ماذا تعرف عن النفط الصّخري؟ هذه أهمّ خمسة أشياء عليك معرفتها

صورة توضح عملية تكسير الصخور الميكروسكوبية من أجل تجميع النفط الصخري واستخراجه
صورة توضح عملية تكسير الصخور الميكروسكوبية من أجل تجميع النفط الصخري واستخراجه

2018-04-08 - 4:20 م

مرآة البحرين: في 2 ابريل/ نيسان الجاري أعلنت البحرين عن اكتشاف حقل ضخم للنفط الصّخري في المياه المغمورة وقالت إنه يعد الأكبر في تاريخها منذ حفر أول بئر نفطية في البلاد العام 1932. لكن من أجل فهم أكبر لهذا الاكتشاف لابدّ من العودة إلى تعريف المفاهيم. ما هو النفط الصخريّ حقاً وفي ما يختلف عن النفط التّقليدي سواء على صعيد التّكوين الطّبيعي والجدوى الاقتصاديّة. فيما يلي أهم أبرز 5 أشياء ينبغي عليك معرفتها عن النفط الصّخري:



ـــ لا يختلف النفط الصّخري عن النفط التقليدي؛ من حيث التكوين إلا في كونه يوجد داخل مسام صخور ميكروسكوبيّة مغلقة على هيئة تجاويف صغيرة موزّعة بشكل متفرّق ومن دون وجود رابط بينها. بينما النفط التقليدي فيوجد داخل مسام الصخور بشكل متواصل مع بعضه البعض. لذلك يتطلب استخراج النفط الصخريّ ما يُسمّى بعملية التكسير الّتي تحدث شقوقاً في الصخور من أجل السماح له بالجريان من داخل هذه المسامّ في اتجاه البئر ومن ثمّ تتمّ عمليّة استخراجه بعد تجميعه. وتتطلّب عملية استخراج النفط الصخريّ ضخ خمسة ملايين جالون ماء مع قليل من الرمل ومواد كيميائية تحت ضغط 15000 وحدة ضغط.



ـــ إن تأثير التكسير محدود جداً لا يتعدى عشرات الأمتار حول محيط البئر؛ ولذلك فإنّ إنتاج البئر الصخرية الواحدة ينخفض 70 % خلال السنة الأولى وينتهي عمرها الاقتصادي بعد أربع سنوات. ومعدل إنتاج البئر الصخرية لا يزيد عن 200 إلى 300 برميل في اليوم، وأغلبها أقل. بما يقل بعشرات المرّات عن معدل إنتاج البئر النفطيّة التقليديّة. إذ تنتج آبار النفط التقليدي 5 آلاف برميل في اليوم.



ـــ إن عمر بئر النفط الصخرية، كما سلفت الإشارة، قصير جداً لا يجاوز الـ 4 سنين بينما يمتدّ عمر بئر النفط التقليدية إلى عشرات السنين. وهو الأمر الّذي يضطرّ المنتجين إلى مواصلة  الحفر وإضافة ثلث الإنتاج سنوياً للمحافظة على مستوى الإنتاج ومنعه من النزول. فالبئر الواحدة من البترول التقليدي يقابلها أكثر من عشرين بئراً صخرية. ولو طرأ تحسن بسيط في عمليات الحفر والتكسير فليس هناك تكنولوجيا تحل طبيعة الجيولوجيا التي تعوق إنتاجه وترفع التكلفة.



ـــ  لدى الولايات المتحدة إمكانات هائلة لا يملكها أي بلد آخر. مثل آلاف الحفارات العاطلة والمعدات المساندة والأيدي البشرية المدربة وسهولة الحفر. وقد تمكّنوا من الحفر حتى الآن حواليّ مليون ونصف المليون. وهذا لا يتوافر لأي جهة خارجية. وخارج أميركا يحتاج منتجو النفط الصخري ضعف السعر الحالي لبرميل النفط الخام من أجل أن يكون إنتاجهم اقتصادياً. وحتى لو أنتجوا، مثل روسيا والصين وأستراليا، فسيكون مكلفاً وقليلاً جداً، إذ ليس لدى هذه الدول الإمكانيات التشغيلية مثل تلك الّتي لدى الولايات المتحدة.



ـــ إنّ مستقبل النفط الصخريّ محدود؛ حتى بعد ارتفاع أسعار النفط. ولا يمكن مقارنته مع النفط التّقليدي من حيث الجدوى الاقتصاديّة. الأصوات التي تتحدّث عن الاستغناء عن النفط التّقليدي الذي يُعتبر أهم مصدر للصناعات العصرية هي أصوات واهمة. ليس هناك مثيل للبترول حتّى الآن مهما تحدثوا عن البدائل. وإن النفط الصخري يمكن أن يساعد على استقرار السوق البترولية ولكن ليس منافساً للنفط التقليدي.



 


*المعلومات والأفكار الرّئيسة الواردة في هذا التقرير استُقيت من رسالة كتبها المهندس السعوديّ عثمان الخويطر، الذي عمل لعقود في شركة النفط السعودية الأمريكيّة "أرامكو" في مجال الحفر والتنقيب ويُعتبر من جيل الروّاد في مجال الصناعات البتروليّة الخليجية. وقد نشرت الرّسالة في صحيفة "الرّياض" السعودية بتاريخ 2 ابريل/ نيسان الجاري 2018 وتعيد "مرآة البحرين" نشر بعض أفكارها نظراً لأهمّية هذا الموضوع.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus