صحيفة هآرتس نقلا عن مسؤول إسرائيلي: البحرين هي الأكثر شجاعة بين الدول الخليجية فيما يتعلق بإسرائيل

مشاركون إسرائيليون في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي اختتم أعماله في المنامة أمس 4 يوليو 2018
مشاركون إسرائيليون في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي اختتم أعماله في المنامة أمس 4 يوليو 2018

2018-07-06 - 2:14 ص

مرآة البحرين (خاص): أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن زيارة الوفد الإسرائيلي إلى بلد عربي [البحرين] ليس له علاقات رسمية مع إسرائيل ومشاركته في مؤتمر اليونسكو، على الرغم من كونها رمزية، لكنها تشكل "نقلة في العلاقات بين البحرين وإسرائيل".  

ونقلت الصحيفة عن خبراء في واشنطن قولهم إنه على الرغم من أن العلاقات الرسمية بين البلدين ليست أمرًا وشيكًا"، إلا أنها تزداد دفئًا.

ولفتت إلى أنه ليس للبحرين، تمامًا كالسعودية، علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إلا أنها تشاركها قلقها بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة.  وهي قد اختارت سياسة مختلفة حين سمحت للوفد الإسرائيلي بالمشاركة في مؤتمر اليونسكو، وقرارها يخدم "المصالح الدولية للبحرين".

وذكرت الصحيفة عددًا من الإشارات على التغير في نهج البحرين تجاه إسرائيل، ومنها التغريدة التي نشرها وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، وقال فيها إنه من حق إسرائيل، كأي دولة أخرى، الدفاع عن نفسها ضد الاعتداء الإيراني، وذلك بعد قصف القوات الإيرانية لعدد من الأهداف الإسرائيلية في الجولان السوري.

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب إن هذا "كان تصريحًا مفاجئًا وإشارة إلى بروز واقع جديد في الشرق الأوسط"، مضيفًا أن الإدارة الأميركية تدعم هذه الخطوات الهادفة إلى تحسين علاقات إسرائيل مع الدول العربية المجاورة مثل البحرين.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إنّ البحرين هي الأكثر شجاعة بين الدول الخليجية في ما يتعلق بإسرائيل معللًا ذلك بعدد من الأسباب من بينها "أنه يُنظَر إلى إيران في البحرين كتهديد ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل على المستوى الداخلي أيضًا- حيث هناك غالبية السكان من الشيعة، لكن النظام سني. وهم قلقون دائمًا بشأن محاولة إيران زعزعة استقرار حكومتهم".

وأضاف "يبدو أحيانًا أن السعودية والإمارات العربية المتحدة تستخدمان البحرين -المتحالفة معهما لكنها أقل نفوذًا- لتكون فأر تجارب في ما يتعلق بالسياسة الخارجية. والأمر صحيح  مع الأخذ بعين الاعتبار المنافسة بين هذه الدول الثلاث وقطر، وأيضًا مع أخذ إسرائيل بعين الاعتبار".

وذكرت الصحيفة أيضًا حفل الإفطار الذي أقامته السفارة البحرينية في واشنطن، حيث تحدث الحاخام مارك شناير أمام موظفي السفارة وضيوفها عن محاولات البحرين للتقرب من إسرائيل، وأشاد بالمسؤولين البحرينيين على بذلهم هذه الجهود.

وقالت الصحيفة إن السفارة دعت أيضًا مراسلها لحضور الاحتفال، مع إدراكها التام أن هآرتس صحيفة إسرائيلية، ونقلت عن السفير البحريني في الولايات المتحدة، راشد بن عبد الله آل خليفة، تصريحه لها أن "بلاده تأمل رؤية تطور في عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، وأنها ملتزمة بحل الدولتين كأساس لحل النزاع". وقال الحاخام مور، الذي تحدث أيضًا في الحفل، إن "هناك الكثير من التعاون كل الوقت [بين البلدين]. لكن غالبية الأمور تبقى سرية".

وأشارت الصحيفة أيضًا إلى زيارة الوفد البحريني إلى القدس، والتي قال مور إنها تهدف لتعزيز الحوار بين الزعماء من مختلف الأديان.  وأعرب مور عن دهشته لحصول الزيارة، بعد أيام من إعلان ترامب عن قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وقال مور "لقد كنت شبه متأكد من أنهم سيلغون مشاركتهم في هذه الرحلة. لكنت ذلك لم يحصل. لقد تفاجأت كثيرًا، فقد قالوا إنهم سيأتون على الرغم من إعلان "أيام الغضب" في القدس والضفة الغربية".

وأضاف "لقد أدركت حينها أن المنطقة تشهد تغييرًا حقيقيًا، وأن البحرين رائدة في هذا الطريق".

وقال المسؤول الإسرائيلي إنه "لا يتوقع التزام الدولتين بالعلاقات الدبلوماسية الكاملة في المستقبل القريب".

ولفت إلى أن "الأخبار الواردة في وسائل الإعلام عن حصول الاعتراف الدبلوماسي الكامل قريبًا تخلق تأثيرًا معاكسًا"، مضيفًا أن "البحرين تريد التقرب من إسرائيل، لكنها تريد فعل ذلك ببطء وحذر" وأكد أن "الأمر سيستغرق  المزيد من الوقت لكي نشهد اختراقًا دبلوماسيًا حقيقيًا"، وختم بالقول إنه "في الوقت الحالي، يتعلق الأمر بمسائل صغيرة مثل زيارة الوفد [الإسرائيلي] في [مؤتمر] اليونسكو".