محمد الزياني: هدم مسجد واحد يكفي ليطيح بالمشير، ومطالب المحمود ليست عند الشيعة! (2-3)

2012-06-08 - 8:04 ص


مرآة البحرين (خاص): أكثر ما يجذب جماهير المعارضة لتغريدات الزياني في تويتر هي انتقاداته الصريحة واللاذعة للنظام الحاكم، رغم كونه ينتقد الجميع. كذلك فللزياني وقفات صارمة في وجه الاعتداءات التي تتعرض لها بعض الأحياء الشيعية على يد مدنيين مسلحين، وهو يعبر عن أسفه وامتعاضه الشديد دوما من هذه التصرفات.

سنقدم في هذه الحلقة رأي الزياني الخاص في حراك المعارضة وفي ثورة اللؤلؤ، وكذلك في ردة فعل التيار السني وما يجب أن يبادر إليه اليوم. سنقدم أيضا قراءته الخاصة لتهمة الدعم الإيراني للمعارضة من جهة وتدخل قوات درع الجزيرة في البحرين من جهة أخرى.

وسيتحدث الزياني طويلا عن حملة القمع التي تعرض لها جمهور المعارضة، وسيطالب بإقالة المشير!

الحكومة تعبث بالانتخابات للاستمرار في الفساد والتضليل

"السنوات ما قبل 14 فبراير، أتمنى إن شاء الله أن لا تتكرر، لأن الحكومة ساهمت بشكل كبير في فسادها" يعيد الزياني الإشارة إلى تقرير الرقابة المالية كمثال بسيط "المواطن لا يعلم ماذا يحدث، لكن حين تأتي الدولة وتقول فلان أخذ، فلان فسد، فلان سرق فماذا تتوقع من المواطن؟ الدولة نفسها ساهمت في نشر الفوضى فلولا هذا التقرير لم نكن لنعلم ماذا يحدث في البلد.

في مقابل هذا الحكومة أعطت الناس حق انتخاب السلطة التشريعية والرقابية، لكن هذه السنوات العشر كانت الانتخابات تدار فيها بشكل مضحك من قبل الحكومة، فهي تمنح اختيار 40 نائبا وتضع عليهم 40 في الشورى، ثم تتدخل في الـ 40 الذين يختارهم الشعب! ليس هناك مانع من اختيار هذا الشخص إذا كان الشعب يريده فعلا، لكن أن ينتخب لأن الحكومة تريده فهذه مصيبة، حتى إذا أصبح نائبا اشتريت ذمته، وانضم للمفسدين، وهكذا إلى أن يستوزر وتلك مصيبة أكبر.

دوار اللؤلؤة كان لإسقاط النظام وتغيير الأسرة الحاكمة

"حتى لو كنت نزيلا دائما في الدوار أحضر هنا وهناك بشكل متكرر، فأنا أعرف خلفية هذا   الحراك. من معيار حقوقي ما حدث في الدوار ليس قضية تصحيح وتصليح، هو أبعد بكثير. ما حدث في الدوار لو نظرت لهُ كمحلل سياسي، ذي هدف يصل لأعلى سقف بغض النظر عن بداياته الأولى".

من قام بحركة الدوار ليست الوفاق حتى نقول الوفاق تريد الإصلاح لا الإسقاط، وإنما هم شباب   يريدون نسف كل شيء، أنا تحاورت مع الأستاذ حسن مشيمع ولي جلسات مع أكثر الناس تمردا وكذلك على البالتوك وأعرف إلى أين يتجهون. كلمة الأستاذ عبد الوهاب مع بداية حركة الدوار "يسقط من يسقط" ماذا كانت تعني؟ هل يريده أن يسقط من أجل أرض أو راتب؟ حسب تصوري، الحركة من الصفر بدأت من أجل إسقاط نظام البحرين و تغييره، الدوار كان خطوة لتغيير الأسرة الحاكمة.

"لو كان الأمر بيد خليفة بن سلمان لما بقيتم دقيقة واحدة" هكذا كان الزياني يقول للشباب في الدوار "أنتم الآن تحولتم من حركة تصحيح إلى تغيير، وخليفة بن سلمان بخبرته يعلم بالضبط إلى أين سيؤول هذا التجمع، هذا الرجل بغض النظر عن صلاحه أو طلاحه هو ينظر ويعلم بدقة ما ستؤول إليه الأمور والهدف منها"

حركة الدوار كما يراها الزياني حدث قد وقع، وكان من المفترض أن نتعامل معه.

السني لم يقع عليه خطر و"راعي النصيفة سالم"

في نظر الزياني أن من خرج في الدوار خرج لقلب نظام الحكم، وأن سقفهم تغيير النظام "لكن أنا ممكن أن أتحرك بطريقة أخري بحيث هم يستفيدون ويصلحون وأنا أستفيد، حتى لو كانت جماعتي   40% من السكان والانقلابيون 60% إلا أن القوة العسكرية للدولة والاعتراف الدولي في صالحي، ومن العقل أن أتركهم يصلحون ولا أخاف من أن يسقطوا النظام!"

المطلوب من الشيخ المحمود ليس أن يقول "نحن هنا لنا مطالب" فمطالبه ليست عند الشيعة وليست في الدوار، المفترض أن يذهب بمطالبه للرفاع وإذا لم تتحقق فيقول بأنه سينضم للمعارضة لا أن يجعل من نفسه معارضة للمعارضة، وقد قلت له ذلك شخصيا وذكّرته بأنه هو نفسه قال بأن 80% من مطالبه تتوافق مع مطالب الدوار. هذا ما يجب أن يفعله لكن ما يمنعه أن هناك شيئا يدار في الخفاء! لا نريد ال 80% من المطالب، يكفينا 70 ,60 وحتى النصف "وراعي النصيفه سالم يا دكتور"

السني لم يقع عليه خطر من الشيعي   لكنه اصطف إلى جانب الحكومة ليحتمي بها عندما هدد بإيران والصفوية والجمهورية. لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة حتى يدخل البعض في محاولات للإصلاح بينهما، هناك جهة عارضت النظام، وهناك من وقف مع هذا النظام، وأقلية من السنة اصطفت مع الجهة المعارضة والأكثرية اصطفت مع النظام، هذا هو الحال لا أكثر.


المعارضة قد تكون مدعومة من إيران وذلك ليس مستغربا

   &&qut2&&
حول أن تكون المعارضة مدعومة إيرانيا يقول الزياني "لا أستبعد أن المعارضة تحصل على دعم إيراني، وهذا ليس خطأ، فعندما يتم الإعلان عن أي انقلاب في جميع أنحاء العالم، يطلب العون من الدول القوية المؤثرة والتي قد يكون لها مصلحة في المساعدة، حركة مصر مثلا أعلنت الانقلاب واجتمعت بالسفارة الأمريكية، هذا الأمر طبيعي"

درع الجزيرة دخل لحماية مواقع خليجية ولم نكن نحتاجه

دخول درع الجزيرة لم يكن يؤثر عسكريا، هي مسألة إخلاء. لكن بخروج قوات الجيش والحرس الوطني للشارع فقد يحدث فراغ في المنظومة الخليجية. درع الجزيرة لم يدخل لحماية البحرين من خطر داخلي وحتى القوة البحرينية الملحقة بدرع الجزيرة لم تتدخل في الجزء المحلي، بل دخل لشغل أماكن تابعة للخليج في مواقع مرتبطة بمجلس التعاون ويجب أن تشغل.

أنا ليس لدي أي تحسس من أن يدخلوا البحرين فهذه بلدهم ومواقعهم ومن المفروض أن يكونوا متواجدين فيها من سنوات، هم دائمو التواجد في السعودية على سبيل المثال، لكنني تضايقت من دخولهم، لأننا كنا نستطيع أن نحل مشكلتنا عسكرياً لوحدنا عندما يقرر النظام الحل العسكري، في الأحداث الأخيرة لم تشارك ولا 10% من قواتنا.

ما يقال من أن دخول درع الجزيرة هو لحماية منشآت حكومية أنا لا أعلمها! لكن هم في المعسكرات و لم ينزلوا الشارع ولا أقبل أن يقول لي أحد إن شرطيا ما كلمني بلهجة سعودية، البحراني يتكلم بلهجة عراقية أحيانا وهذا لا يعني أنه عراقي.

لماذا دخل درع الجزيرة البحرين وقت الضربة ؟ يسأل أحدهم، ويجيبه الزياني "لأن الحاكم العسكري يحتاج لكل قواته في حال ساءت الأحوال، وذلك ليس ليقتل أو يقاتل، بل لأنه قد يحتاج الجيش بالكامل لتقطيع البلاد مثلا، وإقامة نقاط تفتيش، وهناك مواضع في الخليج تعتبر تابعة لكل الخليج، هي نقاط مراقبة ومنصات صواريخ وأسلحة جوية لا بد أن تشغل"

هل دخول درع الجزيرة له بعد سياسي؟ يسأل آخر ويرد عليه مقرا "نعم له بعد سياسي ورسالة للخارج"

كل حركة ينتج عنها خراب وقد نحتاج للقمع

"في الدوار الحكومة استهدفت الخارجين عن القانون، كنت مع رضي الموسوي في الدوار و كان هناك أيضا إبراهيم شريف وعلي سلمان، أنا تحدثت في الخيمة وهم تحدثوا في المنصة، كلنا شاركنا لكن الحكومة حاسبت من أساء لسيادة الدولة ومن أساء للقانون"

الحكومة تعاملت مع الخارجين عن القانون في الدوار، واستهدفت السنة أكثر من الشيعة مثل البوفلاسة الذي لم يقل كلاما خارجا عن ما يقوله أبسط مواطن لكنها قبضت عليه لصفته العسكرية ومخالفته لقانونه العسكري.

أي حركة تحدث ينتج عنها خراب، دخلت في حوارات عما حدث مع الكثير من المعارضين في الدوار، وكنت كل ليلة أذهب وأصلي المغرب والعشاء وأحضر الندوات التي تقام. الأمر الذي حدث في الدوار هو نفخة غير واقعية في إحساس المواطن وقوته وهذه النقطة جداً مهمة. المواطن ظن أنه يستطيع أن يقود الحكومة فكان يشتم فلانا وفلانا ويهدد السنة بهذا الشعار (انتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة) و(ارحلوا)

من ناحية أمنية قد أحتاج للقمع لأكسر الغرور الفاسد في البعض، ما حدث في الدوار من مبالغات أمر مرفوض، فرض حواجز وقطع طرق وغيرها، هذا خلل أمني زاد عن حده. لكن ردة الفعل كان يجب أن تكون في حدود التأديب القانوني بحيث لا يتأذى أي أحد.

ما قامت به الحكومة فيه كثير من العنجهية، أي مشتبه أو موشى به كانت أجهزة الأمن تعتقله، ثم يعذب ويطرد من العمل، ولم يسلم شيعي من دائرة حمراء على وجهه. كثير من الأمور لم نكن بحاجتها، حتى الموقع المخصص لسقاية المياه باسم الحسين دخلته القوات وأزالته!

هدم مسجد واحد يكفي ليطيح بالمشير

جلست مع كثير من المعتدلين وسألتهم عما تعرضوا له، كنت أسأل نفسي هل من اغتصبهم بشر فعلا؟   أنا لا أقبل أن يكون هناك اعتداء جنسي على رجل أو امرأة ولا طفل، وحتى المحكوم بالإعدام يفترض ألا تستباح حرمته، ولكني لا أستطيع استيعاب أن عبد الهادي الخواجة تعرض لاعتداء جنسي بأوامر، أتصور بأنها أمور شخصية إن حدثت، وإذا كان الاعتداء ممنهجا فتلك مصيبة كبيرة.

الحكومة هدمت ربما 40 مسجدا، لو أن من بينها مسجد واحد فقط مسجل بشكل رسمي لكان لزاما أن يقال المشير خليفة بن أحمد فورا، لمسئوليته عن ذلك بصفته قائدا للجيش، فكيف   بخمسة مساجد مسجلة عند الوزارة، لا يحق لأحد حتى أن يدخلها ويلوثها، لذلك على النظام أن يحيل من حدد تلك المواقع وأمر بهدمها للمحاكمة، فالجيش منفذ لا مشرع ولا يوجد عنده قائمة المباني المخالفة والمبنية على أملاك الدولة أو أملاك خاصة، فمن قام بتحديد هذه المواقع يجب أن يطير.

بماذا خرج الناس بعد فترة مما حدث؟

الكل خسر. الجيش خسر سمعته عند الشيعة والأمن العام خسر ميزانيته والدولة خسرت اقتصادها وهناك قتلى في الشارع   من المواطنين، من الذي استفاد؟

حتى الرضيع تأثر بمسيل الدموع أو بابتعاد والده أو والدته عنه، الكل خسر في هذا الحراك بدءا من جلالة الملك إلى أصغر واحد في البلد. وها هي الدولة تبني المساجد التي هدمتها وتدفع رواتب كل المفصولين والموقوفين عن العمل بعد أن أعادتهم إلى أعمالهم. وتدفع المبالغ الكبيرة لترمم سمعتها عالميا أو لتقاوم ما أحدثته حركة الدوار إعلاميا.

الجزء الأول من الحوار مع الزياني


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus