محمد التاجر: مبروك شَهِدتْ المخابرات بنظافتِك؟
أنور الرشيد - 2012-06-07 - 10:19 ص
مرآة البحرين: بدايةً أُقرّ بأنّ شهادتي بزميلي المحامي والناشط الحقوقي الأستاذ محمد التاجر قد تكون مجروحة، لمعرفتي بشخصه الكريم، وتيقّني بأنّه من أنظف الشخصيات التي تعرّفتُ عليها.
ما حصل للأستاذ محمد التاجر من تشويهٍ مُتعمّد يطعن به وبأخلاقه أعتبره شهادةً بنقائه، ونظافة سيرته، التي سطرها بوجه أعداء الحرية والديمقراطية، من خلال دفاعه عن كلِّ مظلوم في دولةٍ لم يعُد فيها أحد لم تطله يد الظلم، لا سنّي، ولا شيعي، ولا امرأة، ولا طفل، ولا شيخ، ولا شاب، ولا فتاة، فالجميع ذاق المر على يد هذه السُلطة، التي لا أعتقد أنّها قادرة على إعادة إنتاج نفسها لتظهر مرّةً أُخرى -كما حصل في عام 2000- بأنّها سُلطة تحترم شعبها ونفسها، فقد كتبوا بيدهم نهايتهم ولم يُجبَروا عليها.
ولكي يطمئن الأستاذ محمد التاجر أقول له: نم قرير العين، فأنتَ أكبر من أن يستطيع جهازٌ فاسد أن يُشوّه سُمعتك ومقامك العالي لدينا، فأساليب المخابرات لم تعد خافيةً على أحد، والشواهد على ذلك كثيرة، وأذكر منها النائب الكويتي أحمد الشريعان الذي تحدّث في البرلمان، في مُنتصف تسعينيات القرن الماضي، عن أهمّية فصل ولاية العهد عن مجلس الوزاء. ذلك الحديث الذي كان من المُحرّمات التي لايتحدّثُ بها أحد. ولكنّه امتلك الشجاعة، وتحدّثَ في البرلمان مُطالبًا بفصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزاء، التي كانت في عهد الشيخ سعد العبدالله. وما هي إلا فترة قليلة، حتى ظهرت إشاعةٌ تداولها الجميع بإلقاء القبض عليه مع فتاةٍ في الصحراء، رغم كبر سنّه، ومقامه، وشخصيته الوطنية، وسيرته النظيفة. وبطبيعة الحال لم نكن لنصدّق هذه الإشاعة، ولكنّها لتحطيم من تجرّأ وتحدّثَ بحديثٍ غيرمألوف. لاحقًا اتضحت الحقيقة بأنّ هذه الإشاعة ما هي إلا لترهيب من يتحدّث بهذا الحديث.
وأيضًا قصةٌ أخرى، حصلت مع زميلي زايد الزيد، المُدافع والمحارب الشجاع، الذي تصدّى لقوى الفساد، وفضحهم في أكثر من سرقة كادت تُكلّف البلد مليارات، وتصدّى له الفاسدون وحرّضوا صبيانهم لمحاولة اغتياله. في عُقر دارنا، بعد أن فرغنا من ندوة كنّا نتحدّثُ بها عن مافيا الفساد، تعرّض بعدها مباشرةً لمحاولة اغتيال، وكان الله في حمايته ولَطَفَ به وأنقذناه. وبعد التحقيقات التي لم يُستدل بها على الجاني، روّجوا بأن وراء عملية الاغتيال قضيةً أخلاقية، حتى يلفتوا النظر عن هذا الحادث. وإلى يومنا هذا رغم كل المحاولات التي يحاولها الفاسدون ب(طمطمة) القضية وحفظها، لا زال يرفض حفظها، ولا زالت مفتوحة ولم يُستدل الستار على الجاني.
وحادثة أخرى حصلت للنائب أسامة التميمي الذي تحدّث في البرلمان في موقفٍ مشهور وجريء، أُطلق على محلِّه النار من أسلحة لا يستخدمها إلا الأمن. ومحلات جواد السوبر ماركت شاهدنا كيف يتمُّ تحطيمها من أُناس بزيّهم الرسمي. وحتى من يُطلقون الغازات المُسيلة للدموع داخل البيوت، ومن يُحطّمون سيارات المواطنين. هؤلاء هم عديمو الأخلاق، وليس أنت يا أستاذي، فأساليب المخابرات معروفة بقذارتها، فهم يستخدمون كلَّ الوسائل المُمكنة، الأخلاقية وغير الأخلاقية، لثني النشطاء عن تأدية واجبهم الأخلاقي، فتأكّد يا سيّدي العزيز بأنّ ما يُروّجه عنكَ النظام الفاسد هو وسامٌ على صدرك، وهو شهادة بأنّكَ من أنظف وأخلص الناس، وكما يقول المثل "لايُقذف إلا الشجر المثمر".
وأخيرًا كنا في فترة الثمانينيات، عندما نقرأ أنَّ إحدى الصحف الصفراء المشهورة تنتقد شخصية، وتُحاول أن تُسفّهها، وتنعتها بأقذع الأوصاف، نقول له مبروك فاسمك اليوم ظهر على الصحيفة الصفراء، وهذه شهادةٌ بأنّك من أنظف الناس. لذا اعتدنا يا أستاذ محمد على هذه النوعية من البذاءات التي تصدر من أجهزةٍ لا همَّ لها إلا تشويه صور وأسماء الشرفاء، فافرح بهذه الدعاية المجّانية التي يسدونها لك، فسمعتك أكبر من أن يستطيع جهازٌ ينخره الفساد أن يلوّثها، فألف مبروك لك هذه الشهادة.
أنور الرشيد
* الأمين العام للمنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني
*ينشر بالتزامن مع منتدى حوار الخليج
@anwar_ alrasheed
@gulfdf