الصّحافي أسامة الماجد للملك: أريد "افالون" جديدة

2018-08-17 - 3:23 م

مرآة البحرين: يتلوّن الصحافي أسامة الماجد، الكاتب بصحيفة "البلاد" المملوكة لرئيس الوزراء البحريني، كما تتلوّن حيوانات الغابة. الرّجل الذي تموضع على مدى سنوات في جناح رئيس الوزراء البحرينيّ المتآكلة سلطاته وسط أجنحة العائلة الحاكمة المتنافسة، ومنحه كافّة مدحيّاته التي يُعرف بها بين الناس بعبارة "سيدي ووالدي"، يريد على ما يبدو تجريب شيء جديد.

هذه المرّة يقول إن لديه كتاباً عن الملك البحرينيّ تحت عنوان "جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة... الكريم... الشجاع... الحكيم... المحب". ويقول تقرير خبريّ نشره في صحيفة "البلاد" على لسان نفسه "أشاد الزميل أسامة الماجد بدعم محافظ الجنوبية سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة للكتاب والصحافة وتحفيز سموه على البحث والتوثيق".

لا يُعرف عن الماجد أنه من مرتادي ديوان الملك أو أحد الملتحفين في جناحه. لكن على ما تفعل الحيوانات التي تمتلك خاصّية الذوبان في بيئة الغابة المتفاوتة للتخفي عن الحيوانات المفترسة فهو يقرأ اتجاهات القوّة في بيت الحكم كما يقرأ كهربائي تدفق الجهد الكهربي في الكابلات المقطعيّة. فرئيس الوزراء الهرم بات هدفاً متكرراً لصقور العائلة الحاكمة المحيطة بالملك. ووصل التعريض به إلى حد استخدام اسمه مطيّة في حملات التراشق على وسائل التواصل الاجتماعيّ.

فإذا كان هذا كذلك، وهو من هو، فما الذي يفعله الماجد بمعيّته إذن؟ لا شكّ أنّ الماجد راودته هذه الوساوس أو حدّث بها نفسه. فما الذي يفعله؟ فكرة مذهلة: القفز على تموضعه التقليديّ في جناح إلى أكثر من جناح. "جناح واحد لم يعد يطير فليكن لي جناح آخر".

التاجر المفلس يفتش في دفاتره القديمة. وهكذا بالضبط فعل الماجد. ذهب إلى جمع مقالات قديمة سبق له كتابتها عن الملك، أو لعلّه اختلقها على عجالة فوضعها بين دفّتين ثم قال كتاباً. أصبحت لديه معزوفة جديدة بإمكانه أن يجوب بها على الدواوين الآن. "حمد... الكريم... الشجاع... الحكيم... المحب".

لقد منح سيارة "اڤالون" ومنزلاً في الرفاع بعد سلسلة مقالات مدحيّة كتبها في السابق في رئيس الحكومة خليفة بن سلمان آل خليفة مصحوبة بإيقاعات موسيقى "سيدي ووالدي" التي حولته إلى أراجوز يتهكم بها الناس عليه. فما الذي ستمنحه إياه إيقاعات الموسيقى الجديدة. لعلها "افالون" أخرى. لكن بالطبع ليس منزلاً آخر، لينسَ الأمر. المالية العامة للبلاد في حيص بيص.

حتّى وقت قريب كان الماجد ضيفاً منتظماً على مجلس رئيس الوزراء الأسبوعيّ؛ إلى أن ضاق الأخير ذرعاً من طلباته التي لا تنتهي والتي كان يحملها معه إلى مجلسه الأسبوعي مرفقة بملف مصوّر يصطحبه معه ويحوي آخر المدحيات التي كتبها فيه. فسحب منه امتياز حضور المجلس الأسبوعي.

لقد ضاق ذرعاً بلا مجلس أسبوعي. لا يستطيع أسامة الماجد أن يعيش من دون مجلس يصطحب معه إليه ملفه المدحي. ويبدو أنه صار يفكر في مجلس آخر. إن لديه ملفاً مصوراً جديداً الآن. كتاب تحت عنوان "جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة... الكريم... الشجاع... الحكيم... المحب". أما لسان الحال فهو: مليكي حبيبي.. أريد "افالون" جديدة.


 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus