مذكرات 2017: البحرين بلا صحيفة مستقلة بعد إيقاف الوسط

2017-12-30 - 6:16 م

مرآة البحرين (خاص): قررت السلطات البحرينية إخماد الصوت الإعلامي المستقل الأخير بقرارها إغلاق صحيفة "الوسط" المقربة من المعارضة، في حملة قمع هي الأقسى على المعارضة منذ العام 2011.

وشهد العام 2017 إيقافا مؤقتا لصحيفة الوسط إلكترونيا (16 يناير/كانون الثاني 2017)، بعد نشرها صور 3 شبان تم إعدامهم رميا بالرصاص (الشاب عباس السميع، الشاب علي السنكيس، الشاب سامي مشيمع)، خلافا للتعليمات التي تلقتها الصحف المرخصة في البلاد.

لكن الصحيفة عادت بعد أيام معدودة (19 يناير/كانون الثاني 2017) للنشر الإلكتروني، إثر انتقادات من الخارجية الأمريكية للقرار، إلا أن أيامها كانت معدودة، بعد قرار مبيت بإغلاقها نهائياً في منتصف العام الجاري (4 يونيو/حزيران 2017).

ورافق إغلاق الوسط حملة أمنية أدت لفض اعتصام الدراز بالقوة، كما شهدت الفترة ذاتها عودة جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقاً) إلى نشاطه العلني في الاعتقال والتعذيب وتلفيق القضايا للنشطاء والمعارضين.

وعلى الرغم من وعدها بالتعليق على قضية إغلاق الوسط، لم تتطرق الخارجية الأمريكية للأمر في أي من مؤتمراتها الصحفية، فيما اكتفت الحكومة البريطانية بالقول على لسان الوزير أليستير بيرت أنها "تراقب عن كثب" إغلاق الوسط، وذلك بعد شهر كامل على إغلاقها بقرار حكومي.

في 18 يونيو/حزيران نشرت صحيفة الأيام المملوكة لمستشار الملك الإعلامي نبيل الحمر، خبرا مفاده أن وزارة الإعلام تقدمت بشكوى جنائية ضد صحيفة الوسط، وفي 26 يونيو/حزيران قررت الوسط تسريح العاملين فيها، وأبقت على السجل التجاري أملاً في عودة الصحيفة إلى العمل في أي وقت آخر.

لم يتوقف التحريض على صحيفة الوسط يوما، منذ اندلاع الاحتجاجات في 2011، كانت الصحيفة ورئيس تحريرها منصور الجمري، وطاقم عملها، عرضة للاستهداف من قبل قوات الأمن، ومغردين تابعين للنظام في وسائل التواصل الاجتماعي.

*مسلسل الاستهداف:

تعرضت الصحيفة في 3 أبريل/نيسان 2011 لإيقاف قسري مع أخذ الجيش لزمام الأمور في البلاد، وعادت بعد يوم واحد إثر تسوية أفضت إلى إبعاد مؤقت لرئيس تحريرها وطاقمه الإداري بعد اتهامها ببث أخبار كاذبة، ولاحقاً في 6 أغسطس/آب 2015 تعرضت الصحيفة للإيقاف بقرار من هيئة شئون الإعلام لمدة يومين، بسبب "مخالفتها القانون وتكرار نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات البحرين بالدول الأخرى".

ومع مطلع العام 2017 توقفت النسخة الإلكترونية من صحيفة الوسط «الوسط أونلاين» لثلاثة أيام (16 - 19 يناير/كانون الثاني 2017)، فيما أوقفت الوسط الإلكترونية والورقية في 4 يونيو/حزيران، وما بين الإغلاق الأول والإغلاق الأخير، لم يسلم الطاقم العامل في صحيفة الوسط من الاستهداف، لكنها على الرغم من إغلاقها، تم ترشيحها من قبل مراسلون بلا حدود ضمن 18 مرشحاً لنيل جوائز المنظمة للعام 2017.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus