ناصر الرس، وداعا يا صديقي
إيمان شمس الدين - 2016-09-21 - 12:45 ص
رغم ضعف قلبه ومرضه، أبى ناصر الرس إلا أن تعيش البحرين في هذا القلب الكبير، حمل شعلة حراكها وثورتها على كتفيه كمقصلة إعدام لا يأبه الموت.
في الدوار كان شعلة تضيء دروب الثوار، لا يهدأ لحظة، ولا يغيب عن فعالية، مفعما بالحب والأمل، داعما لكل حق ومطلب يرتقي بإنسانية الإنسان.
ورغم خطورة الوضع آنذاك في البحرين، بقي في قلب الساحات رغم تراجع آخرين، حتى اعتقل من قبل النظام البحريني، وتعرض لشتى أنواع التعذيب أشدها كان على قلبه الضعيف الصعق الكهربائي، الذي زاد العبيء على قلبه المريض، كان شاهدا على تعذيب الشهيد عبد الكريم الفخراوي، وعلى استشهاده نتيجة هذا التعذيب الشرس.
بعد إطلاق سراحه غادر إلى كندا، لا هروبا بل ليحمل هم البحرين وأهلها الثائرين، يقرع كل الأبواب الحقوقية والسياسية، ليجعل من قضيته قضية مجتمع دولي، حتى قرار الدراسة كان قرارا مرتبطا بالبحرين، اختار دراسة حقوق الإنسان ليمكن نفسه أكثر أكاديميا في هذا المجال، ليستمر في مسيرته النضالية.
فعالية ناصر فاقت قدراته الصحية، وفاقت فعالية كثير من الأصحاء، لأن قلبه ارتبط بنبض ثورة البحرين، ونبض ثوارها بكل فئاتهم.
سيبقى اسم ناصر الرس مرتبطا بالثورة البحرينية، وسيبقى قلبه ينبض باسم البحرين وثورتها، فإن رحل جسده فإن حياته الصاخبة بالنضال، ستلقي بظلالها على التاريخ، الذي حفر فيه ناصر اسمه بماء الذهب، وكتب معالم حياته بنبض قلبه، الذي غفى ليبقى ناصرا ممتدا عبر الزمن.
انتصر ناصر وانهزم الطغاة، فقد حقق براءة لا مكرمة، كما قال هو قبل رحيله، عاش بعزة الأحرار المناضلين، ورحل شامخا بشموخ النخيل التي لا تنحني.
لا أنسى ذلك اليوم الذي تم فيه الإفراج عن ناصر الرس، حيث صرخنا ووالدته بأعلى الصوت فرحا، ولن أنسى اليوم الذي استفقت فيه على خبر رحيله، فمثل ناصر تبكيه كل البواكي، وترثيه كل المراثي.
مثل ناصر لا يموت، فإن رحل جسده، ستبقى روحه ونهجه وبصمته حاضرة في كل ساحات الحرية والنضال، حاضرة في كل صوت حق وحق.
وداعا يا صديقي وأخي ، نم قرير العين، وسنبقى أوفياء لك، ولنهجك النضالي والحقوقي.
كاتبة من الكويت.