» تقارير
محمد ميرزا: نسر أسياد النزل في قبضة الجلاد
2012-06-29 - 3:34 م
مرآة البحرين (خاص): محمد ميرزا سيد أسياد النزال وهي التسمية الشعبية لأبطال بلدة الدير الواقعة شمال البحرين حيث ساحل جزيرة المحرق، هذا البطل الذي أتعب المخابرات وجلاديها ومرتزقة السلطة على مدى 15 شهراً، تحويه الآن أقبية التعذيب في ظل خوف بالغ على حياته. بطل الأسياد القدوة لكل الثائرين وهب كل ما لديه للثورة، لم تتبق إلا روحه، وقد حاول مراراً أن يقدمها لأجل الوطن كما يقول أحد أصدقائه إلا أن القدر لم يختاره "رغم إنه كان على بعد أشفار العيون من الموت كل ليلة".
أطاحت به أيدي الغدر المستذئبة التي باعت إنسانيتها لقوى المرتزقة التي تعيث فساداً في البلاد، البطل محمد حياته في خطر، واعتقاله الذي جرى يوم الأربعاء الماضي فتح فاتورة الحساب المهملة مع عيون المخابرات والارتزاق نساءً ورجالاً.
محمد ميرزا أحمد عبدالله ربيع، شاب في الثانية والعشرين من عمره، ولد في 23 -11- 1990، نشأ في بلدة الدير. طيب خلوق محبوب بين ناسه، لم يستطع الالتحاق بالجامعة بسبب مطاردة السلطات له.
كان محمد يحب لعب كرة القدم كثيراً، ويمتلك مهاراتها العالية، تسنت له عدة فرص للعب في أنديه منها الأهلي والمحرق، ولكن مطاردة النظام المتوحش والمستبد له، والواجب الذي أخذه على عاتقه في الدفاع عن الحرية والأرض والوطن منعه من مواصلة هذا المشوار، لكنه كان أحياناً ينتهز بعض الفرص كي يداعب الكرة الذي عشقها.
عبارته المفضلة، هي "سجين تحت الانتظار" وها قد بات سجيناً بالفعل، محمد ميرزا الذي نشأ يتيم الأب عشق أحد آباء هذا الشعب وهذا الوطن وهو الأستاذ حسن مشيمع أمين عام حركة حق. يقول عنه أحد أصدقائه "محمد منذ أن عرفته وهو شاب يطمح للحرية ورافض للذل وكان دائم السباق في سوح الجهاد والنضال حتى قبل الثورة وهو يعشق الأستاذ حسن مشيمع، وأنا أشبه محمد بالنسر الجارح الذي يعشق فضاء الحرية فهو دائما ماكان يحلق عالياً من أجل كرامته، وكرامة هذا الشعب، محمد الذي لم ينتظر يوماً كلمة شكر من أحد".
معاناته وألمه
بدأ نشاط محمد الاحتجاجي في 2007، يتقدم المسيرات دائما، وأصيب عدة مرات منذ فترة الطوارىء. اعتقل قبل الثورة، وأفرج عنه بداية الثورة مع إطلاق الرموز في 23 فبراير 2011.
منذ الهجمة الثانية على دوار اللؤلؤ في 16 مارس 2011 وإعلان أحكام الطوارىء ابتدأت الحملة الأمنية المتوحشة والملاحقات، فأصبح محمد مطارداً، تمت مداهمة منزل عائلته مراتٍ لا يمكن إحصاؤها. مع كل حملة مداهمات يشنها المرتزقة والجلادون على بلدة الدير، كان بيت محمد هو أول البيوت المداهمة بحثاً عنه.
عائلياً.. لدى محمد أخٌ أكبر منه، لكنه أيضاً لا يتواجد في المنزل خوفاً من اعتقاله كرهينة بدل أخيه محمد، وقد اعتقل سابقاً مرة مع أخيه.
قبل الثورة
أثناء خروج مسيرة في بلدة الدير تعرضت أخته الصغرى لإصابة بليغة في وجهها بعد أن قام أحد المرتزقة بإطلاق قنبلة صوتية على نافذة غرفتها. أصبح محمد مطلوباً بسبب نشاطه قبل الثورة، واهتمام السلطات به بسبب حراكه الثوري في بلدة الدير.
ظل مخلصاً لحراكه الثوري طوال الخمسة عشر شهراً من عمر الثورة. ذات مرة، كان محمد يحاول زيارة أهله في المنزل، لكن الدوريات الأمنية لم تتح له الفرصة، فاقتحمت البلدة وحاولت اللحاق به، ولو لم تحذره أخته، لكانوا استطاعوا اعتقاله، لكنه استطاع الهرب، ولقد لفقت تهمة شتم رجل أمن لاخته بسبب حمايتها لأخيها في هذا الموقف.
صار محمد المطلوب رقم 1 في الدير، ففي كل مرة يتم اعتقال أحد الشباب من البلدة كان دائما يُسأل عن محمد وأين هو، وكان الجلاد المجرم الضابط في وزارة الداخلية يوسف الملا من أشد الحاقدين على محمد، فقد كان سؤاله المعتاد "تعرف حمود ميزرا؟"، ليبدأ بعدها الوعيد والشتم في محمد، وكان يحمل كل معتقل يفرج عنه، رسالة لمحمد مضمونها تهديد من المجرم يوسف الملا.
لماذا مطلوب لهذا الحد؟!
محمد ميرزا ليس سراً القول عنه، إنه كان دائمًا في وجه المدفع، أول من يصل لمكان المسيرة، وآخر من يخرج من المكان حين القمع، يقول عنه صديق مقرب له "محمد شجاع بكل ماتحمل الكلمة من معنى، فعلاً هو لايهاب الموت، كان دائما يواجه القوات سلمياً بصدر عارٍ كاشفاً عن وجهه دون أي خوف، وأثناء الثورة أصبح محمد مُلهِمًا للشباب، دائما في الصدارة يتسيّد الساحة بشجاعته وبطولته التي لا تعرف الانكسار".
ظل محمد ميرزاً عصياً، لكن قوات المرتزقة والمخايرات استطاعت في الفترة الأخيرة تكوين شبكات ممن باعوا ضمائرهم وقبلوا العمل كجواسيس، وباتوا هم أخطر ما يواجهه الشباب الثائر في البحرين.
رغم الاحترازات يبقى الخطأ متاحاً، ففي يوم 27 من شهر يونيو الجاري، لاحظ بعض الثوار دخول سيارة من نوع جيب لاندكروزر أبيض اللون ذي زجاج معتم بالكامل، اتضح لاحقاً أن هذا الجيب بداخله عناصر من المخابرات، معهم أجهزة التتبع الالكتروني، وكان خلفها سيارتي جيب من قوات المرتزقة التابعة لوزارة الداخلية، أخذوا يتجولوا في القرية بسرعة بطيئة، وكان الوضع من البداية مقلقاً، فقد تمّ تحذير الشباب المتواجد في البلدة، ومن ضمنهم محمد ميرزا، الذي رفض الاستعجال والخروج من المنزل الذي هو فيه، وقال سوف يخرجون بعد قليل. مرت نصف ساعة تقريباً، وفجأة توقفت السيارات الثلاث ( الجيب الأبيض وسيارتيّ المرتزقة) بجانب المنزل الذي يتواجد فيه محمد. دقائق قليلة وتغزوا البلدة تعزيزات أمنية كبيرة جداً، أحاطت بالمنزل الذي يتواجد فيه محمد كما أحاطت بكل البيوت التي تلاصق ذلك البيت، دقائق تم بعدها مداهمة البيت والبيوت الملاصقة له في وقت واحد، فقد كانوا يعرفون قدرة محمد على الهروب السريع، فقد تمكن من الهروب سابقاً من عدة كمائن نصبت له.
في هذه المداهمة تم القبض على محمد ميرزا في أحد البيوت، كانت خطة غادرة من عيون الجواسيس ومن أجهزة تتبع الكترونية تحصل عليها السلطة من حلفائها في الغرب والشرق.
تم القبض على محمد وعلى الفور انهالوا عليه بالضرب المبرح. ينقل أحد الشهود أن الجلادين والمرتزقة كانوا يرقصون فرحاً باعتقاله، وقاموا بالطلق العشوائي على كل من يقترب من الموقع، وخرجوا من القرية بسرعة وهم يغرقون القرية بالغازات السامة.
غادر محمد بلدته كنسر جريح لكنه لم يفقد شموخه. لقد اصطادوا رأس النسر، لكنهم لن يتمكنوا من قلبه، سيظل يلهم أسياد النزال في ساحات الحرية.
مرآة البحرين (خاص): محمد ميرزا سيد أسياد النزال وهي التسمية الشعبية لأبطال بلدة الدير الواقعة شمال البحرين حيث ساحل جزيرة المحرق، هذا البطل الذي أتعب المخابرات وجلاديها ومرتزقة السلطة على مدى 15 شهراً، تحويه الآن أقبية التعذيب في ظل خوف بالغ على حياته. بطل الأسياد القدوة لكل الثائرين وهب كل ما لديه للثورة، لم تتبق إلا روحه، وقد حاول مراراً أن يقدمها لأجل الوطن كما يقول أحد أصدقائه إلا أن القدر لم يختاره "رغم إنه كان على بعد أشفار العيون من الموت كل ليلة".
أطاحت به أيدي الغدر المستذئبة التي باعت إنسانيتها لقوى المرتزقة التي تعيث فساداً في البلاد، البطل محمد حياته في خطر، واعتقاله الذي جرى يوم الأربعاء الماضي فتح فاتورة الحساب المهملة مع عيون المخابرات والارتزاق نساءً ورجالاً.
محمد ميرزا أحمد عبدالله ربيع، شاب في الثانية والعشرين من عمره، ولد في 23 -11- 1990، نشأ في بلدة الدير. طيب خلوق محبوب بين ناسه، لم يستطع الالتحاق بالجامعة بسبب مطاردة السلطات له.
كان محمد يحب لعب كرة القدم كثيراً، ويمتلك مهاراتها العالية، تسنت له عدة فرص للعب في أنديه منها الأهلي والمحرق، ولكن مطاردة النظام المتوحش والمستبد له، والواجب الذي أخذه على عاتقه في الدفاع عن الحرية والأرض والوطن منعه من مواصلة هذا المشوار، لكنه كان أحياناً ينتهز بعض الفرص كي يداعب الكرة الذي عشقها.
عبارته المفضلة، هي "سجين تحت الانتظار" وها قد بات سجيناً بالفعل، محمد ميرزا الذي نشأ يتيم الأب عشق أحد آباء هذا الشعب وهذا الوطن وهو الأستاذ حسن مشيمع أمين عام حركة حق. يقول عنه أحد أصدقائه "محمد منذ أن عرفته وهو شاب يطمح للحرية ورافض للذل وكان دائم السباق في سوح الجهاد والنضال حتى قبل الثورة وهو يعشق الأستاذ حسن مشيمع، وأنا أشبه محمد بالنسر الجارح الذي يعشق فضاء الحرية فهو دائما ماكان يحلق عالياً من أجل كرامته، وكرامة هذا الشعب، محمد الذي لم ينتظر يوماً كلمة شكر من أحد".
معاناته وألمه
بدأ نشاط محمد الاحتجاجي في 2007، يتقدم المسيرات دائما، وأصيب عدة مرات منذ فترة الطوارىء. اعتقل قبل الثورة، وأفرج عنه بداية الثورة مع إطلاق الرموز في 23 فبراير 2011.
منذ الهجمة الثانية على دوار اللؤلؤ في 16 مارس 2011 وإعلان أحكام الطوارىء ابتدأت الحملة الأمنية المتوحشة والملاحقات، فأصبح محمد مطارداً، تمت مداهمة منزل عائلته مراتٍ لا يمكن إحصاؤها. مع كل حملة مداهمات يشنها المرتزقة والجلادون على بلدة الدير، كان بيت محمد هو أول البيوت المداهمة بحثاً عنه.
عائلياً.. لدى محمد أخٌ أكبر منه، لكنه أيضاً لا يتواجد في المنزل خوفاً من اعتقاله كرهينة بدل أخيه محمد، وقد اعتقل سابقاً مرة مع أخيه.
قبل الثورة
أثناء خروج مسيرة في بلدة الدير تعرضت أخته الصغرى لإصابة بليغة في وجهها بعد أن قام أحد المرتزقة بإطلاق قنبلة صوتية على نافذة غرفتها. أصبح محمد مطلوباً بسبب نشاطه قبل الثورة، واهتمام السلطات به بسبب حراكه الثوري في بلدة الدير.
ظل مخلصاً لحراكه الثوري طوال الخمسة عشر شهراً من عمر الثورة. ذات مرة، كان محمد يحاول زيارة أهله في المنزل، لكن الدوريات الأمنية لم تتح له الفرصة، فاقتحمت البلدة وحاولت اللحاق به، ولو لم تحذره أخته، لكانوا استطاعوا اعتقاله، لكنه استطاع الهرب، ولقد لفقت تهمة شتم رجل أمن لاخته بسبب حمايتها لأخيها في هذا الموقف.
صار محمد المطلوب رقم 1 في الدير، ففي كل مرة يتم اعتقال أحد الشباب من البلدة كان دائما يُسأل عن محمد وأين هو، وكان الجلاد المجرم الضابط في وزارة الداخلية يوسف الملا من أشد الحاقدين على محمد، فقد كان سؤاله المعتاد "تعرف حمود ميزرا؟"، ليبدأ بعدها الوعيد والشتم في محمد، وكان يحمل كل معتقل يفرج عنه، رسالة لمحمد مضمونها تهديد من المجرم يوسف الملا.
لماذا مطلوب لهذا الحد؟!
محمد ميرزا ليس سراً القول عنه، إنه كان دائمًا في وجه المدفع، أول من يصل لمكان المسيرة، وآخر من يخرج من المكان حين القمع، يقول عنه صديق مقرب له "محمد شجاع بكل ماتحمل الكلمة من معنى، فعلاً هو لايهاب الموت، كان دائما يواجه القوات سلمياً بصدر عارٍ كاشفاً عن وجهه دون أي خوف، وأثناء الثورة أصبح محمد مُلهِمًا للشباب، دائما في الصدارة يتسيّد الساحة بشجاعته وبطولته التي لا تعرف الانكسار".
ظل محمد ميرزاً عصياً، لكن قوات المرتزقة والمخايرات استطاعت في الفترة الأخيرة تكوين شبكات ممن باعوا ضمائرهم وقبلوا العمل كجواسيس، وباتوا هم أخطر ما يواجهه الشباب الثائر في البحرين.
رغم الاحترازات يبقى الخطأ متاحاً، ففي يوم 27 من شهر يونيو الجاري، لاحظ بعض الثوار دخول سيارة من نوع جيب لاندكروزر أبيض اللون ذي زجاج معتم بالكامل، اتضح لاحقاً أن هذا الجيب بداخله عناصر من المخابرات، معهم أجهزة التتبع الالكتروني، وكان خلفها سيارتي جيب من قوات المرتزقة التابعة لوزارة الداخلية، أخذوا يتجولوا في القرية بسرعة بطيئة، وكان الوضع من البداية مقلقاً، فقد تمّ تحذير الشباب المتواجد في البلدة، ومن ضمنهم محمد ميرزا، الذي رفض الاستعجال والخروج من المنزل الذي هو فيه، وقال سوف يخرجون بعد قليل. مرت نصف ساعة تقريباً، وفجأة توقفت السيارات الثلاث ( الجيب الأبيض وسيارتيّ المرتزقة) بجانب المنزل الذي يتواجد فيه محمد. دقائق قليلة وتغزوا البلدة تعزيزات أمنية كبيرة جداً، أحاطت بالمنزل الذي يتواجد فيه محمد كما أحاطت بكل البيوت التي تلاصق ذلك البيت، دقائق تم بعدها مداهمة البيت والبيوت الملاصقة له في وقت واحد، فقد كانوا يعرفون قدرة محمد على الهروب السريع، فقد تمكن من الهروب سابقاً من عدة كمائن نصبت له.
في هذه المداهمة تم القبض على محمد ميرزا في أحد البيوت، كانت خطة غادرة من عيون الجواسيس ومن أجهزة تتبع الكترونية تحصل عليها السلطة من حلفائها في الغرب والشرق.
تم القبض على محمد وعلى الفور انهالوا عليه بالضرب المبرح. ينقل أحد الشهود أن الجلادين والمرتزقة كانوا يرقصون فرحاً باعتقاله، وقاموا بالطلق العشوائي على كل من يقترب من الموقع، وخرجوا من القرية بسرعة وهم يغرقون القرية بالغازات السامة.
غادر محمد بلدته كنسر جريح لكنه لم يفقد شموخه. لقد اصطادوا رأس النسر، لكنهم لن يتمكنوا من قلبه، سيظل يلهم أسياد النزال في ساحات الحرية.
اقرأ أيضا
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة