبيعات الأسلحة إلى البحرين إلى أن يتم تنفيذ التوّصيات الصّادرة عن تقرير العام 2011. ويقع مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين.

أحد المعتقلين، وهو محمد سديف، قال إنّه اكتشف خلال الأشهر التي تم احتجازه فيها في العام 2013 أن الضرب والتّهديد بالعنف كانا أمرًا روتينيًا. السّيد سديف، وهو ناشط مناهض للحكومة عمل غالبًا مع صحافيين أجانب، قال خلال مقابلة هاتفية أنّه سجّل في دفتر ملاحظات شهادات رفاقه في الزّنزانة واصفًا إيّاها بـ "ذات الممارسات، وذات الأساليب".

وقال السّيد سديف، الذي غادر البحرين ويعيش الآن في بريطانيا، حيث مُنِح اللّجوء السّياسي، إنّ "إعادة قراءتها تشكل كابوسًا". اعتُقِل السّيد سديف في يوليو/تموز 2013، بعد احتجازه عدة مرات من قبل السّلطات. وقال لهيومن رايتس ووتش إنّه، خلال عمليات الاستجواب المختلفة، عُصِبت عيناه وتعرض للصّفع على وجهه والرّكل في فخذه كما ضُرِب بكرسي على رأسه.

وقال إنّه بعد ضربه بشكل مستمر، اعترف زورًا بالانتماء إلى مجموعات مناهضة للحكومة، وبالاتهامات بأنّه "حرّض على كراهية الحكومة".

التّاريخ: 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2015

النّص الأصلي:


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus