وعد تعزي بذكرى عاشوراء: الحريات الدينية تحميها المواثيق الدولية

2016-10-12 - 11:52 م

مرآة البحرين: حيت جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" الشعب البحريني والعالم الإسلامي اليوم، العاشر من محرم، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وعشرات من أهل بيته وأصحابه في واقعة كربلاء.

وتقدمت وعد بأحر التعازي للشعب البحريني بكل مكوناته المجتمعية والدينية والمذهبية والعقائدية، مؤكدة "على المعاني السامية والدروس المستخلصة منها، وفي مقدمتها قضية الإصلاح والحرية والعدالة الاجتماعية والتسامح ورفض المعايير المزدوجة وتحقيق أعلى درجات الحريات الدينية المسؤولة التي تعبر عن معتنقي افكارها، ولا تمس الفئات الأخرى ولا تزدريها، وذلك على أرضية أن حرية ممارسة الشعائر الدينية هي حق دستوري أصيل نص عليه الدستور والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ينبغي تجسيده والحفاظ عليه، بما يحمي السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي ويعزز الحريات العامة في البلاد".

وأضافت وعد "تأتي ذكرى واقعة كربلاء، في الوقت الذي تعاني فيه الأمة العربية من تدهور كبير في الواقع السياسي والاقتصادي والمعيشي بسبب الاستبداد وسياسة الإقصاء والتفرد باتخاذ القرار السياسي والتحريض على بث الكراهية والازدراء بالرأي الآخر وعدم الاعتراف به، بل ومحاربته، حتى باتت العديد من البلدان العربية والإسلامية تواجه واحدة من أشد مراحلها خطورة على وجودها ككيانات سياسية معرضة للتشطير والتفتيت والاقتتال الداخلي، فضلا عن الابتعاد عن القضايا المركزية للأمة المتمثلة في القضية الفلسطينية التي تشكل عنوانا للصراع في المنطقة، وقضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وبالتالي الابتعاد عن مقومات الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي هي أساس الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي، بما تحمله من مبادئ سامية أهمها المواطنة المتساوية والحريات العامة ومنها حرية المعتقد واحترام انتماءات المواطنين الايدلوجية والفكرية والسياسية، ومن ضمنها الحريات الدينية وممارسة الشعائر الدينية كحق يكفله ويحميه الدستور وكافة المواثيق الدولية ذات الصلة".

وتابعت "إن بلادنا البحرين بحاجة ماسة لتشييد الدولة المدنية التي نبشر بها ونروج لأهدافها وقد اعتمدناها شعارا لمؤتمرنا العام المقبل. فهي الدولة التي تؤمن بان "الدين لله والوطن للجميع"، وهي الدولة التي لا تميز بين دين وآخر أو بين مذهب وآخر، بل تؤمن بأن التنوع المجتمعي عنصر قوة وإثراء للمجتمع والدولة، كما تؤمن بحرية الانتماء العقائدي والفكري والسياسي وتتمسك به وتدافع عنه بالطرق السلمية المشروعة التي تكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية، ولا تتعدى على قناعات وانتماءات الفئات الاخرى من مكونات المجتمع، ما يضع الاسس الصحيحة لتعزيز وتمتين الوحدة الوطنية التي هي الضامن الرئيسي للاستقرار والتطور وإبعاد المجتمع عن الاصطفافات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية".

وأضافت "إن اكبر درس يمكن استخلاصه لبلادنا من عاشورا هو التمسك بالوحدة الوطنية ومواجهة عمليات التفتيت الممنهجة التي تمارس على أرض الواقع، وقطع الطريق على من يخطط لإحداث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد والوقوف صفا واحدا ضد من يعبث بالنسيج المجتمعي ويحاول اختراقه وإدخاله في أتون الخلافات القاتلة التي تسهم في إضعاف المجتمع وتعرقل فرص التنمية والتقدم فيه. كما ان حماية مجتمعنا من الافكار المتطرفة تفرض ممارسة العدالة الاجتماعية ووقف التمييز بكافة اشكاله وتجريم كل من يمارس هذه السياسات الخاطئة، ووقف التحريض على الكراهية التي تمارسها بعض اجهزة الاعلام وإشاعة حرية الرأي والتعبير وإطلاق الحريات العامة".

وختمت وعد بالقول إن وقوفها كتنظيم وطني ديمقراطي مدني عابر للطوائف، مع المبادئ السامية لثورة الإمام الحسين المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية ودعوته لخصومه بأن يكونوا "أحرارا في دنياهم"، هو أمر نابع من موقف "وعد" المطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد بكافة أشكاله وتأكيده على ضرورة تشكيل حكومة تؤسس للدولة المدنية الديمقراطية الحديثة المؤمنة حقا بالملكية الدستورية على غرار الديمقراطيات العريقة كما ورد في ميثاق العمل الوطني".    


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus