إدارة أوباما تكافئ حملة القمع في البحرين

هيئة التحرير - الواشنطن بوست - 2016-10-28 - 8:30 م

ترجمة مرآة البحرين

اعتادت البحرين، المملكة الخليجية الصغيرة التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي، إظهار تجاوبها مع مخاوف الولايات المتحدة بشأن سجلها المرعب في مجال حقوق الإنسان. منذ خمس سنوات مضت، وبعد أن انتقد الرئيس باراك أوباما علنًا "الاعتقالات الجماعية والقوة الوحشية" التي استخدمها النظام الحاكم لقمع الاحتجاجات الشعبية خلال الربيع العربي، أمر الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإجراء تحقيق دولي ووعد بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات .

السيد أوباما تراجع عن دعمه للتّغيير الديمقراطي الحقيقي في الشرق الأوسط، وكذلك فعلت البحرين. الإصلاحات الموعودة لم تُنَفذ أبدًا، وبدلًا من ذلك، صعّد النظام حملة القمع ضد زعماء المعارضة المعتدلين ونشطاء حقوق الإنسان.

قد تضاف خطوة كبيرة أخرى إلى هذا التّراجع يوم الاثنين، عندما يواجه نبيل رجب، أحد أبرز النّاشطين في مجال حقوق الإنسان في العالم العربي، الحكم عليه بتهمة انتقاد قضايا مثل التّعذيب في السّجون البحرينية والحرب في اليمن.

الخارجية الأمريكية طالبت بالإفراج عن رجب؛ وبدلًا من ذلك، من المُرجح أن يصل الحكم عليه إلى السّجن خمسة عشر عامًا، وفي حال حصل ذلك، سيشكل الأمر دليلًا آخر على كيفية فشل إدارة أوباما في الدّفاع عن قيم الولايات المتحدة حتى في الحالات -كما في البحرين- التي تمتلك فيها نفوذًا كبيرًا.

وكما الدّول الخليجية الأخرى، تعتمد البحرين على الولايات المتحدة للحفاظ على بقائها كملكية سنية في وجه إيران الشيعية.

موقف عائلة آل خليفة أكثر تقلقلًا حتى على خلفية حقيقة كون أغلبية سكان البحرين من الشيعة؛ فالبلاد زعزعتها اضطرابات شعبية منذ العام 2011، وتزعم الحكومة البحرينية أنّ طهران تحرض عليها.

في الواقع، لطالما شهدت البحرين حركة معارضة شعبية سياسية سلمية ومجتمعًا مدنيًا من النشطاء مثل السيد رجب، الذي يرأس مركز البحرين لحقوق الإنسان. ولطالما دعا قادة المعارضة في البحرين إلى التّغيير التّدريجي، بما في ذلك الانتقال إلى ملكية دستورية.

في بعض الأحيان خلال السّنوات الأخيرة، سعى النظام بفتور إلى الحوار مع المعارضة. ولكن بعد أن رفعت إدارة أوباما الحظر عن مبيعات الأسلحة إلى النظام البحريني العام الماضي، على الرغم من عدم وجود تغيير، عاود الملك حملة القمع، من دون قناع.

هذا الصيف، تم حظر الجمعية المعارضة"الوفاق"، وبعد ذلك، اعتُقِلالسيد رجب، واتّهِم بـ "نشر أخبار كاذبة" على خلفية تقاريره حول التّعذيب في السجون الحكومية، و"إهانة بلد شقيق" بسبب تغريداته حول التّدخل الخاطئ للسّعودية في اليمن.

الشهر الماضي، تم توجيه المزيد من التهم إلى السيد رجب بعد أن نشر "رسالة من سجن بحريني" في صحيفة النيويورك تايمز. وفي رسالته، أشار إلى أنّه التقى بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وقت سابق من العام الحالي. وقال رجب: "أود أن أسأل السّيد كيري الآن: هل [البحرين] هي ذلك النّوع من الحلفاء الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية؟"".

للأسف، الرّسالة التي وجهتها إدارة أوباما إلى البحرين كانت "نعم".

 

النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus