بيتر بوغدانيش، موقع فريدوم فوروارد
ترجمة مرآة البحرين

هذا السّبت، سيعقد آيرون مان، المروج الأمريكي ل "ترايثلون"، السّباق الأول له في الشّرق الأوسط. لكن باختياره البحرين مضيفًا له، ينضم آيرون مان إلى أسرة ملكية اعتقلت كبار الرّياضيين وآلاف الآخرين الذين دعوا إلى إصلاحات سياسية.

حُدِّد موعد نصف ماراتون آيرون مان "بطولة الشّرق الأوسط" في 5 ديسمبر/كانون الأول في البحرين، وهي مملكة جزيرة تقع شرق السّعودية في الخليج. الشّريك المحلي في هذا الحدث، الشّيخ ناصر بن حمد آل خليفة، هو أمير مُتهم بالدّعوة إلى اعتقال أغلبية الرّياضيين البحرينيين الذين شاركوا في التّظاهرات من أجل الدّيمقراطية والإصلاح.

في فبراير/شباط 2011، نزل الآلاف إلى شوراع العاصمة للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية من خلال احتجاجات سلمية واسعة النّطاق. ردّت قوات الأمن بالدّبابات والغاز المسيل للدّموع والذّخيرة الحية. قُتِل عشرات المحتجين السّلميين وتعرض الآلاف للاعتقال التّعسفي.

استهدفت السّلطات حتى كبار الرّياضيين الذين شاركوا في التّظاهرات. في وثائقي عن العام 2011، رياضيو البحرين، حاورت قناة ESPN أكثر من 100 رياضيًا وحكمًا وصحافيًا رياضيًا زُعِم أنّهم اعتُقِلوا أو حُرِموا من المشاركة في الألعاب على خلفية مشاركتهم في التّظاهرات.

وأمام الكاميرا، روى أحد لاعبي التّنس المُصَنفين عالميًا تجربته المرعبة أثناء الاعتقال: "كان هناك غرفة خاصة للتّعذيب. كانوا يحضرون كابلًا كهربائيًا، ويعصبون عيني الشّخص ويجلسونه على الأرض". صحافي رياضي شارك في تظاهرة تطالب بحرية الصّحافة روى لنا مثل هذه التّجربة، وقال إنّه "تم عصب عينيّ. لم أتمكن من رؤية ما يحدث. وضع كابلًا في يدي وقال: "الآن، سأحول الكهرباء". وعلى الرّغم من أن نجمًا بارزًا في كرة القدم كان قد تمت مقابلته في الوثائقي، تراجع عن مزاعمه بأنّه أُسيئت معاملته في الاعتقال، يستطيع المرء فقط أن يتصور أي نوع من الضّغط تعرض له لكي يُغير قصته.

الأمير ناصر، الشّريك المحلي لآيرون مان في البحرين، شجع على قمع الرّياضيين. في 5 أبريل/نيسان 2011، عرض برنامج حواري، على قناة تلفزيونية موالية للحكومة، تقريرًا خاصًا عن الرّياضيين الذين شاركوا في التّظاهرات. وباستخدام لقطات تم الحصول عليها من أحد الاحتجاجات للتّعرف إلى الرّياضيين، انتقد مقدمو البرنامج الرّياضيين على أنهم مجرمين وخونة. الأمير ناصر بنفسه اتصل بالبرنامج ليصدر تحذيرًا تقشعر له الأبدان: "البحرين هي جزيرة لا مهرب منها، كل من شارك في هذه القضايا ستتم معاقبته وكل من اتخذ موقفًا [داعمًا للنّظام] ستتم مكافأته... الأشخاص الذين وقفوا مع الملك أو ضده معروفون جيدًا بالنّسبة لنا".

بعد خمسة أيام، نشرت وكالة الأنباء الحكومية مقالًا يحمل عنوانًا مطنبًا، "الشيخ ناصر يصدر قرارا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في التجاوزات التي صدرت من بعض منتسبي الحركة الرياضية". وعلى الرّغم من أن حكومة البحرين تنفي الآن أن اللّجنة وجهت رسميًا الاتهامات أو تابعتها، ما يزال يتم اعتقال الرّياضيين، وهو أمر يثير الشّك بشأن النّفي الحكومي.

كابن ملك البحرين، تدخل ناصر بالشأن الرّياضي لم يبدأ مع آيرون مان. فمن بين ألقابه الرّسمية "رئيس المجلس الأعلى للشّباب والرّياضة" و"رئيس اللّجنة الأولمبية البحرينية". في أبريل/نيسان 2015، أعلن ناصر حتى عن إنشاء فريق ترايثلون خاص به، فريق التّحمل 13، وهو يتضمن أبرز رياضيي التّحمل من مختلف أرجاء العالم.

المسابقات البرّاقة يمكن أن تساعد على تصحيح صورتهم العلنية الوحشية. البيانات الصّحفية الحكومية أعلنت بفخر عن مشاركة ناصر في التّخطيط لوصول آيرون مان. ولكن حتى قبل آيرون مان، استضافت البحرين سباقات الفورمولا 1 الدّولية في العاصمة المنامة، وهو مكان حُظِرت فيه الاحتجاجات العامة.

الأحداث الرّياضية العالمية واجهت دائمًا التّوتر بين رعاية المجتمع الدّولي وتحديات المال والجغرافيا السّياسية. وفي أفضل حالاتها، مثل هذه الأحداث مكّنت الأشخاص في جميع أنحاء العالم من تقاسم لحظات معًا، حيث يتعرفون إلى حياة الآخر ومظاهره الثّقافية. ولكن، في عالم غير مثالي، يمكن ببساطة أن يتم استخدامها لأهداف أقل مبدئية.

آيرون مان تقوض قيم التّنافس الدّولي من خلال اندماجها مع نظام دكتاتوري وحشي. الأسرة الحاكمة في البحرين لا تتورع عن إنهاء المسيرة المهنية للرّياضيين الذين تجرأوا على التّعبير عن أفكارهم.

يجب عدم السّماح لهذه الأسرة الحاكمة نفسها بـ "إصلاح" سمعتها الدّولية من خلال استضافتها لترايثلون آيرون مان.

التّاريخ: 4 ديسمبر/كانون الأول 2015
النّص الأصلي