مؤتمر ساخن في الكونغرس بمناسبة 14 فبراير: الوقت ينفد في البحرين، العائلة الحاكمة فقدت شرعيتها، والمستقبل ينبئ باضطراب عميق

2012-02-14 - 11:51 ص




مرآة البحرين (خاص): عقد يوم الخميس الماضي مؤتمر في مبنى الكونغرس الأمريكي بمناسبة الذكرى الأولى لثورة 14 فبراير، حضره عدد كبير من الضيوف، وجاء تحت عنوان "انتفاضة 14 فبراير البحرينية غير المكتملة: ما هو القادم للبحرين؟"

وكان من بين المحاضرين السيناتور في الكونغرس رون ويدن، والخبير في مجموعة الأزمات الدولية جوست هيلترمان، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق إلويت أبرامز، ونائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق كولين كال.

وتضمنت بعض الأسئلة المطروحة على المحاضرين إثارات بشأن ما يمكن أن يشكله قرار بيع الأسلحة للبحرين من تقويض للمعارضة السلمية فيها، واستفسار عن الازدواجية في المعايير الأمريكية إزاء التعامل مع سوريا والبحرين. وبثت مجريات الندوة شبكة برنامج مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط   POMED والتي كان لها دور التنظيم كذلك.

* رابط الندوة

السيناتور ويدن: تغييرات النظام تجميلية

 
السيناتور ويدن
وقال السيناتور ويدن إن شهر يناير 2012 شهد أعلى معدل لحصيلة القتلى في البحرين منذ مارس 2011، وأكد أن الوضع لا يتحسن كما يقول البعض، وطالب ويدن السلطات البحرينية بالسماح للمنظمات الدولية بدخول البحرين منتقدا منع السيد ريتشارد سولوم من منظمة أطباء لحقوق الإنسان والسيد براين دولي من منظمة حقوق الإنسان أولا من دخول البحرين.

ووصف (ويدن) صفقة الأسلحة الجديدة إلى البحرين بأنها تبعث رسالة خاطئة وفي الوقت غير المناسب، ليس فقط للبحرين بل للعالم أجمع. وقال إنه لا يجوز للولايات المتحدة أن تؤيد سلوك الحكومة في الوقت الحالي، وأضاف بأن الكونغرس سيواصل عبر مجموعته الطعن في بيع الأسلحة إلى البحرين ومساندة الشعب البحريني مؤكدا أن التغييرات التي أحدثت مجرد إجراءات تجميلية "ونحن لا نستطيع مكافأة تغييرات هزيلة ببيع الأسلحة إلى البحرين"

وقال ويدن إن شعب البحرين يطالب منذ عقود بالإصلاح السياسي والاجتماعي، وأضاف إن لدى البحرين فرصة لبدء حوار صادق، والسماح بالاحتجاج السلمي، وأن القرار بيد الحكومة البحرينية لدفع المفاوضات وتحقيق الإصلاح، أو الاستمرار بسياسة العنف.

وتعهد السناتور بالعمل لأن تكون الحكومة الأمريكية شريكا في الجهود الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان في البحرين، إلا أنه عبر عن خيبة أمله من استجابة الإدارة الأمريكية للأحداث في البحرين، وقال في هذا السياق إنه لا يمكن نفي الحقائق ويجب أن تعالج الأوضاع على أرض الواقع. وأعد السيناتور ويدن ورقة ملاحظات على البحرين مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للثورة تحت عنوان "ما هي الخطوة التالية بالنسبة للبحرين؟"

* رابط الورقة

هلترمان: إصلاحات الحكومة سيرك إعلامي
  
 
جوست هيلترمان
من جانبه قال الخبير في مجموعة الأزمات الدولية جوست هيلترمان إن تقرير بسيوني وثق انتهاكات القمع، والدمار وقمع حرية التعبير   وما يحدث في وسائل الإعلام. وأكد هيلترمان على ما جاء في حديث السيناتور ويدن، وقال إن حكومة البحرين لم تفعل ما هو كاف حتى الآن، وإن الإصلاحات التي شهدتها طفيفة نسبيا.

 ورأى هلترمان أن إصلاحات حكومة البحرين تستهدف المجتمع الدولى، وليس الشعب. ووصفها بأنها سيرك إعلامي للتأثير على السياسة الدولية، وانتقد هلترمان تركيز تقرير بسيوني على الإصلاح من أحوال حقوق الإنسان فقط رغم أهميتها الشديدة، وقال إن هناك قضايا أبعد من ذلك "نحن بحاجة إلى الحوار، وإلى المساءلة والإصلاح القضائي، خاصة إصلاح القانون الانتخابي"

وأشار هيلترمان إلى أن العاملين في القطاع الخاص لم يتم إعادتهم لوظائفهم، وقال إن كل الإدانات يجب أن تلغى كذلك، كما يجب أن تتوقف السياسات الطائفية   في البحرين حسب تعبيره. وأبدى هلترمان قناعته بأنه على أرض الواقع لا توجد أي إشارة في اتجاه انفصال البحرين من التبعية للسعودية مطلقا، وأكد من جانب آخر على إن إيران لا تشكل داعما حقيقيا للمعارضة، مشيرا إلى ماجاء في تقرير بسيوني.

أبرامز: طرف واحد يعذب ويسجن طرفا آخر في البحرين

بدوره أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق إلويت أبرامز أنه يجب أن يكون هناك تقاسم للسلطة بين الحكومة والشعب في البحرين ورأى أنه كان بإمكان الولايات المتحدة أن تقوم بضغط أكبر يقلل من حدة القمع في البحرين.

وقال أبرامز الذي كان يشغل أيضا منصب مستشار في البيت الأبيض في عهد بوش "أشعر بخيبة أمل في عدم قدرة حكومة الولايات المتحدة تخفيف العنف في البحرين" موضحا أن مشكلة الولايات المتحدة أنها لم تكن مقنعة في حججها بخصوص بيع السلاح. وعبر أبرامز عن مخاوفه بشأن ما يمكن أن يحدث في ذكرى 14 فبراير، وقال إن الوقت ينفد في البحرين.

وقال أبرامز كذلك إن "رئيس الوزراء البحريني جعل تحقيق التقدم مستحيلا، وولي العهد تم إسكاته.. لقد فقدت الأسرة الحاكمة شرعيتها في نظر شعبها" وأضاف "لا بد أننا سنرى في المستقبل نهاية لسيادة رئيس الوزراء ومساعديه"، وأوضح كال أن طرفا واحدا فقط هو من يقوم بسجن وتعذيب طرف آخر في البحرين. وإن حكومة البحرين جعلت الانقسامات السنية/الشيعية أكبر من أي وقت مضى.

كال: المستقبل ينبئ باضطراب عميق

 
جورج كال
من جانبه قال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق وأستاذ الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون كولين كال إن الولايات المتحدة لديها هدفان في البحرين: الأول هو الإصلاح (في العديد من القطاعات)، وهو أمر مثالي، ولكنه ضروري لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل، والثاني هو الشراكة وعلى الخصوص أمنيا.

وأوضح كال أن البحرين هي مفتاح الولايات المتحدة لإحداث التوازن ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تتعلم توجيه أهداف الإصلاح والشراكة من خلال توظبف قيمها بشكل عملي، وردا على سؤال ما إذا كان يجب على أمريكا سحب الأسطول الخامس من البحرين لممارسة مزيد من الضغوط عليها قال كال إن ذلك لا ينبغي.

وعبر كال عن قناعته بأن سحب الولايات المتحدة لجميع المساعدات من البحرين لن يحدث إصلاحا حقيقيا، ولن يشكل تهديدا عمليا، وقال "علينا أن نؤكد أن الاستقرار في البحرين هو في مصلحة الجميع، وفي غياب الإصلاح، فإن المستقبل ينبئ باضطراب عميق. وأشار كال إلى أن الإدارة الأمريكية تفرق بين المساعدات الأمنية الخارجية والداخلية، وهي تقول إنها تؤيد المساعدة الخارجية فقط.

وأكد كال على وجود فرق بين صفقة بيع بقيمة 53 مليون دولار وأخرى بقيمة مليون دولار، وقال إن صفقة بيع صغيرة للدفاع الخارجي ستحافظ على نفوذ الولايات المتحدة. موضحا كذلك بأنه لا يمكن أن تعطي إشارة لحكومة البحرين بأن الولايات المتحدة ستتخلى عنها.

يذكر أن كال كان برفقة وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس في زيارته للبحرين 12 مارس 2011 للضغط من أجل الإصلاح.
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus