الخواجة في علياء الألم: لا أشعر بأي ندم(1-4)

2012-03-22 - 7:35 ص



مرآة البحرين (خاص): لم يستمع لأية نصيحة بالاختباء أو الفرار بحياته للخارج. لم تكن تجربته الأولى، سبق لعبد الهادي الخواجة أن عانى الكثير في سبيل مبادئه ومن أجل حقوق الإنسان والديموقراطية. ستكون هذه التجربة أقسى بلا شك، يدرك الخواجة ذلك تماماً، لكنه قرّر أن يعيشها كيفما جاءت.

في التاسع من أبريل/نيسان 2011، وبعد الثانية عشرة عند منتصف الليل، بدأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تتداول أنباءً عن توجه عشرات الآليات العسكرية صوب قرية المقشع. حاصرت الآليات العسكرية القرية الصغيرة بالكامل. في شقة بالطابق الثالث من إحدى البنايات، يجلس الخواجة وزوجته وبناته الثلاث وأزواجهن. الشقة هي سكن صهره وابنته. الساعة الواحدة والنصف يسمع الجميع صوت ضربات شديدة عند المدخل السفلي للبناية، بعد أقل من دقيقة، كان صوت الضرب والتكسير عند باب الشقة.

هنا بدأت الرحلة الجديدة، بحسب ما يروي عبد الهادي أثناء التحقيق الذي أجرته النيابة العسكرية معه بعد 21 يوماً من اعتقاله. حرص الخواجة - وهو المعلّم والأستاذ، بتعبير الناشط الحقوقي نبيل رجب-على توثيق ما جرى له بالتفصيل في محضر النيابة، قبل أن يجيب على بقيّة أسئلة التحقيق: "خرجتُ من الغرفة أثناء دخولهم الشقة، سألوني من أنت؟ قلت لهم: عبد الهادي الخواجة، فقال أحدهم: خذوه".
كان الانتقام حد الإذلال، هو المطلوب، وهو ما أُريد أن يعامل به عبد الهادي الخواجة منذ لحظة اعتقاله الأولى، فبقدر ما يشكل هذا الرجل إزعاجاً استثنائياً للعائلة الحاكمة، وصوتاً مدوياً وفاضحاً لفسادها واستيلائها على ثروات البلد ومواقع القرار فيها، كان لا بد أن يكون اعتقاله استثنائياً في التعذيب والاذلال أيضاً.

■ تدحرجت على السلّم

هكذا، وبدون مقدمات، ودون سند قانوني، ولا إنساني أو أخلاقي، يسحب رجال (اللا أمن) عبد الهادي الخواجة من باب الشقة التي تقع في الطابق الثالث، ويلقونه من فوق السلّم عمداً، يقول "كنت أتدحرج على السلّم، وأتعرض للضرب على جميع أنحاء بدني، وعلى أماكن حساسة، وعلى الرأس وبين الرجلين، ثم أخذوني إلى شقة ابنتي الأخرى بالطابق الثاني، قاموا بإلقائي على الأرض وأغمضوا عيني، فيما هم يقومون برفسي وضربي". هل كان يجرؤ رجال (أمن) أن يقوموا بهذا الفعل الوحشي لولا أنهم مكلفون بالتفنن في تعذيب الخواجة وإذلاله أمام عائلته؟ هل كانوا يجرؤون أن يفعلوا ذلك لولا أنهم يعلمون أنهم في مأمن من المحاسبة؟ بل في موضع المكافأة والتشجيع؟

يقول الخواجة: " تم أخذي وأنا بملابس البيت، حافي القدمين، مضمّد العينين ومكبّل اليدين من الخلف إلى أسفل المبنى بطريقة عنيفة". لم يتوقف الضرب طوال عتبات الطوابق الثلاث، بل ازداد، وازداد أكثر، وأكثر، حتى وصل الحال بالخواجة إلى أن فقد الشعور بنفسه وبما حوله. وصف في إفادته، أن لم يعد قادراً على سماع صيحات ابنته وزوجته للوحوش بأن:" اتركوه .. ارحموه .. لا تضربوه أمامنا".
هل انتهت وجبة الضرب قبل مغادرة المنزل؟!، لا، لا زالت وجبة الانتقام والإذلال لم تنته بعد، لم يكف رجال (اللا أمن) ضرب الخواجة الوحشي أمام عائلته، بل أرادوه إذلالاً أمام الجميع. بعد إخراجه من البناية، وقبل أن يتم ترحيله بسيارة الأمن نحو المعتقل، يتلذّذ أحدهم بإيقافه مكبل اليدين إلى الخلف في الشارع أمام مرأى الجميع، ويلكمه عشرات الضربات المباشرة على الوجه: "كنت أشعر بالدماء تتدفق على وجهي، لقد أصابني جرح عميق". هكذا تلقى الخواجة وجبة تعذيبه الأولى منذ لحظات اعتقاله الأولى، وكانت هذه اللحظات كفيلة بأن تغرقه في دمائه لشدة الضرب الذي ناله في كل مكان من جسده النحيل.

■ العيادة معقل تعذيب

بعد أن استفرغ الوحوش شهوة الانتقام والكراهية وتعمّد الإذلال، أصبح الخواجة في عهدة جهاز "أمن الدولة" سيئ الصيت، وأوّل مكان حطّ فيه هو "العيادة الطبيّة" لا رحمة فيها، نزيف الدم لم يتوقّف. يقول " تم أخذي إلى عيادة يبدو أنها عيادة القلعة، حيث تم خياطة الجرح الذي بالعين بشكل سريع لوقف النزيف، وأثناء ذلك كنت أتعرّض للدفع والتهديد والكلمات النابيّة واللمس في أماكن حساسة". هل كانت عيادة أم معقل تعذيب وإذلال آخر؟

يضيف الخواجة "تم أخذي فوراً إلى المستشفى العسكري حيث عاينني الطبيب المختص، وقال إنني بحاجة إلى عمليّة  جراحية للكسور الأربع داخل الحلق، وسيتم إزالة عظم من الرأس من أجل وضعه لإصلاح الكسور". أي نوع من الضرب هذا الذي انتهى بالخواجة في أول اعتقاله إلى أربعة كسور في وجهه؟!. في اليوم التالي الأحد 10 أبريل/ نيسان، تم إجراء العمليّة لجبر كسور فكه وأنفه ووجنته وذقنه، وبعد ساعات طويلة قضاها داخل غرفة العمليات استيقظ الخواجة، لكن كيف استيقظ؟!. يقول: " كانت عيناي مضمّدة تماماً، وكنت مقيّداً بشكل شديد بالسرير، ولا يزال أثره في يدي اليمنى، لم أكن أستطيع التحرك في السرير أثناء تلك الأيام القليلة التي قضيتها في المستشفى".

لم يكن ذلك فحسب، ولكن المعاملة اللا إنسانية والحاطة من الكرامة تجاوزت تقييد الخواجة العنيف بالسرير وإغماض عينيه، طيلة تلك الأيام الأربعة التي قضاها في المستشفى بعد العملية " كانوا يأتونني باستمرار، ويهددونني بالاعتداء الجنسيّ عليّ وعلى ابنتي زينب، وقال لي أحدهم: أنا الذي كسرت وجهك، وسوف أقطع عضوك التناسلي عند خروجك من المستشفى، وستعود مرة أخرى بمثل تلك الإصابات (.....) إضافة إلى سبّ طائفي وكلمات بذيئة"

يواصل الخواجة: " رغم أن الطبيب الذي أجرى لي العملية، قال إني أحتاج إلى عناية خاصة، مكثت في المستشفى لمدة 21 يوماً، إلا أنه في اليوم الخامس بعد العملية، وهو يوم الأربعاء الثالث عشر من أبريل/نيسان، تم أخذي إلى السجن وظلت عيني مغمضّة إلى يوم الخميس".

في يوم الخميس، اليوم الأول بعد العودة من المستشفى إلى السجن، بدأت وجبات التعذيب الجديدة لجريح للتو أجرى عملية جراحيّة، دون مراعاة للحال الصحيّة التي تتطلب عناية خاصة فضلاً عن أن يتم ضربه، يقول " كنت أتعرّض إلى التعذيب النفسيّ والجسديّ عبر الضرب والشتم، وكان ذلك يحدث خصوصاً في منتصف الليل، فالضرب والتعذيب ليس محدداً بوقت، لكنه يزيد بعد منتصف الليل"!. هنا، لن يسكت عبد الهادي، الذي اعتاد مقارعة أساليب التخويف والتهويل بمزيد من الإصرار والتحديّ، في تلك الأجواء، يقول عبد الهادي " بدأتُ بالإضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام".

■ سوف أثقب معدتك

سيكون إعلان الإضراب، مدخلاً لمزيد من الإمعان في التلذّذ بعذابات الخواجة. زادت وجبات الضرب كمّا ونوعاً من أجل ثنيه عن قرار الإضراب، " صباح يوم الاثنين-الثامن عشر من أبريل/ نيسان- حيث كنت في إعياء شديد، تم أخذي إلى مبنى آخر، وتم ضربي بـ(الهوز) على باطن القدم وأصابع القدمين من أجل فك الإضراب والتوقيع على ورقة تبيّن رفضي أخذ الدواء والتي رفضت التوقيع عليها. ثم تمّ نقلي إلى غرفة أخرى يبدو أنها عيادة السجن وتمّ وضعي في نقالة جرحى على الأرض، وشد وربط أطرافي الأربعة بأطراف النقالة بشكل شديد لدرجة أنني تعرضت لتقلّص في عضلة كتفي الأيمن، وتم بعد ذلك وضع جهاز المغذيّ في يدي اليسرى، أثناء ذلك تحدّث لي أحد الممرضين أو الأطباء، وقال لي يجب أن تفك الإضراب عن الطعام فوراً الآن وإلا سوف أضطر لأن أدخل (نربيش) أو ثقب معدتك وإدخال الطعام بالقوة ".

يضيف الخواجة " مساء ذلك اليوم، وافقت على فك الإضراب، مقابل أن يُسمح لي بكتابة كل ما لديّ على الورق"، ويتابع " في الأيام التاليّة بعد فك الإضراب، تواصل التعذيب النفسي والجسدي، لكن بشكل أقل بسبب الإضراب عن الطعام، وطوال تلك الفترة لم يتمّ التحقيق معي حول أية تهمة، ولم يتم توضيح لي أسباب الاعتقال، ولم يتم السماح لي باللقاء مع محام، ولم يتم السماح لي باللقاء مع أحد خارج السجن سوى اتصال مسجل قصير جداً طلبوا مني فيه أن أقول إنني بخير وأن أطلب من أهلي أن يعيّنوا لي محاميا".

■ لا أستطيع استخدام فكّي

بعد خمسة عشر يوماً من الاعتقال، عاشها عبد الهادي الخواجة في السجن الانفرادي، سواء في غرفته بالمستشفى العسكري حيث قيّد في السرير وعصبّت عيناه، أو في مبنى "القلعة"، حيث التعذيب اليومي، بدأت "النيابة العسكرية" في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان في أخذ أقواله.

لم يكن هناك ما يخفيه، أو ما يخاف من قوله، لذلك تحدّث في اليوم الأول عمّا جرى له، كان أول ما قاله " لا أستطيع استخدام فكّي، أريد أن أرى الطبيب "، وتحدّث عن الرسائل التي كتبها إلى إدارة السجن حول معاناته.

بعد أخذ أقواله، استعدّ الخواجة لوجبة تعذيب طويلة ومليئة بأنواع الإهانات وطرائق الضرب، تواصل التعذيب طوال الليل، وفي صباح اليوم التالي كان عليه أن يذهب للجلسة الثانية لأخذ أقواله، وبمجرّد وصوله للمحققين، أعلن الخواجة إضراباً جديداً عن الطعام. إنها المرّة الثانية التي يُضرب فيها، إنها وسيلته الوحيدة للاحتجاج والاعتراض، لقد كان يعلّم الناس خارج السجن "الإضراب عن الطعام" كشكل من أشكال الاحتجاج والاستنكار.

يقول الخواجة " في اليوم الثاني من التحقيق، كنت بدأت إضراباً آخر عن الطعام بسبب استمرار التعذيب الذي أتعرض له في الزنزانة ليلا، وكذلك لطلب معرفة وضعيّ القانوني وعرضي على الطبيب الذي أجرى العملية، لأنني لا زلت لا أستطيع استخدام الفك، ولا زال الدم ينزل من داخل أنفي... لكن في اليوم الثالث من التحقيق، وعدوني بالنظر بطلباتي، فأنهيت الإضراب عن الطعام".

■ أطالب بتحقيق مستقل

"هل لديك أقوال أخرى" سألت "النيابة العامة" الخواجة قبل أن تُنهي الحديث بشأن ما جرى له، يجيب: "نعم، أطلب إجراء تحقيق مستقل فيما جرى بحقيّ من إصابات منذ يوم إلقاء القبض عليّ. أطلب استجواب كل من كانوا بالمبنى في ذلك الوقت، وكذلك التحقيق بما جرى في المستشفى بعد ذلك من خلال التقارير الطبيّة والإصابات التي كانت في إنحاء جسمي، وما ذكرته سابقاً فيما تعرضت له أثناء وجودي في المستشفى، مع ضمّ التقارير الطبيّة التي تبيّن تفاصيل العمليّة الجراحيّة والإصابات التي كانت في جسمي في ذلك الوقت، كما أطلب التحقيق فيما جرى عليّ بعد ذلك في مكان التوقيف، كما ذكرته سابقاً، مع ضمّ الرسائل الأربع التي أرسلتها إلى إدارة السجن اثناء ذلك، والتحقيق مع العاملين بالسجن والموقوفين الآخرين للتأكد من صحة ما ذكرته آنفا".

ويضيف الخواجة " كما أنه وفقاً للمعايير الدوليّة فإن احتجاز أي شخص بشكل منعزل ولمدة طويلة - وفي حالتي أي حوالي 17 يوما انفراديا- وبعيداً عن الاتصال بالمحامي أو أي جهة اخرى فان ذلك يسهّل إمكانية وقوع التعذيب، ويؤكد شبهة أخذ الأقوال بالقسر، وتلاشي آثار التعذيب الظاهرية طيلة تلك المدة".

ويتابع بالقول " كما إنني أصرّ على أنني ناشط حقوقي مستقل، ولا أنتمي لأية جماعة، وأن جميع ما صدر عنيّ من أقوال هي أقوال لاحقة للأحداث وليست مُنشئة لها، ولا تتضمن أي تحريض، حيث إن التحريض هو ما يؤدي إلى الأعمال التي يجرّمها القانون، وكانت تلك الأقوال جميعها تؤكد على سلميّة النشاطات التي لم يكن لي دور في إنشائها أو تنظيمها، كما أن قانون الإرهاب والمواد المتعلقة بأمن الدولة في قانون العقوبات البحرينيّ تتعارض مع مضمون المواد المتعلقة بالحريات والحقوق في دستور البحرين، وتتعارض مع المعايير الدوليّة والتزامات البحرين بمواثيق حقوق الانسان، وبالتالي فإنها قد تستخدم بتجريم ممارسة حقوق أساسيّة مثل حق التعبير عن الرأي".

■  المعذّب الغيث يكذب ويعترف

بعد كل ما جرى من هجوم وحشي على منزل الخواجة وضربه وتعذيبه أمام أهله، حتى سالت الدماء من أنحاء جسمه وكسر فكّه، كتب النقيب في أمن الدولة بدر الغيث - وهو قائد الوحوش التي اعتدت على الخواجة- في محضر إلقاء القبض على الخواجة "بناء على الأمر الصادر من معالي القائد العام لقوة دفاع البحرين بإلقاء القبض على المتهم عبد الهادي الخواجة، فقد وردت إلينا معلومات من مصادرنا السرّية تفيد بوجود المتهم المذكور بمنزل المدعو وافي كمال يوسف في المقشع".

ويضيف في روايته الملفقة " انتقلت يوم الجمعة الموافق 8/4/2011 الساعة الثانية والنصف صباحاً إلى العنوان(...)، وبرفقتي قوة من قوات الأمن للتأمين، وفور وصولي قمتُ بالطرق على باب المسكن فلم يفتح أحد، فأمرت القوة المرافقة بفتح الباب لتنفيذ أمر إلقاء القبض على المتهم، وبالدخول إلى المسكن حيث شاهدنا المُتحرّى عنه موجودا في إحدى الغرف(...)، وعليه أفصحت له عن شخصيتي والأمر الصادر بإلقاء القبض عليه، فلم يمتثل لنا وحاول التعدّي علينا وعلى القوة المرافقة، وعليه قمنا باستخدام القوة المناسبة وطرحه أرضاً للسيطرة عليه وضبطه".

يضيف " قمنا بإلقاء القبض على المتهم، كما تمّ عرض المتهم المذكور على مستشفى الأمن العام لبيان ما به من إصابات من جراء مقاومتي والقوة المرافقة حال القبض عليه، وقد قامت المستشفى بإحالته للمستشفى العسكري، حيث تم احتجازه تحت الملاحظة الطبية ".

يحاول الغيث في محضره الكاذب إسباغ الطابع الإنساني والأخلاقي للهجوم البربريّ الذي يعترف أنه نفذه مع عصابته عند الثانية والنصف بعد منتصف الليل، كما يعترف أن وحشية ذئابه تسببّت في إصابة الخواجة.

أما عبد الهادي، فلم يفوّت في التحقيق مع النيابة العامة فرصة تكذيب تلك الإفادة الملفقة، وقال " إن ما ورد في إفادة القبض عليّ غير صحيح بتاتاً، حيث إنني في الخمسين من العمر، ووزني لا يتجاوز الستين كيلو، وكانت القوة التي جاءت للقبض عليّ مكوّنة من حوالي 15 إلى 20 شخصا"

ويضيف " من خلال التجارب السابقة في نشاطاتي وفي المرّات التي تم إلقاء القبض عليّ، لم أقم قط بمقاومة أي محاولة إلقاء قبض، وأنا أعتقد بأن هذه التهمة وردت لتبرير الاعتداء الذي حدث عليّ وتسببّ لي بإصابات بالغة لم تزل آثارها، وهناك شهود في المبنى شاهدوا ما حدث بالضبط. وهل يتسببّ استخدام القوة المناسبة في إحداث هذه الأضرار البالغة؟!".

■ لا أشعر بأي ندم

الخواجة أنهى عمله بدوام كامل في منظمة (فرونت لاين)، وكان حينها مستقراً في إيرلندا، وحوّل وظيفته كـ"مستشار" بدوام جزئي بعد أن اندلعت أحداث ثورة 14 فبراير/شباط، ليتمكن من العودة إلى بلده والمشاركة في مطالبات التحوّل الديموقراطي وتوظيف خبرته الحقوقيّة في إثراء الحراك حسبما قال، وبعد كل العذابات التي لقيها جرّاء عمله ونشاطه، في رسالته التي أرسلها إلى وزارة الخارجية الدانماركية (حصل على اللجوء السياسي في الدانمارك منذ 1989 وعاش هناك مع عائلته حتى عام 2001) كتب في تلك الرسالة التي أرسلها من داخل السجن "لا أشعر بأي ندم"(2)

خديجة الموسوي - زوجة عبد الهادي الخواجة- كتبت في صفحتها على تويتر في الرابع من مارس/آذار الجاري، وبعد أكثر من أسبوعين قضاها الخواجة عازفاً عن الطعام بإرادته إثر إعلانه الثالث بالإضراب عن الطعام، "ما أحبه في زوجي كثيرا أنه لا يهم مقدار المعاناة ولكن دائما ينهي المكالمة بنكتة ليغلق الهاتف وهو يسمعني أضحك، فما أروعك يا عبد الهادي".

وكتبت عنه أيضاً " يقول إنه يحبّ الحياة، لكنه يحبّ الحرية أكثر، لذلك فإما الحياة بحرّية أو لا حياة". ويطلق شباب 14 فبراير/شباط على عبد الهادي الخواجة، لقب "مدرسة الصمود"، وهو كذلك.

الهوامش:

    •    أقوال عبدالهادي الخواجة، مأخوذة من محضر تحقيق النيابة العسكرية مع عبد الهادي والذي بدأ في الثامن والعشرين من فبراير/شباط 2011، أي بعد 19 يوما من اعتقاله، مع تصرّف بسيط في صياغة بعض العبارات.

    •    وصلة خبر صحيفة كوبنهاغن بوست الدانماركية.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus