عائلة المعتقل المصاب بالسرطان «إلياس الملا» تلجأ إلى شرطة النجدة لإنقاذ حياته بعد حرمانه من الأدوية في السجن

2018-07-16 - 6:12 م

مرآة البحرين: قالت عائلة المعتقل إلياس فيصل الملا إنها لجأت إلى شرطة النجدة لإنقاذ حياته في السجن، إثر تدهور حالته الصحية بشكل كبير جدا، بسبب حرمانه من أدوية مرض السرطان الذي يعاني منه، لمدة 21 يوما.

وصرّحت العائلة بأن إلياس محروم من أدويته منذ 21 يوما من قبل إدارة السجن، بعد نقله إلى مبنى آخر،  وذكرت أنها تقدمت إلى الجهات المعنية في إدارة السجن لتمكينه حقه في العلاج لكنه ووجهت بالمماطلة والتجاهل.

وأكدت عائلة الملا تدهور حالته الصحية بشكل خطير جدا وإنه كان يستغيث في اتصاله الأخير بسبب المضاعفات المؤلمة وانقطاع التكييف وسوء الأوضاع في السجن عموما.  

وقالت إنه "لم يكن لدينا سوى الاتصال بشرطة النجدة لطلب المساعدة بتاريخ 10 يوليو/تموز حيث نقلنا عبر الهاتف معاناته والمناشدة لمساعدته شخصيا" وذكرت أن شرطة النجدة استجابت للشكوى ووعدت بالتحرك خلال يومين، ولكن لم يرد اتصال من أي جهة.

بدلا من ذلك، تقول العائلة إنها تلقت المزيد من الأخبار السيئة عن ابنها إلياس من قبل زملاء له بالزنزانة ما أجبرها على تكرار طلب المساعدة من شرطة النجدة من جديد بتاريخ 11 يوليو/تموز، وقالت إن الشرطة اتصلوا بها لاحقا وأخبروها بأن هناك استجابة من الضابط المناوب، وطمأنوها بأن هناك إجراءات قد اتخذت.

وزارت العائلة إلياس يوم الخميس 12 يوليو/تموز حيث أفاد بأنه استدعي بشكل مفاجئ ونقلل للعيادة وتم فحصه وصرف الأدوية التي حرم منها 21 يوما.

وعبرت عائلة إلياس بعد هذه التجربة، بأننا "كعائلة ابنها مصاب بالسرطان يقضي عقوبة في السجن، نشعر بالقلق على حياته في ظل نقص المناعة ومع سوء الأوضاع داخل السجن" وناشدت المقررين الخاصين المعنيين بالتحرك السريع إنقاذ معتقلي الرأي في سجون البحرين، قائلة إنهم "يواجهون الموت البطيء".

يذكر أن إلياس كان يبلغ من العمر 21 عامًا، ويتمتع بصحة جيدة حين اعتقل في العام 2012، وأثناء  الاعتقال، تعرض للضرب والتّعذيب كما حرم من النّوم، إلى أن انتزعت منه اعترافات تحت الإكراه، وحُكِم عليه بالسّجن 15 عامًا، على خلفية تهم سياسة.

في مارس/آذار 2015، كان ضحية عقاب جماعي لأسابيع إثر ما عرف بأحداث سجن جو، وذكرت والدته في مقال نشرته على موقع آي بي تايمز أن إلياس ضُرب من قبل عدد من عناصر الشّرطة بعنف على معدته.

واكتشفت إصابة إلياس بالسّرطان بعد ذلك بأشهر (في أغسطس/آب 2015)، حيث كان قد أمضى 3 أعوام في السجن وقتها، وقد كان تشخيص مرضه بأنه سرطان في القولون في المرحلة الثالثة.

وذكرت أم إلياس في المقال بأن أحوال السجون ازدادت سوءًا هذا العام (2017) "إلياس محتجز في ظروف قذرة في السّجن، ويتم إبقاؤه في زنزانته 23 ساعة في اليوم".

وقالت إن القانون البحريني ينص على أنّه في حال كان معتقل ما يعاني من مرض يهدد حياته، يمكن تأجيل تنفيذ العقوبة بحقه، وبعث محامو إلياس برسالة للعديد من الجهات تطالب بذلك، دون أن يتلقوا ردا.

وانتقدت أم إلياس تجاهل المؤسسات الرقابية التي شكّلت برعاية بريطانية، وهي مفوضية السجون، والأمانة العامة للتظلمات، ووحدة التحقيق الخاصة، وقالت "لو كانت مثل هذه المؤسسات موجودة حقًا، وفقًا لما يؤكده كل من السيد بيرت والسفارة البريطانية في البحرين، فإنّ إلياس لن يموت في السّجن".

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017 نقلت العائلة عن إلياس عدم رغبته في العلاج بسبب ما يتعرّض له من إذلال لتلقيه من قبل إدارة سجن جو.

وتوفي 5 معتقلين على الأقل في السجن بسبب الإهمال الطبي، غير أن ذلك لم يفلح في دفع سلطات السجن نحو تغيير إجراءاتها في هذا الشأن، وقالت والدة المعتقل إلياس "يتعين على إدارة سجن جو النظر إلى حالته كحالة إنسانية وأن تقوم بالإفراج الفوري عنه، إذا كانت مهتمة باستمراره على قيد الحياة (...) خلاف ذلك هي لا تريد له أن يعيش".

إلياس الملا