الهافينغتون بوست: دعم اللّاعبين البحرينيين لترشيح سلمان آل خليفة يثير التّساؤلات
2015-12-08 - 4:19 م
جيمس دورسي، صحيفة الهافينغتون بوست
ترجمة مرآة البحرين
سعى لاعبو كرة القدم البحرينيون في تصريحات حديثة إلى تبرئة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والمُرَشح لرئاسة الهيئة الدّولية لكرة القدم (الفيفا) الشّيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وهو فرد في الأسرة الحاكمة في الجزيرة الخليجية، من أي مسؤولية أخلاقية مباشرة بشأن اعتقال وإقالة وإساءة معاملة المئات من المسؤولين والرّياضيين المتهمين بالمشاركة في الاحتجاجات ضد الحكم القمعي والتّمييزي في البحرين.
التّصريحات، الّتي تضمنت تصريحًا لأفضل لاعب في البحرين، وهو علاء حبيل الذي تعرض للإهانة علنًا على التّلفزيون الوطني في ما يشبه محكمة صورية بموافقة المسؤول الأعلى للرّياضة في الدّولة الخليجية، وزعم أنه تعرض للتّعذيب أثناء اعتقاله في العام 2011، تزامنت مع مطالبة النّاشطين الحقوقيين للفيفا، من دون جدوى، باستبعاد الشّيخ سلمان الّذي كان رئيسًا للاتحاد البحريني لكرة القدم في فترة الاعتقالات.
والتّصريحات الواردة في سلسلة من المقابلات في "إنسايد وورلد فوتبول" تثير التساؤلات أكثر من كونها تقدم إجابات على الاتهامات الطّويلة الأمد ضد الشّيخ سلمان. لطالما نفى الشّيخ سلمان نفى، بإصرار، تورطه الشّخصي ولكن توقف فجأة عن نفي الحقائق الكامنة. تصريحات الشّيخ سلمان بدت مصوغة بعناية لتؤكد أنّ لجنة الأخلاقيات في الفيفا لن يكون لها أي أرضية لاستبعاد ترشيحه الّذي تم إقراره مطلع هذا الأسبوع.
المواطن البحريني الّذي يلتزم الصّمت عادة، اعترف في إجابته الأكثر تفصيلًا، بخطط الحكومة في العام 2011 لتشكيل لجنة مهمتها الكشف عن المسؤولين والرّياضيين المعارضين للحكومة وفصلهم بنية معاقبتهم. ومؤكدًا أنّه لم يتم تشكيل اللّجنة أبدًا، توقف الشّيخ سلمان فجأة عن نفي التّقارير الصّادرة عن وكالة أنباء البحرين (بنا)، النّاطق الرّسمي باسم الحكومة، بأنّه كان يمكن أن يكون رئيس اللّجنة. كما لم ينفِ الشّيخ سلمان أبدًا تقارير بنا الّتي تقتبس فيها أقوال رؤساء الاتحادات الرّياضية، بمن فيهم الأمين العام اتحاد البحرين لكرة القدم في ذلك الوقت، عبد الرحمن السيار، بأنّهم كانوا يتخذون إجراءات ضدّ الموظفين والرّياضيين الذين، على حد تعبير السّيد السّيار، خالفوا القانون عبر "مشاركتهم في التّظاهرات والتّجمعات غير القانونية، أو أي شيء آخر كان يهدف لمحاولة قلب نظام الحكم أو الإساءة لرموز وطنية‘."
السّيد حبيل، وكذلك شقيقه محمد، الّذي لعب أيضًا لصالح منتخب البحرين الوطني، أُطلِق سراحهما من السّجن بعد ضغط الفيفا على الحكومة بشأنهما. تم اعتقال أربعة لاعبين آخرين من المنتخب البحريني الوطني في نفس الوقت.
في تأييده لترشيح الشّيخ سلمان لعضوية الفيفا، لم يتراجع السّيد حبيل عن تأكيده السّابق لعملية اعتقاله وتعذيبه عام 2011. في حديثه لـ "إنسايد وورلد فوتبول"، اتّهم السّيد حبيل وسائل الإعلام بإبرازه على أنه خائن. ليس واضحًا ما إذا كان ذلك إشارة إلى برنامج حواري تم بثه على شاشات التّلفزة الّتي كانت تديرها الدّولة في أبريل / نيسان في العام 2011، وشارك فيه السّيد حبيل، وتمّ اتهامه فيه من قبل مقدم البرنامج بالخيانة على خلفية مشاركته في تظاهرة مناهضة للحكومة خلال ثورة شعبية.
الرئيس الأعلى للشّيخ سلمان آنذاك، الأمير ناصر بن حمد آل خليفة، نجل ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، قائد الحرس الملكي البحريني ورئيس اللّجنة الوطنية الأولمبية البحرينية والمسؤول الّذي أصدر مرسومًا بإنشاء لجنة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الّتي كان من المفترض أن يتولى رئاستها، كان له مداخلة هاتفية في البرنامج في نفس الوقت ليهنّئ مقدمي البرنامج ويعزز رسالتهم.
قال الأمير ناصر "تهانينا لكم أيها الرجال.. ولكل ما تبذلونه جميعًا من جهود. وللجميع الّذين وقفوا وأثبتوا ولاءهم لمملكة البحرين ولقيادتها وشعبها. ولكل من نادى بإسقاط النّظام، ليسقط حائط على رأسه.. للأشخاص الّذين أدخلوا أنفسهم في أمور أفقدتهم حب المعجبين. دخل النّاس بمتاهات سوف يتوهون فيها.. أي شخص يدخل نفسه في هذه المسائل ويكون جزءًا منها سوف تتم محاسبته. سواء كان رياضيًا أو اجتماعيًا أو سياسيًا، أيًا كان - ستتم محاسبته. اليوم هو يوم المحاسبة. ليمنح الله الجميع الصّبر والقوة. البحرين هي جزيرة ولا مكان للهرب. والذين وقفوا في وجهنا معروفون. الأيام ستحكم."
لا السّيد حبيل، الّذي بقي صامتًا بعد حديثه عن محنته منذ أربع سنوات ونصف مضت، ولا "إنسايد وورلد فوتبول" شرحا ما الّذي أقنع اللّاعب بخرق صمته وتأييد الشّيخ سلمان.
قال السّيد حبيل الإصدار الرّياضي إنّه يأمل "بأن يصبح الشّيخ سلمان رئيسًا للفيفا لأنّه سيكون الرّئيس العربي الأول لها، وهذا سيجعلني فخورًا جدًا." ونفى كل الاتهامات الموجهة إلى الشّيخ سلمان.
وأضاف السّيد حبيل "أعرف سلمان وسافرت معه عدة مرات. أعرفه منذ وقت طويل. وليس من أخلاقه فعل أي شيء كهذا. ليس من العدل قول هذا... الشّيخ سلمان لم يتدخل في القرارات السّياسية. هم (أي المنظمات الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان) يستخدمون العام 2011 ضده لأنّه جزء من الأسرة (البحرينية) الملكية. أريد أن أكون صادقًا تمامًا. لم أصادف أي شيء يدفعني لتصديق صحة هذه الاتهامات، السّيد العريبي كان يلعب مباراة في قطر عندما تمّ الحكم عليه. ولم يعد إلى البحرين".
كما ردد مثل هذه التصريحات لاعبان آخران هما سيد عدنان وحارس مرمى التّشكيلة، علي سعيد، اللذين اعتقلا في العام 2011. وتمامًا كالسيد حبيل، لزما الصّمت في السّنوات الأخيرة. وكما هو الحال في قضية السّيد حبيل، لم يكن الّدافع واضحًا وراء قرار السّيدين سعيد وعدنان، اللذين سافرا إلى أستراليا بخرق صمتهما.
قال السّيد عدنان لـ "إنسايد وورلد فوتبول" إنّه كان متأكدًا "تمامًا" من زيف الاتهامات الموجهة ضد الشّيخ سلمان ومن أنّ التّعذيب لم يحصل. تعارضت تصريحات السيد عدنان مع التّحقيقات المستقلة التي دعمتها الحكومة في العام 2011 ، والتي استنتجت أنه تم تعذيب بعض المعتقلين في أعقاب الثّورة الّتي حدثت في 2011. لم يكن هناك في استنتاجات التّقرير أي إشارات محدّدة إلى الرّياضيين أو المسؤولين الرّياضيين. قال سيد عدنان "كنت في أستراليا ولم أسمع شخصًا واحدًا قال إنّ (سلمان) فعل كل هذه الأشياء."
وتناقضت تصريحات السيد عدنان بشكل صارخ مع تصريحاته الّتي أدلى بها في أستراليا منذ أربع سنوات مضت عندما أكد أنّ "زملائي تعرضوا للتّعذيب ليعترفوا أنّني نظمت مسيرة تمامًا كما حصل مع علي سعيد. أرسل ضابط رفيع المستوى رسالة لي عن طريق المعتقلين المُفرَج عنهم للعودة إلى البحرين. قال إنّني أستطيع العودة وإنهم لن يتعرّضوا لي وفقًا لقوله". وغير واثق بالسّلطات البحرينية، أضاف سيد عدنان "إذا لم يكن عندهم أي شيء ضدي، لماذا تعرّض زملائي للتّعذيب إذًا ولماذا كانت السّلطات تسألهم عني؟"
وسأل السيد سعيد، متجاهلًا حقيقة أنّ الجدل القائم حول سجل الشّيخ سلمان في مجال حقوق الإنسان ظهر بشكل متكرر منذ العام 2011: "لماذا يحصل ذلك الآن؟"
وأضاف السّيد سعيد، بطريقة توحي بعدم صحة تصريحاته، "أنّه (أي الشّيخ سلمان) سيكون الرّقم واحد في العالم إذا وصل إلى رئاسة الفيفا وبالتّالي لن يترأسه أحد - لن يدعوه يحصل عليها بسهولة. سيبحثون عن آخرين (للرّئاسة) ولكن أخبرني، من هو الشّخص المناسب؟ أنا سعيد لأنّ الأمير علي من الأردن مرشح أيضًا. ولكنّي أتمنى الأفضل للشّيخ سلمان لأنّه من بلدي. وسأكون فخورًا جدًا إن حصل عليها. إنّه شرف لنا إن أصبح هو رئيس الفيفا،". الأمير علي هو شقيق الملك عبد الله في الأردن.
اللاعب السابق قي منتخب البحرين ولاعب نادي الشّباب لكرة القدم حكيم العريبي وأسرته طلبوا على نحو متكرر، من الاتحاد البحريني لكرة القدم أثناء تولي الشّيخ سلمان رئاسته، التّدخل في المرتين اللّتين اعتقل فيهما اللّاعب. السّيد عريبي قال متحدثًا من أستراليا حيث يلعب مع نادي غرين غالي لكرة القدم، إنّ اتحاد البحرين لكرة القدم وعد بالمساعدة ولكنه لم يفعل.
اعتقل السّيد العريبي في العام 2010 لمدة ستة أشهر تعرّض خلالها للضّرب على قدميه تكرارًا لأنّه كان لاعبًا، قبل إطلاق سراحه من دون توجيه تهم. بعد عامين، تمّ اعتقاله مجددًا لمدة ثلاثة أشهر وتعرّض للضّرب بانتظام، ثمّ تمّ الإفراج عنه بكفالة ولكن وجّهت له تهمة إحداث حريق في مركز للشّرطة. في النّهاية، حكم على السّيد العريبي بالسّجن عشر سنوات على الرّغم من استطاعته إثبات أنّه كان في وقت الهجوم يلعب في مبارة كرة قدم نٌقِلت على التّلفاز.
وأضاف السّيد العريبي أن "عائلتي تكلمت مع اتحاد البحرين لكرة القدم. وسلمتهم الوثائق. تسلم سلمان الوثائق لكنّه لم يفعل شيئًا." وقال إن اتحاد البحرين لكرة القدم أخبر عائلته أنهم "سيرون ما يمكنهم فعله... وذكروا اسم الشّيخ سلمان. لم يعودوا أبدًا إليهم.. اتحاد البحرين لكرة القدم علم أنّني كنت ألعب في نقل مباشر على التّلفاز. كان يجب على اتحاد البحرين لكرة القدم أن يخبر الشّرطة بذلك. خاصة أنّني كنت ألعب مع المنتخب الوطني مذ كنت طفلًا.. كان يجب أن يهتموا."
ضباط الشّرطة الّذين ضربوا السّيد العريبي لم يهتموا على الأرجح بكرة القدم البحرينية. السّيد العريبي قال إنّهم كانوا مواطنين باكستانيين ويمنيين وأردنيين.
ومع ذلك، كان يجب أن يكون موضع اهتمام من قبل الشّيخ سلمان حتى لو لم يكن له نفوذ مباشر على قوات الأمن البحرينية والسّلطة القضائية. السّيد العريبي كان يلعب في مباراة في قطر عندما حكم عليه. لم يعد إلى البحرين أبدًا.
المرشح لرئاسة الفيفا لم يتحدث أبدًا عن الإخفاق الواضح للعدالة في قضية السّيد العريبي، كما أنّه لم يتحدّث أبدًا عن محنة السّيد حبيل واللّاعبين الآخرين. كل هذا يثير التساؤلات بشأن تضامن اللّاعبين فجأة مع رجل لم يناصرهم أبدًا.
- 2024-08-19"تعذيب نفسي" للمعتقلين في سجن جو
- 2024-07-07علي الحاجي في إطلالة داخلية على قوانين إصلاح السجون في البحرين: 10 أعوام من الفشل في التنفيذ
- 2024-07-02الوداعي يحصل على الجنسية البريطانية بعد أن هدّد باتخاذ إجراءات قانونية
- 2024-06-21وزارة الخارجية تمنع الجنسية البريطانية عن ناشط بحريني بارز
- 2024-03-28السلطات البحرينية تعتقل ناشطًا معارضًا على خلفية انتقاده ملكية البحرين لماكلارين