مرآة البحرين: وجهت المعارضة البحرينية رسالة مفتوحة اليوم الخميس إلى القمة العربية المنعقدة في بغداد، طالبت فيها الزعماء العرب اتخاذ موقف مما يجري في البحرين. وقالت جمعيات "الوفاق" و"وعد" و"الوحدوي" و"القومي" والإخاء في البيان الذي تلي عقب اعتصام أمام مبنى الأمم المتحدة وسط العاصمة المنامة "نقول لكم وأنتم تجتمعون في بغداد إن تجاهلكم لقضية البحرين هو كمن يغطي الشمس بغربال، ولن ينفعكم ذلك كما لم ينفعكم من قبل التغطية على حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبدالله صالح وغيرهم".

وتجمع الآلاف من المحتجين أمام مبنى الأمم المتحدة، وهم يرتدون الكمامات ويلوحون بعبوات الطلقات التي تلقيها قوات الأمن بشكل يومي على القرى المعارضة وسط الأحياء الآهلة.

وأضافت الجمعيات في البيان الذي ألقاه عضو المكتب السياسي بجمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" يوسف الخاجه "نعلمكم إن شعبنا باق في الساحات حتى يحقق مطالبه العادلة، سواء أدرجتم قضيته أم أهملتموها. فليس أمامنا إلا أن نكون أحرارا في بلادنا".

وتابع في كلمته "وأنتم تجتمعون نحاصر نحن في مناطقنا، ونتنفس الغازات السامة، يختنق بعضنا من استنشاق الغازات فيقضي شهيدا. فيما يسقط بعضنا بالرصاص الحي، وبعضنا برصاص الشوزن المحرم دوليا، وآخرون تحت التعذيب".

وشهد الاعتصام أيضاً إلقاء كلمات باسم الطلبة الجامعيين المحكومين، والعمّال العائدين، إضافة إلى النائب الوفاقي المستقيل مجيد السبع.

السبع

واعتبرت الجمعيات أن "بيت الأمم المتحدة ومن فيه يدركون ويعرفون ما نعاني منه في هذا البلد، ويرسلون تقاريرهم إلى نيويورك حيث المقر الرئيسي، لكن النتيجة ليست كما يجب، وكأن شعب البحرين لايستحق العيش بكرامة وعزة وحياة كريمة كباقي شعوب الأرض". وقال الخاجه "انتظرنا الحكم أن ينفذ تعهداته التي أعلنها أمام العالم بأن يطبق توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق ويفرج عن المعتقلين الذين يقول التقرير إنهم حوكموا بخلاف القانون ويجب الإفراج عنهم، وانتظرنا إعادة المفصولين إلى مواقع عملهم كما كانوا، لكنه لم يفرج عن المعتقلين ولم ينفذ توصيات التقرير كما يجب".

وخاطبت الجمعيات زعماء الدول العربية "أتيتم من قصوركم إلى قصر القمة، هل شعرتم بالآم الأمة؟ هل فهمتم معنى التدخل الخارجي الذي يعتبر مساسا بسيادة دولكم؟ نحن نعاني منه هنا في البحرين حيث جاءت الدبابات والمدرعات ليزداد القمع والقتل". وأضاف الخاجه "نعرف أن الوضع في البحرين ليس من أولوياتكم، فأنتم تمثلون الأنظمة التي هوى بعضها بينما سارع بعضها وأحدث إصلاحات ذات مغزى لتفادي مصير الزعماء الذين تم إسقاطهم بقبضات شعوبهم".

وتابع "إننا في البحرين، وحيث لم تدرجوا قضيتنا وأزمتنا على جدول أعمالكم، فإننا نذكركم بشيء مما يحصل في بلادنا (...) لقد انتفض شعبنا في الرابع عشر من فبراير 2011، مطالبا بشراكة حقيقية في صنع قراره الحالي والمستقبلي ولم ينتظر أحدا من الخارج ليدله على طريقه الذي يعرفه منذ قرابة القرن من الزمان". وذكر بأن "شعب البحرين يريد صيغه دستورية ديمقراطية، تحقق فعلا الشعب مصدر السلطات جميعا. يريد حرية الرأي والتعبير على قاعدة الرأي والرأي الآخر. يريد الديمقراطية الحقيقية في مجلس منتخب كامل الصلاحيات ينفرد بالتشريع والرقابة. يريد حكومة منتخبة تمثل الإرادة الشعبية كما هو متعارف عليه في الدول التي تسير على طريق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان". ومضى قائلاً "إن شعب البحرين يريد دوائر انتخابية عادلة تمثل الصوت المتساوي لكل مواطن. يريد سلطة قضائية مستقلة ونزيهة. يريد أمنا للجميع يشارك فيه كل أبناء الوطن دون تمييز. يريد المواطنة المتساوية لجميع مكونات الشعب البحريني وأعراقه. يريد حماية ثروات البلاد من المتنفذين الذين يستولون على الأراضي والبحار والثروة الوطنية. يريد مكافحة التجنيس السياسي الذي يهدر ثروات البلاد ويدمر النسيج الاجتماعي".

وتساءل "أليست هذه أبسط حقوق الإنسان التي تتبجحون بها؟ هذا ما يريده شعب البحرين. فلماذا تسكتثرون عليه أن يكون حرا؟". وقال الخاجه "نقول لكم وأنتم تجتمعون في بغداد (...) إننا ندافع عن حقوق شعبنا المشروعة (...) ولن ننتظر منكم قرارا لن يأتي من قمة مثل قمتكم" على ما جاء في البيان.