التعليق السياسي: بعد 23 مايو.. دَيْنُ الدّم
2017-05-27 - 11:28 ص
مرآة البحرين (خاص): لقد دخل 23 مايو تاريخ الحرية، أما هذا النظام الأرعن فقد راكم سجله في تاريخ العار، بدل أن يثبت شرعيته بأصوات شعبه، أخذ يُمعن في وحشيته بامتصاص دمائهم، ليس أهلاً لأن نرشقه بدماء شهداء الفداء، لن نستعمل هذا الدم المقدس إلا زيتاً وناراً يدلنا على الحرية، لن نلوّث أطهر الدماء بأية غاية عدا إكمال مسيرة من ضحوا ومن اعتقلوا.
ستكون حريتنا التي سنحتفل يوماً بمهرجانها مدينة لهؤلاء الذين افترشوا الأرض والتحفوا السماء، لمن فارقوا أمهاتهم وزوجاتهم وأولادهم وتمسّكوا بالأمل، هذه الحرية مدينة لمن ركضوا حفاة نحو المدرعات وقوات الكومندوز من المرتزقة الجفاة الأجلاف، الذين باعوا إنسانيتهم بثمن بخس لطاغية يشتريهم ويستأجرهم من كل مكان.
لم يكن في الدراز ثمة إرهابيين أيها العالم، ولم تكن هناك عملية لمكافحة الإرهاب، كانت هناك جريمة ومجزرة، كانت هناك استباحة، لا حاجة للجان تحقيق ولا فرق استقصاء، فالدم المسفوك هو دمنا، والبلدة المستباحة هي بلدتنا، والهدف المقصود هو رأس من خط دستور البحرين، والمنازل المُقتَحَمة هي منازلنا، ومن ضُربت هي نسائنا، والجرحى هم أهلنا، فمن هو الإرهابي؟
لنسأل من قالوا إنهم مع النظام في عمليات مكافحة الإرهاب، كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية وهي أفضل من تحدث، كم سيارة مفخخة انفجرت في الدراز؟ كم شرطيا مات في الدراز؟، كم سيارة أمن احترقت في الدراز؟ كم رصاصة أطلقت من جانب المتظاهرين في الدراز، كم قنبلة عثر عليها في الدراز؟ الجواب هو: صفر على شمالكم. وصفر كبير آخر لكل القيم التي تشدقت بها المنظومة الغربية من واشنطن ترامب، حتى لندن صانعة الطغاة.
ارتكب النظام مجزرة فينا في وضح النهار، بعد يومين فقط من لقاء الرئيس الأميركي بالملك المجنون، وبعد يوم واحد من لقاء قائد قوة الدفاع المشير القاتل مع قائد الأسطول الخامس الأميركي في المنامة. هذه هي الحقيقة الأوضح المدعومة بكل الدلائل وأولها دمنا، نتهم هذه المنظومة كلها بالدعم المتكامل للنظام القاتل، سلاحاً وتدريباً، ودعماً استخبارتيا وسياسيا.