العفو الدولية وناشط سعودي هدفان لبرنامج تجسس إلكتروني طوّرته شركة إسرائيليّة (سيتيزن لاب والمنظمة)

2018-08-03 - 5:37 ص

مرآة البحرين: نشر كلّ من منظّمة العفو الدوليّة و مختبر "سيتيزن لاب" تقريرين يكشفان استهداف منظمة العفو ببرنامج تجسس إلكتروني طوّرته شركة "إن إس أو" الإسرائيليّة (NSO Group).

وقالت منظّمة العفو الدوليّة في تقريرها إنّه في يونيو/حزيران 2018، تلقّى أحد موظفي المنظمة رسالة على تطبيق «الواتساب»، كان محتواها مرتبط بالمملكة العربية السعوديّة، وتضمّنت روابط إلكترونيّة تعتقد المنظمة أنّها تستخدم لتوزيع ونشر برامج تجسس متنقلة متطورة.

وخلال التحقيق التي أجرته المنظمة على ضوء هذا الأمر، تبيّن لها أنّ ناشطًا سعوديًا مقيمًا في الخارج قد تلقى أيضًا رسائل مشابهة. وبعد تحليلها لهذه الرسائل، وجدت المنظمة روابط بشبكة تضم أكثر من 600 اسم نطاق إنترنت Domain. وأشارت أنّ هذه الأسماء ليست مشبوهة فحسب، بل تتداخل أيضًا مع البنية التحتية التي تم تحديدها في وقت سابق كجزء من "بيغاسوس" (Pegasus) وهو برنامج تجسس تجاري متطوّر تبيعه شركة "أن أس أو". وأكّد موقع "سيتيزن لاب"على هذه النتائج في تقريره الذي نشر بالتزامن مع تقرير المنظّمة.

وفي تقريره الذي نشره على موقعه الإلكتروني، يوضّح "سيتيزن لاب"، التابع لكليّة "مونك للشؤون العالمية" في جامعة تورنتو، كندا، أنّ برامج التجسس "بيغاسوس" (Pegasus) تسمح للمشغل بالتجسس على أي نشاط يحصل بالقرب من الجهاز المستهدف عن طريق تشغيل كاميرا الويب والميكروفون الخاصين بالجهاز، كما تسمح له بتسجيل المكالمات وحفظ رسائل تطبيقات الدردشة المحمولة، وكذلك تتبع تحركات الجهاز.

وأقرّت منظمة العفو "أنّ الرسالة كانت محاولة لخداع زميلنا للنقر على الرابط الذي يشير إلى اسم العنوان akhbar-arabia.com.

واستطاعت المنظمة تحديد الناشط الحقوقي السعودي الذي تلقّى رسالة قصيرة تحمل روابط بأسماء نطاقات إنترنت كانت قد ربطتها المنظّمة بالشبكة ذاتها التي تستخدمها مجموعة "إن إس أو" أو أحد عملائها لتحميل برامج ضارّة مصمّمة لحصد البيانات من هواتف الضحايا بصمت. وتحوّل هذه البرامج الهاتف النقال أو الكمبيوتر إلى أداة متطورة للتنصت أو للتتبّع من أجل استخدامها ضدّ أصحابها.

في أواخر شهر مايو/أيار، تلقى الناشط رسالة من رقم غير معروف، وأكدت المنظمة أنّ الرابط الموجود داخل الرسالة يحوّل المتلقّي إلى رابط آخر تمّ تحديده على أنّه أحد عناوين المواقع التابعة لـ "إن إس أو". ولفتت إلى ما خلص إليه موقع "سيتيزن لاب" في تحقيقاته من أنّ عنوان الموقع ذاته (social-life[.]info) تم إرساله عبر رسائل قصيرة مشابهة لأشخاص آخرين في دول مجلس التعاون الخليجي.

وبعد ذلك بفترة قصيرة، تلقّى الناشط [السعودي] رسالة مشبوهة أخرى من رقم غير معروف تتضمّن موضوع رفع حظر القيادة على النساء في ة السعودية، مستخدمة عنوان تقرير منظمة العفو الدولية الذي أصدرته في هذا الموضوع.

ولأن الرابط المرفق في الرسالة حذف أو عُطّل، فلم تستطع المنظّمة تأكيد ما إذا كان الرابط يصل الهاتف بعنوان موقع موصول أيضًا بشركة "إن إس أو".

وعلى ضوء هذه النتائج تواصلت المنظمة مع مجموعة "إن إس أو" التي بدورها قالت (31 يوليو/ تمّوز 2018) إنّها "تطوّر التكنولوجيا السيبرانيّة التي تسمح للوكالات الحكومية بتحديد وعرقلة المؤامرات الإرهابية والجنائية. [...] إذا ظهر ادعاء يتعلق بانتهاك عقدنا أو استخدام غير ملائم للتكنولوجيا التي نطورها، كما عرضت منظمة العفو الدولية، فإننا نقوم بالتحقيق في القضية واتخاذ الإجراء المناسب بناءً على تلك النتائج. نحن نرحب بأي معلومات محددة يمكن أن تساعدنا في مواصلة التحقيق في المسألة".

وفي هذا السياق أكّدت المنظّمة أنّها، وبالإضافة إلى الكثير من المنظمات الحقوقيّة الأخرى، وثّقت حالات تجسس ومراقبة تتعارض مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، لافتة أنّ ما تقوم به مجموعة "إن إس أو" وعملاؤها يظهر شكلًا غير اعتيادي من أشكال المراقبة وفقًا لمعايير حقوق الإنسان.

ولفت تقرير "سيتيزن لاب" أنّه منذ أول تقرير لهم عن هذا الموضوع عام 2016، والذي تضمّن حالة الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور، الذي استهدفه برنامج "بيغاسوس" التابع لمجموعة "إن إس أو"، كشفت سلسلة من التقارير إساءة استخدام برامج التجسس التابعة للمجموعة الإسرائيليّة.

وقال الموقع "تشير تقارير مختلفة إلى أنّ ما يصل إلى 175 شخصًا قد يكونون مستهدفين بشكل غير ملائم باستخدام برامج التجسس التابعة لمجموعة "إن إس أو" في انتهاك لحقوقهم الإنسانية المعترف بها دوليًا".

*ترجمة وتحرير مرآة البحرين

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus