14 فبراير في مذكرات «هيلاري كلينتون»: قلت لسعود الفيصل أمهلني يوما واحدا لنجاح المفاوضات!

2016-02-20 - 11:44 م

مرآة البحرين (خاص): في مارس/آذار 2015، قام فريق الترجمة بـ«مرآة البحرين» بترجمة الجزء المتعلق بسياسة الولايات المتحدة تجاه الخليج بشكل عام والبحرين وثورتها في العام 2011 بشكل خاص، من مذكّرات كلينتون، الكتاب الذي صدر في العام 2014 تحت عنوان «خيارات صعبة».

«مرآة البحرين» تعيد توضيب الجزء المترجم من مذكّرات هيلاري كلينتون، وتعرضه للقارئ مجدّدا، باعتباره إحدى أهم الشهادات التي تروي وتسرد ما كان يجري خلف الكواليس السياسية في البحرين، بينما كان عشرات الآلاف يتجمّعون في دوّار اللؤلؤة، في مثل هذا الوقت قبل 5 سنوات.

البحرين: قضية استثنائية معقّدة بالنسبة إلى واشنطن

«البحرين، التي تضم القاعدة الرئيسية للأسطول الأميركي في الخليج الفارسي، كانت قضية استثنائية معقدة بالنسبة لنا. ففي هذه الدولة، الأقل ثروة بين الممالك الخليجية، اتخذت المظاهرات طابعًا طائفيًا مع احتجاج الأغلبية الشيعية ضد حكامها السنّة. وفي منتصف فبراير/شباط 2011، طالبت الحشود بإصلاحات ديمقراطية وبالمساواة لكل البحرينيين بغض النظر عن طائفتهم، فتجمعت وسط تقاطع طرق رئيسي في وسط المنامة، يدعى "دوار اللؤلؤة". أدت أحداث تونس ومصر إلى استنفار القوات الأمنية في المنطقة كلّها، بينما أدّت أحداث بسيطة استُخدِمت فيها القوة المفرطة في المنامة إلى ازدياد عدد المواطنين الغاضبين في الشارع.

عند حوالي الساعة الثالثة فجرًا من يوم الخميس الواقع في 17 فبراير/شباط، قُتِل عدد من المحتجين الذين كانوا يخيمون في دوار اللؤلؤة في مداهمة للشّرطة، ما أثار غضبًا واسعًا في الشارع. غير أن الزعماء السنة في البحرين والمناطق الخليجية المجاورة لم يروا في الاحتجاجات الشيعية اندفاعًا من أجل الديمقراطية بل رأوا فيها فقط يد إيران الخفية. قلقوا من أن عدوهم الكبير المتمركز وراء البحار كان يثير الاضطرابات لإضعاف حكوماتهم وتحسين موقعه الاستراتيجي. وبالنظر إلى سجل إيران الحافل، فقد كان هذا الخوف منطقيًا، غير أن ذلك أثر على إدراكهم لمظالم شعوبهم المشروعة وسرّع في استخدامهم للقوة ضدهم».

الاتصال الهاتفي بين «هيلاري كلينتون» ووزير الخارجية البحريني

«هاتفت وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، لأعبر له عن قلقي جراء العنف وعن إمكانية إفلات الأوضاع عن السيطرة. اليوم التالي سيكون مصيريًا، وآمل أن تتخذ حكومته إجراءات لتجنب المزيد من العنف أثناء تشييع القتلى وفي صلاة يوم الجمعة، إذ أصبحت أوقاتًا لتعبئة الجماهير في المنطقة كلها. الرد بقوة على الاحتجاجات السلمية كان سيتسبب بالمزيد من المشاكل. قلت إن "هذه قراءة خاطئة للعالم الذي نعيش فيه والذي يتحول إلى محيط أكثر تعقيدًا". وأضفت أنه "أود أن تسمع ذلك مني، نحن لا نريد أي عنف يسمح بالتدخل الخارجي في شؤونكم الداخلية. ومن أجل تجنب هذا الأمر، عليكم أن تبذلوا جهدًا لإجراء مشاورات حقيقية". علمنا كلانا أن المقصود بـ"التدخل الخارجي" هي إيران. كنت أرى أن استخدام القوة المفرطة قد يؤدي إلى عدم الاستقرار الذي يمكن لإيران استغلاله، وهو الأمر الذي كانت تحاول حكومته أن تتجنبه.

بدا وزير الخارجية قلقًا وقد ضاعفت أجوبته مخاوفي، إذ قال إن عمل الشرطة لم يُخَطّط له ولام المحتجين لبدئهم بأعمال العنف ووعد بلجوء حكومته إلى الحوار والاصلاح. قال الوزير إن "هذه الوفيات مأساوية، نحن على شفا هاوية طائفية". كانت هذه عبارة تقشعر لها الأبدان. أبلغته أنني أرسلت جيفري فيلتمان إلى البحرين فورًا. "سنتوصل إلى اقتراحات ونحاول أن نكون مفيدين وفعالين خلال هذا الوقت العصيب. لا أقول إن هناك حلًا سهلًا، فموقفكم فيه تحد من نوع خاص نظرًا للمشكلة الطائفية التي تواجهونها. ولا شك لدي بأن لديكم جارًا مهمًا يهتم بهذه المسألة بطريقة غير موجودة لدى الدول الأخرى"»

«جيفري فيلتمان» إلى المنامة

«وبسبب الخوف من تصاعد أعمال العنف وبتشجيع من جيف، الذي أمضى الكثير من الوقت في المنامة خلال الأسابيع الّتّالية، حاول ولي العهد البحريني تنظيم حوار وطني لمعالجة بعض مخاوف المحتجّين وتخفيف التوترات التي تحيط بالمنطقة. كان ولي العهد شخصًا معتدلًا أدرك الحاجة إلى الإصلاح، وكان يمثل الفرصة الأفضل للأسرة الحاكمة لمصالحة الفصائل المتنافسة في المنطقة. كان جيف يعمل في الكواليس للتوصل إلى تفاهم بين العائلة الملكية والقادة الأكثر اعتدالًا في المعارضة الشيعية. غير أن الاحتجاجات استمرت في التزايد، وبحلول شهر مارس/آذار، طالب المحتجون بإسقاط الحكم الملكي، فازدادت حدة المواجهات مع الشرطة وكذلك أعمال العنف. بدا وكأن الحكومة كانت تفقد السيطرة وكان الأعضاء المحافظون في الأسرة البحرينية الحاكمة يضغطون على ولي العهد ليتخلى عن جهود وساطته».

الملحق العسكري الأمريكي في الرياض يرصد تحرّك وحدات الجيش السعودي إلى البحرين

«يوم الأحد، 13 مارس/آذار، أفاد الملحق العسكري في سفارتنا في الرياض عن حركة غير عادية للجيش في المملكة العربية السعودية وأن هذه الوحدات قد تكون متجهة نحو البحرين. هاتف جيف وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبدالله بن زايد، الذي أكد أن التدخل العسكري على وشك البدء. كانت حكومة البحرين ستدعو جيرانها إلى مساعدتها على إحلال الأمن في المنطقة، لكنهم لم يروا أن إبلاغ الولايات المتحدة بذلك ضروري، كما أنهم لم يريدوا أخذ الإذن منا أو تقبل أي طلب لإيقاف الأمر. في اليوم التّالي، عبرت آلاف الوحدات من القوات السعودية الحدود إلى البحرين مع حوالي 150 قافلة مدرعة وتبعها حوالي خمسمائة شرطي من الإمارات العربية المتحدة.

كنت مهتمة بهذا التصعيد وقلقة من حمام الدم الذي سيحدث في حال بدأت الدبابات السعودية بالتقدم في شوارع المنامة التي تنتشر فيها الحواجز. ولم يكن بإمكان التّوقيت أن يكون أسوأ.، في ذلك الوقت، كنا في خضم مفاوضات دبلوماسية معمقة لإنشاء تحالف دولي لحماية المدنيين الليبيين من مجزرة محتملة على يد العقيد معمر القذافي وكنا نعتمد على الإمارات العربية المتحدة ودول خليجية أخرى للعب دور أساسي.

كنت في باريس لإجراء اجتماعات بشأن ليبيا، وكذلك عبدالله بن زايد، فاتفقنا أن نلتقي في الفندق الذي أنزل فيه. وفي طريقه، سأله مراسل صحافي عن الوضع في البحرين، فأجاب "طلبت منا حكومة البحرين بالأمس إيجاد طرق لمساعدتها في نزع فتيل التوتر". كنت قلقة من حصول العكس».

«هيلاري كلينتون» لسعود الفيصل: أمهلنا يوما واحدا لنجاح المفاوضات

«وفي اليوم التالي، أعلن ملك البحرين حالة الطوارئ (فترة السلامة الوطنية). تحدثت إلى وزير الخارجية السعودي وألححت عليه لإيقاف استخدام القوة لإخلاء المحتجين. وقلت له: أعطِ جيف بعض الوقت لإنجاح المفاوضات، فمن شأن أربع وعشرين ساعة أن تحدث فرقًا. كنا قد شارفنا على الاتفاق مع الحزب الشيعي السياسي الرئيسي للخروج من المناطق الرئيسية في المدينة مقابل تأكيد الدولة على حق الاحتجاج السلمي وبدء حوار بنية حسنة. كان سعود الفيصل عنيدًا، وقال إنه على المحتجين الذهاب الى منازلهم وترك الحياة تستمر، عندها فقط يمكن لنا التحدث عن اتفاق. وقد لام إيران لإثارتها المشاكل ودعمها المتطرفين. وأضاف أنّه قد حان الوقت لإنهاء الأزمة وإعادة الاستقرار إلى الخليج».

«كلينتون»: دخول القوات السعودية إلى البحرين أجّج الرأي العام الشيعي في المنطقة

«في 16 مارس/آذار، كانت قوات الأمن قد أخلت دوار اللؤلؤة، فحصل اشتباك بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب المدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر. استخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع آنذاك لإجبار المتظاهرين على إخلاء مخيمهم المؤقت. قتل خمسة أشخاص. أجج وصول القوات السعودية وهذا القمع الجديد الرأي العام الشيعي أكثر في المنطقة. وبسبب ضغط المتشددين من الطرفين، فشلت المفاوضات بين ولي العهد والمعارضة.

كنت في اجتماع القاهرة مع السلطات الانتقالية المصرية وأرعبتني التقارير الآتية من البحرين. وفي مقابلة مع بي بي سي، تحدثت بصراحة عن مخاوفي و قلت إن "الوضع في البحرين مثير للقلق". " أضفت أننا "طلبنا من أصدقائنا في الخليج - أربعة منهم يساعدون البحرين في جهودها الأمنية - شق الطريق أمام قرار سياسي وليس مواجهة أمنية"»

تصريحات «هيلاري كلينتون» تغضب الرياض وأبوظبي

«سألتني كيم غطّاس، مراسلة الـ "بي بي سي": "ما النفوذ الذي بقي لديكم على دول كالبحرين والمملكة العربية السعودية؟ إنهم حلفاؤكم وأنتم تدرّبون جيوشهم وتمدونهم بالسلاح. وحتى عندما قرر السعوديون إرسال قوات إلى البحرين مع العلم أن واشنطن لم تكن راضية حيال الأمر - قالوا "لا تتدخلوا. هذا شأن داخلي يتعلق بمجلس التعاون لدول الخليج". كان الأمر صحيحًا ومحبطًا.

أجبتها: "حسنًا، هم يدركون رأينا حول الأمر وسنعمد لإيضاحه في السر والعلانية وسنعمل ما بوسعنا لنغير هذا المسار الخاطئ والذي سيضعف بالتأكيد تقدم البحرين على المدى الطويل. سنحول الأمور إلى مسارها الصحيح الذي يتمثل في المسار السياسي والاقتصادي".

كان يمكن لهذه الكلمات أن تبدو منطقية، وكانت كذلك، إلا أنها كانت موجهة على نحو يتجاوز المستوى المعتاد في حديثنا عن دول الخليج. سُمِعت رسالتي بوضوح في الخليج وشعر حلفاؤنا في الرياض وأبو ظبي بالغضب والإهانة».

الإمارات تنسحب من قوات التحالف ضد ليبيا ردا على تصريحات كلينتون

«في 19 مارس/آذار، عدت إلى باريس لأضع اللمسات الأخيرة على قوات التحالف في ليبيا ومع تضييق قوات القذافي الخناق على معاقل المتمردين، كان دعم الأمم المتحدة للضربات الجوية وشيكًا. تحدثت مرة أخرى مع عبدالله بن زايد وأكدت على التزام أمريكا بشراكتنا تمامًا كما فعلت شخصيًا. ساد الصمت على الهاتف وانقطع الاتصال. فتساءلت هل أصبحت الأمور سيئة لهذه الدرجة؟ ثم أعيد الاتصال بيننا. سألته حينها، "هل سمعتني؟" فأجابني: "كنت أستمع إليك". "كنت أتكلم وأتكلم ومن ثم ساد صمت، ففكرت في الذي فعلته" ضحك عبدالله ومن ثم عاد إلى الجدية ليصدمني بقوله: "بصراحة إنه من الصعب أن نشارك في عملية أخرى عندما تتم مساءلة وضع قواتنا المسلحة في البحرين من قبل حليفنا الأساسي". بكلمات أخرى، عليكم نسيان أمر المشاركة العربية في بعثة ليبيا.

كان الأمر يتحول إلى كارثة وكان علي أن أصلحه بسرعة، ولكن كيف؟ لم يكن هناك خيارات جيدة في هذا المجال، لقد ألزمتنا قيمنا وضميرنا بإدانة الولايات المتحدة للعنف الذي كنا نشهده ضد المدنيين في البحرين. في الواقع، كان هذا المبدأ الأول للتحرك في ليبيا ولكن إن طلبنا من التحالف الدولي المُنشَأ بعناية التوقف، قد ينهار القذافي في وقت متأخر وقد نفشل في تجنب حدوث انتهاك أكبر- مجزرة كاملة».

«هيلاري كلينتون» تسرد كيف تغيّرت لهجة تصريحاتها حول البحرين

«أخبرت عبدالله بن زايد أني أردت التوصل إلى تفاهم بناء فسألني إن كنا نستطيع أن نلتقي شخصيًا وقال: "أنا أصغي إليك الآن ونحن نريد إيجاد حل للمشكلة. أنت تعرفين أننا متحمسون للمشاركة في ليبيا".وبعد ساعات قليلة، وتحديدًا في تمام الساعة السادسة مساءً، جلست معه وأخبرته أنه يمكنني صياغة بيان بحيث يبقى متوافقًا مع قيمنا وغير مهين لهم. أملت أن يكون هذا كافيًا لإقناع الإمارات بإعادة الانضمام إلى بعثة ليبيا وإن لم يكن كافيًا فنحن مستعدون للمضي قدمًا من دونهم.

عقدت مؤتمرًا صحفيًا تلك الليلة في منزل سفير الولايات المتحدة في باريس وتحدثت عن ليبيا وشددت على كون القيادة العربية في الحملة الجوية أساسية ومن ثم انتقلت للتحدث عن البحرين: "هدفنا هو عملية سياسية ذات مصداقية تستطيع معالجة التطلعات المشروعة لجميع البحرينيين بدءًا بحوار ولي العهد الذي يجب أن ينضم إليه جميع الأطراف".

وتابعت أنّه كان من حق البحرين دعوة القوات من الدول المجاورة وتلقينا وعدًا من دول الخليج بأنهم سيؤمنون مساعدات رئيسية للتطور الاقتصادي والاجتماعي. وأكملت بالقول إننا "قد أوضحنا أن الأمن بمفرده لا يستطيع حل التحديات التي تواجهها البحرين. الحل لم يكن ولن يكون بالعنف بل بعملية سياسية. لقد أبدينا قلقنا حول الإجراءات الحالية مباشرةً أمام مسؤولين بحرينيين وسنستمر بفعل ذلك".

لم يكن هناك اختلاف كبير على مستوى اللهجة أو المحتوى عما قلته في القاهرة، وشعرت بالارتياح لكوننا لم نضحِّ بقيمنا أو مصداقيتنا. قلة من المراقبين الخارجيين، في حال توفرهم، لاحظوا أي اختلاف، هذا إن لاحظه أحد. وسرعان ما حلقت الطائرات العربية فوق ليبيا».

«هيلاري كلينتون»: تمنيت لو كان لدينا خيارات أفضل

«تمنيت لو كان لدينا خيارات أفضل في البحرين وتأثير أكبر للتوصل إلى حل إيجابي، واستمررنا بالتحدث في الأشهر التّالية، مشددين على أن الاعتقالات الجماعية والقوة المفرطة يتناقضان مع الحقوق العالمية للبحرينيين ولن يسمحا بنجاح الإصلاحات المشروعة. كما تابعنا عملنا الوثيق مع حكومة البحرين ودول الخليج المجاورة لها على عدد من القضايا.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، في خطاب في المعهد الديمقراطي الوطني في واشنطن، أجبت على بعض الأسئلة التي أثيرت بشأن أمريكا والربيع العربي. وكان أحد الأسئلة التي نسمعها غالبًا: لماذا تختلف طريقة أمريكا في تعزيز الديمقراطية بين البلدان؟ باختصار، لماذا ندعو مبارك إلى التخلي عن السلطة في مصر ونحشد قوات عسكرية لإيقاف القذافي في ليبيا، بينما نبقي على العلاقات مع البحرين والممالك الخليجية الأخرى؟

بدأت جوابي بنقطة عملية جدًا مذكرة بأن الظروف تتغير بشكل كبير بين بلد وآخر وأنه "سيكون من الغباء التّصرف بالمنهج ذاته مع جميع الدول والمضي قدمًا بغض النظر عن الظروف الراهنة".

فالأمر الذي كان ممكنًا ومنطقيًا في مكان، بدا غير ممكن أو حكيم في مكان آخر. وقلت أيضًا إنه صحيح أن أمريكا لديها الكثير من المصالح الوطنية في المنطقة، وأنها لن تسير بطريقة مثالية على الرغم من جهودنا الدؤوبة. أضفت أنه "علينا أن نقوم بالكثير من المهام في الوقت عينه".

كان الأمر صحيحًا في حالة البحرين، سيكون دائمًا لدى أمريكا شركاء غير مثاليين ينظرون إلينا، بكل تأكيد، على أننا غير مثاليين أيضًا وعلينا أن نواجه دائمًا ضرورات تقودنا إلى عقد تسويات غير مثالية"»


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus