» رأي
لماذا أكتب في مرآة البحرين؟
أنور الرشيد - 2012-01-19 - 11:31 ص
أنور الرشيد*
سؤال يتساءله العديد من الإخوان والأخوات التي تصلني رسائلهم عبر الإيميل يستفسرون فيها عن المقالات التي أكتبها في صحيفة (مرآة البحرين) المحسوب على المعارضة البحرينية. في حقيقة الأمر هذا سؤال وجيه يستحق الرد، لكي تتضح الصورة أكثر للقراء الأعزاء. فموقع مرآة البحرين بالنسبة لي موقع حظى بمصداقية لديّ لما به من مهنية وعقلانية بالطرح التي تتواكب مع مستجدات الأحداث، كما أن هناك تعاوناً ثقافياً وأدبياً ومعنوياً وتبادلاً للأفكار والرؤى بيننا، وهو موقع له مصداقية أيضا لدى جماهير عريضة في البحرين.
هذا من جانب أما الجانب الأخر وهو المهم، أنا شخصيا أشعر بأن هناك من يتآمر على المجتمعات الخليجية وهذا الشعور تدعمه المواقف والقرائن والسياسات، ويقول لنا ذلك الشعور كمجتمعات خليجية بأن هناك من يعتمد على سياسة إما أنا أو من بعدي الطوفان؛ لذا لابد من مواجهة هذا التوجه الخطير الذي يمكن أن يعصف بمجتمعاتنا الخليجية كلما مررنا بظرف تاريخي غير مسبوق. فسياسات نظمنا خطيرة يجب علينا ككتاب أن ننبه لها في ظل أوضاع مثل تلك التي نحن فيها.
نظمنا لا تقولها بشكل مباشر بأننا سوف نحرق عليكم المستقبل إن لم تقبلوا ببطشنا واستبددانا، ولكنها تتبع سياسات من خلال الآخرين مثل الكتاب وغيرهم وممارسات طائفية تمييزية، هذه هي الحقيقة التي يجب على كل مثقفي الخليج أن يعوها ويرتفع صوتهم عالياً محذرين من محاولات تفكيك المجتمعات الخليجية وتفتيتها وتقسيمها فئويا، كشيعة وسنة وبدو وحضر ومجنسين بالأصالة ومجنسين بالتجنيس وتقسيم المواطنين إلى طبقات مثل ما هو حاصل بالجنسية الكويتية على سبيل المثال التي تقسم المواطنين فئات بالتأسيس وبالتجنيس ومادة أولى وثانية حتى الثامنة، ناهيكم عن التأجيج الطائفي والمناطقي الذي تطلقة أبواق السلطات من مقدمي برامج حوارية وكتاب وصحفيين وغيرهم.
وما يحصل بالكويت يحصل مثله في كل دول الخليج ففي البحرين كلما اشتد الصراع بين الأسرة الحاكمة وبين الشعب برزت النبرة الطائفية وعندما تهدأ الأمور تختفي هذه النبرة. وهذا ما يؤكد بأن الشعب ليس بينه أي خلاف أو تعصب طائفي ولكن هناك من يؤجج هذا التوجه. أما في المملكة العربية السعودية، فحدث ولا حرج بتقسيم المواطنين قبليا وطائفيا ومناطقيا، أما في الإمارت فالتقسيم إماراتي بامتياز، فكل إمارة دولة خاصة وداخل هذه الدولة أيضا تمارس نفس الممارسات الفئوية من قبلية وعقائدية، ويمكن أن تسحب من المواطن الجنسية وتجرده من حقوق المواطنة فقط لأنه أبدى رأياً مخالفاً لرأي الحكومة. وفي سلطنة عُمان فالوضع بكل تأكيد لن يكون أفضل. أما دولة قطر العظمى، فيمكن أن يزج بالمواطن في غياهب السجون بمجرد أن يقول بيت شعر لم يعجب الأمير، مثل ما حصل مع الشاعر الذيب، ناهيك عن معارض سياسي.
ما اود التأكيد عليه هنا بأن علينا أن ننتبه لهذه السياسات التي تتبعها حكوماتنا فهي سياسات خطيرة وعلى الجميع الانتباه لها وأن لا ننجر وراءها بعاطفتنا فسياسة فرق تسد تستخدم على نطاق واسع في دول الخليج العربي وتستغل كلما تضايقت الأسر الحاكمة من مطالب شعبية بالمشاركة الفعلية بإدراة الدولة، لهذا أكتب لكي أوجه رسالتي للأخوة في البحرين، سواءً الشعب أو الأسرة الحاكمة التي تقرأ مرآة البحرين بشكل يومي، وترصد به نبض الشارع من خلالها. مرآة البحرين بالفعل تعبر عن نبض الشارع البحريني من خلال ما يكتب وينشر. ويصل كل ما يكتب بها إلى جلالة الملك ورئيس مجلس الوزراء وجهاز المخابرات بكل تأكيد. أما دوري أنا فكله يتمحور حول إسداء النصيحة وتفتيح عيون الآخرين على المخاطر التي يمكن أن تنشأ من اتباع تلك السياسات، وليس كما يصوره البعض من أذناب الحكومات الذين ينبرون للرد علينا كلما صارحنا أسرنا الحاكمة، وقلنا ما يجول بخاطرنا.
*الأمين العام للمنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني.
**ينشر في مرآة البحرين بالتزامن مع موقع منتدى حوار الخليج.