مذكرات 2017: وفاة البروفيسور شريف بسيوني رئيس لجنة تقصي الحقائق في البحرين

2017-12-30 - 7:08 م

مرآة البحرين (خاص): شهد العام 2017 وفاة أستاذ القانون القاضي والمحقق الدولي محمود شريف بسيوني الذي ترأس اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في الأحداث التي وقعت خلال العام 2011. وتوفي بسيوني (25 سبتمبر/ أيلول 2017) عن 79 عاماً في مستشفى بمدينة شيكاغو الأمريكية بعد صراع مع مرض السرطان.

وعلق المحامي عبدالله الشملاوي، أحد أبرز المحامين البحرينيين وصاحب "مكتب الشملاوي للاستشارات القانونية "رحمة الله على بسيوني ورحمة الله على تقريره الذي كان خارطة طريق لكنه مات قبل موت بسيوني بسنين". ورأى الأمين العام المساعد للاتحاد العام لعمال البحرين كريم رضي إن بسيوني "عمل بمهنية وشرف وقال للتاريخ كلمة حق".

وزير الخارجية البحريني نعى بسيوني على حسابه في تويتر، مؤكدا بأنه "قال الحق ولم يزد عليه شيئاً، رحم الله البرفيسور محمود شريف بسيوني، تعازينا لأسرته ولبلده الشقيقة مصر" حسب تعبيره.

وقد حفز تعليق وزير الخارجية رئيس اللجنة المركزية في جمعية "وعد" اليسارية المعارضة، يوسف الخاجة، للرد عليه قائلاً "بسيوني قال إن من تم اعتقالهم سجناء رأي، وقال: لم يثبت تدخل إيران في أحداث البحرين، فلِم تم تجاهل هذه الحقائق؟"، مضيفاً "من يرحل يترك وصية وبسيوني ترك توصيات وجبت التنفيذ"، وفق تعبيره.

وقدمت سفارة البحرين لدى الولايات المتحدة واجب العزاء إلى أسرة محمود شريف بسيوني قائلة إن وفدا من قبلها قام بزيارة أسرة شريف بسيوني لتقديم واجب العزاء برحيله. وذكرت أن بسيوني "ترأس بأمانة ومسؤولية اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق (...) وأكد في زيارته الأخيرة إلى المنامة في مايو 2016 أن الحكومة البحرينية تجاوزت أحداث عام 2011 من خلال منظومة متكاملة من الإصلاحات والإجراءات الفاعلة في ظل المشروع الإصلاحي"، وفق تعبيرها. يأتي ذلك رغم أن بسيوني صرح قبيل وفاته بأن "البحرين لم تنفذ سوى 10 توصيات فقط" من أصل 26 توصية نصّ عليها التقرير الذي وضعه والبالغ 612 صفحة.

وكتب بسيوني رسالة نعى فيها نفسه بنفسه وودع فيها معارفه وذلك قبل أيام من وفاته. وجاء في رسالته التي كتبها باللغة الإنجليزية ووقعها باسمه:

إنا لله وإنا إليه راجعون

خلال المرحلة الأخيرة من مرضي بالأورام السرطانية المتعددة لخلايا النخاع (مالتيبل ميلوما) ودورتين ونصف من العلاج الكيماوي، تأملت مع نفسي سيرة حياتي ومقاصدي وإيماني. فوجدتني أردد مرارا وتكرارا آية: "إنا لله وإنا إليه راجعون" وهي نفس المعنى الوارد أيضا في التوراة والإنجيل. لا يوجد اختلاف كبير طالما كنت مؤمنًا بالله الواحد.. وأنا مؤمن الآن بأنني راجع إلى الله.

منذ عدة سنوات رأيت زوجتي المرحومة "نينا" وروحها تفارق جسدها. كانت كل النوافذ مغطاة بالستائر في غرفتها بقسم الطوارئ في مستشفى نورث ويسترن، وكنت جالسًا في اتجاه آخر ليس ناحيتها، وإذا بي أسمع صوتا غريبا أقرب للرجات الصوتية من كونها حشرجة موت، التفت نحوها فإذا بأعلى جسمها يرتفع فعلا من فوق السرير بنحو ثلث متر وهي تحني رأسها للأمام والخلف ثم أغمضت عينيها وسقطت بجسدها مرة أخرى على السرير.

لقد شهدت بكل أحاسيسي وليس فقط جوانحي خروج روحها من جسدها. وظلت هذه التجربة محفورة في ذهني لأسردها في ذكراي وأعرب عن الفرصة التي منحني إياها الله سبحانه وتعالى من الوقت والجلد حتى أحكي قصة حياتي للآخرين. وهي أنها حياة كرستها لقيم ثلاث تعبر عنها تلك الأحاديث والأقوال الثلاثة المأثورة  "من رأى منكم منكرا فليغيره؛ بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان" النبي محمد. "إن أردت السلام، فاعمل على العدالة الاجتماعية" البابا يوحنا بولس الرابع. "العالم يستند على ثلاثة أعمدة: على الحقيقة، وعلى العدل، وعلى السلام" الحاخام سيمون بن جماليل".

أود أن أشكركم جميعًا على الدور المهم الذي لعبه كل واحد منكم في حياتي، من الصلات الشخصية التي تعطي الحياة بهجتها، إلى الدعم المهني الذي ساعدني على شق طريقي، إلى من سعى لعمل تغيير من أجل تحسين وضع البشرية. كم حظيت بنعم لاتحصى بمعرفة مثل هؤلاء الناس الرائعين.

 

 

 

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus