البحرين: 3 شهداء في 2015 والنظام يقهر عوائل ضحاياه

2016-01-05 - 11:52 م

مرآة البحرين (خاص): رغم الحصار الأمني الذي كان الأشد منذ 2011، ورغم اعتقال مئات النشطاء والحركيين، تواصلت في العام 2015 الاحتجاجات المعارضة ضد النظام في البحرين، ليسقط على إثرها 3 شهداء، أحدهم قضى في حادث تفجير غامض، وقضا الآخران باستنشاق الغازات السامة.

يد البطش ظلّت ممتدّة أيضا إلى عوائل شهداء ثورة 14 فبراير، ليفقد والد الشهيد بدّاح عينه، ويحكم على عمّه قاسم بدّاح بالسجن 3 سنوات، وفضلا عن اعتقال 7 من أفراد عائلة الشهيد علي المؤمن بينهم طفل، استدعي للتحقيق العديد من آباء الشهداء على خلفية مشاركتهم في تظاهرات وفعاليات سياسية، من بينهم والد الشهيد علي مشيمع، كما حرّكت قضايا ضد والد الشهيد علي الشيخ، ووالد الشهيد محمود أبو تاكي، بتهمة إهانة الملك والتحريض على كراهية النظام، واعتقل ليوم واحد والد الشهيد سيد هاشم سعيد.

الشهيد عبدالعزيز السعيد

أعلن ائتلاف 14 فبراير التحاق الأستاذ عبدالعزيز سلمان حسين السعيد من البلاد القديم بركب شهداء ثورة 14 فبراير، متأثرا باستنشاقه الغازات المسيل للدموع، وقد نعت «عائلة السعيد» في بيانٍ لها شهيدها الأستاذ عبدالعزيز وذكرت أنه قضى نحبه بسبب استنشاقه الغازات السامة إثر التظاهرة التي انطلقت في منطقة البلاد القديم في 17 يناير/كانون الثاني 2015، للمطالبة بإطلاق سراح زعيم المعارضة البحرينية الشيخ علي سلمان.

من جانبها دعت جمعية الوفاق الجماهير للمشاركة الواسعة في تشييع الشهيد السعيد بمنطقة البلاد القديم، وقالت في بيان إنّها تدعو الله "أن يتقبّله في "قافلة الشهداء" 

ونشر الحقوقي البحريني نبيل رجب صورة التقطها بهاتفه لعبوة غاز مسيل للدموع وجدها على عتبة باب منزل الشهيد عبد العزيز السعيد، الذي قضى مختنقا بهذه الغازات.

الشهيد السيد محمد كاظم

الشهيد محمد كاظم

في يوم الجمعة 20 فبراير/ شباط 2015، شيع مئات البحرينيين السيد محمد كاظم، الذي استشهد بعد دخوله في غيبوبة لمدة شهر، جراء استنشاقه الغازات السامة التي أطلقتها قوات النظام على حيها السكني بمنطقة سار، خلال احتجاجات.

وعُرف عن الشهيد نشاطه ومشاركته الدائمة في كل المسيرات، وكان يحرص منذ اعتقال الشيخ علي سلمان على المشاركة في الاحتجاجات اليومية التي تنظم فيالبلاد القديم، تعرض خلالها للاستهداف المباشر من قبل قوات الأمن.

وأظهرت مشاهد مصورة بثّها ناشطون تعمد قوات الأمن استهداف منزل الشهيد، كما أظهر تسجيل صوتي الشهيد يتحدث عن القمع الذي يتعرض له باستمرار من قبل قوات الأمن، وانتهاك حرمة بيته وتكسيره من قبل قوات الشغب، واعتقال الناس الموجودة فيه.

الشهيد الشاب قاسم محسن

قاسم محسن

أعلن في 15 يوليو/ تموز 2015 عن استشهاد الشاب قاسم محسن في حادث تفجير غامض بمنطقة العكر، ونعى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الشهيد، داعياً للمشاركة الواسعة في مراسم تشييعه

وقد زعمت وزارة الداخلية البحرينية حينها بأن شخصاً قُتل "إثر انفجار قنبلة كان يحاول زراعتها في منطقة العكر الشرقي مستهدفاً حياة الشرطة"، فيما نفت عائلة الشهيد صلته بأي جماعات وطالبت بتحقيق مستقل في ظروف مقتله.

استهداف عائلة الشهيد علي المؤمن

وفي استهداف واضح لعموم عائلة الشهيد المهندس "علي المؤمن" التي تسكن جزيرة سترة، بلغ عدد المعتقلين من ذات العائلة 9 ، فضلا عن اعتقال 7 من أفرادها في 15 مارس/ آذار 2015 بعد أن أوقفت السلطات البحرينية حافلة كانت تقلهم على جسر الملك فهد، متهمة إياهم بنقل مواد تدخل في صناعة المتفجرات من العراق. 

والدة الشهيد " علي المؤمن " والتي كانت ضمن المسافرين في الحافلة تعرضت للتحقيق والتفتيش الدقيق والمهين في المركز التابع لجسر الملك فهد، وتم منعها هي ومن معها من النساء والأطفال من تناول الماء والطعام طيلة فترة توقيفهم في الجسر، وكان من بين المعتقلين ابن عم الشهيد المؤمن الطفل محمد منصور (13 عاما) والتي وجهت له النيابة العامة تهمة "استيراد وحيازة مواد متفجرة" من أجل غرض إرهابي، وأودع سجن الأحداث مدة 3 شهور، ولا زال يحاكم.

استهداف عائلة الشهيد "علي بداح"

علي بداح

على إثر زيارة قام بها، نشر الحقوقي البارز نبيل رجب إن "أم محمد" والدة أبناء بدّاح، تم نقلها للمستشفى إثر تدهور حالتها الصحية بعد اعتقال ابنها عباس بداح "في سلسلة طويلة ومتواصلة من استهداف هذه الأسرة الكبيرة والمحترمة في سترة". 

وأضاف رجب أن عائلة بداح هي واحدة من العوائل البحرينية التي عانت وتعاني من الظلم والاستبداد والقهر، حيث قُتل طفلها الشهيد علي بداح بطريقة بشعة، واستهدف والدُه يوسف بداح في ذكرى استشهاد ابنه بطلقة في وجهه أفقدته بصره من عين واحدة، وحكم على عمّه قاسم بداح بثلاث سنوات ظلما كما حكم على ابن عمه علي بداح بالسجن 55 عاما، وكان آخر هذا المسلسل الظالم هو اعتقال عم الشهيد الآخر عباس بداح.

وكان والد الشهيد "علي بداح " قد أجرى عملية في مارس/ آذار 2015 في ألمانيا لتركيب عين اصطناعية، بعد تلف عينه إثر إصابته بطلق ناري في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 أثناء تفريق قوات الشرطة لتظاهرة انطلقت في سترة في الذكرى الثالثة لاستشهاد ابنه. 

وفاة أم الشهيد محمد عبد الجليل

الشهيد محمد عبدالجليل

في ديسمبر/ كانون الأول 2015 رحلت "منى فلاح" والدة الشهيد محمد عبدالجليل، وهي ما تزال في بداية العقد الخامس من عمرها. اجتمع عليها مرض السرطان، وشهادة ابنها الأصغر محمد، واعتقال ابنها الأكبر علي، وما يتعرض له زوجها الحقوقي عبد الجليل يوسف عضو الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان من مضايقات.

قال زوجها "الهم هو من أنهى حياتها وليس المرض، كان قلقها كبيراً على الشباب، وقلبها مشحون بالحزن على الوطن والناس، ولا شيء يقتل مثل حزن يقبض على قلب مكسور، ولا يغادره".

وإثر وفاتها تقدمت عائلة الشهيد بطلب إلى الجهات المسئولة بوزارة الداخلية للسماح بالإفراج المؤقت عن ابنهم المعتقل على ذمة قضية أمنية، علي عبدالجليل يوسف (28 سنة)، للمشاركة في مراسم دفن والدته، وقد وافقت النيابة العامة على ذلك فيما تم رفض الطلب من التحقيقات الجنائية

كما رفعت العائلة خطاباً لوزير الداخلية وآخر للنائب العام، وخاطبت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، لكن أحدا لم يسمح لعلي من إلقاء النظرة الأخيرة على أمه.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus