رئيس وزراء البحرين: وداعا صديقي ملك مملكة تايلند وشريكي في إمبراطورية "كمبنسكي"

رئيس الوزراء البحريني أثناء زيارة إلى تايلند وتظهر في الخلف صورة الملك بوميبول
رئيس الوزراء البحريني أثناء زيارة إلى تايلند وتظهر في الخلف صورة الملك بوميبول

2016-10-14 - 12:13 ص

مرآة البحرين (خاص): وصف رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة، الملك بوميبول ادولياديج، ملك مملكة تايلند المتوفى الخميس (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، وصفه بـ"الصديق". الحق أنه صديق حقاً، لكن ما لم يقله رئيس الوزراء البحريني الذي سارع إلى إرسال برقية تعزية إلى الأمير ماها فاجيرالونجكورن ولي عهد مملكة تايلند، بأن الملك المتوفى هو شريكه أيضاً في مجموعة "كمبنسكي" العالمية للفنادق.

يعود الفضل إلى موقع "هوت اندريست دوت كوم" الإخباري في تعريفنا على جانب من هذه الشراكة. فقد كشف هذا العام 2016 عن تشاركهما معاً في الاستحواذ على أصول المجموعة الفندقية العريقة التي تأسست في العام  1897 وتملك تحت عباءتها اليوم سلسلة من 112 فندقاً فاخراً في جميع أنحاء العالم. إذ يملك رئيس الوزراء البحريني نسبة 20 % من مجموعة "كمبنسكي" العالمية فيما يتملك الملك التايلندي المتوفى، بوميبول ادولياديج نسبة  80 % المتبقية.

إنها نسبة كافية لكي يحزن رئيس الوزراء البحريني على موت رفيقه. وإذا ما عرفنا أنّ المجموعة تواصل منذ سنوات تحقيق أرباح قياسية  1.27 يورو حسب إحصائيات العام 2014 محققة نسبة نمو بزيادة قدرها 6.5 في المئة عن الأعوام السابقة له، فربّما تحوّل حزنه عليه إلى كمد مقيم.

ويقول موقع "هوت اندريست دوت كوم" في تقرير 23 يونيو/ حزيران 2016 إن رئيس الوزراء البحريني كان يتفاوض مع الملك التايلندي للاستحواذ على 60 % من أصول المجموعة الضخمة مقابل مليار يورو.

وجاء في التقرير "إن المفاوضات تتركز على بيع حصة الملك التايلاندي  للأمير خليفة والإبقاء على حصة تصل نسبتها إلى 20 % له. وترغب عائلة ملك تايلاند في إتمام هذه الصفقة لصالح الملك بوميبول أدولياديج الذي يعتبر أغنى ملك في العالم بثروة قدرت قيمتها بـ30 مليار دولار".

ليس ثمة تقارير تشير إلى مآل هذه الصفقة. وما إذا كان ملك الموت أسرع إلى الملك التايلندي من رئيس الوزراء البحريني الذي عاد من زيارته توّا. وهي الزيارة التي تمخّضت عن وساطة قام بها انتهت إلى إعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة التايلندية. لكننا نعرف في الأقلّ أن 20 % هي نسبة مؤكدة لحجم ملكيته الحالي في "كمبنسكي".

ليس هذا وجه الشراكة الوحيد بين الرجلين. إذ يعتبر الملك أدولياديج أقدم ملك ورئيس دولة في العالم، وصاحب العهد الأطول في تاريخ تايلند نفسها. وقد توفي عن 88 عاما إثر معاناة مع مرض الباركنسون. ويشاطره رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة على هذا الإرث باحتفاظه بكرسيّ رئاسة الوزراء البحريني مدة 45 عاماً. هو الآخر أقدم رئيس وزراء في العالم، وصاحب العهد الأطول في حكومة.

استطاع أدولياديج البقاء على عرش بلاد عرفت عشرات الانقلابات العسكرية الناجحة وعدة انتفاضات. وفي السنوات الأخيرة من حياته، نتيجة لتدهور حالته الصحية، بدا عاجزا عن وقف المظاهرات العنيفة في بعض الأحيان، ما أدى إلى إعطاء تأييده الملكي للانقلابيين من أجل حماية البلاد. نتيجة لذلك، فقد ظلّ لغاية وفاته شخصية موحدة للتايلنديين. وخلال عهده تحولت تايلاند من اقتصاد معظمه زراعي إلى واحدة من الدول الصناعية التي تحتضن طبقة وسطى متنامية.

أما رئيس الوزراء البحريني فقد جعل البحرين شذْر مذر. بلاد ممزّقة تُحكم بالبوليس والسياسات الطائفيّة. أما الاقتصاد فلم يتبق منه غير مسمّاه. ارتفع الدين العام الحكومي 5 مرات بنسبة 500 % في خلال خمس سنوات وتضاعف العجز في الميزانية 53 مرة بنسبة 5300 %. فرق واحد لكنّه واسع الدلالة بين مالكيّ إمبراطوريّة "كمبنسكي".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus