موقع إلكتروني وهميّ خدع الدولة البحرينية كاملة
2018-08-30 - 2:19 م
مرآة البحرين (خاص): تريد دليلاً على هشاشة الدولة في البحرين وأنها جهاز إداريّ يُدار بالبركة ما عدا الأمن السياسي فهو قويّ؛ بل أقوى من أيّ شيء؟ ما عليك سوى تصفّح موقع جامعة "لاهاي" الوهميّة.
"جامعة" عبارة عن موقع إلكتروني فقط بلا مبنى أو حرم جامعيّ؛ ولا هيكل إداريّ معلن ولا مجلس أمناء وأعضاء هيئة تدريس؛ ولا اعتراف بها من أيّ دولة في العالم أو اعتماد من أية جهة حقيقية مخوّله بالاعتماد الأكاديمي. مع ذلك فقد استطاعت هذه الجامعة الوهمية، بكلّ هذه المواصفات المضحكة، أن تخترق الدولة البحرينيّة بالطول والعرض. تمنح الشهادات الأكاديميّة والفخرية للسفراء في السلك الدبلوماسيّ ورئيس مجلس النواب وأعضائه. التهاني لهؤلاء على نيلهم الشهادات الوهميّة تأتي لهم برْقاً وفوراً من رئيس الوزراء ووزير الديوان الملكي ووزير الداخلية.
يزور مؤسسو هذه الجامعة مملكة البحرين بحرّية؛ يعقدون اتفاقيات مع الجامعات المحليّة "كلية المملكة" والجمعيات المهنية "الصحفيين"؛ يستقطبون موظفي الدّولة ويخرّجونهم كذباً طلبة دّكتوراه؛ ثم يغادرون ويأتي غيرهم لإقامة دورات تمنح الدّبلومات والماجستيرات والدكتورات. وهكذا؛ حركة دؤوبة نشطة في اتّجاه واحد يظهر فيها موقع إلكترونيّ وهميّ على شبكة الإنترنت أكبر من الدوّلة البحرينيّة برمّتها.
ضبّاط الأمن الّذين يحصون على المواطنين الأنفاس ويجرجرونهم على مجرّد الهمس في "تويتر". مسئولو وزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي واللجنة الوطنية لتقييم المؤهلات وهيئة جودة التعليم والتدريب وجامعة البحرين وما تحتهم وفوقهم. وسائل الإعلام والصحف وأساتذة كليات الإعلام والصحافة؛ جميع هؤلاء يبدون صغاراً جدّاً. عاجزون ـــ كما أثبتت الأيّام ـــ عن اكتشاف سرّ موقع إلكترونيّ كذّاب وقول الحقيقة إلى النّاس.
"تعمل الجامعة على إعداد الهيكل التنظيمي الخاص بها وسيتم نشر تفاصيل هذا الهيكل حال الانتهاء من اللائحة الإدارية المنظمة لعمل الكليات و الأقسام". هذا ما تقوله الجامعة الوهميّة على موقعها الرّسمي منذ العام 2007 لغاية وقت كتابة هذه السطور. "لا تعادل وزارة التعليم الهولندية شهاداتنا". هذا ما تقوله أيضاً عن نفسها. هي تكاد لا تخفي شيئاً تقريباً؛ واضحة وضوح الشمس. مع ذلك فقد ظلّ كل ذلك أمراً غفْلاً على كامل أجهزة الدولة البحرينيّة منذ 2007. موقع وهميّ أكبر من دولة. جامعة "لاهاي" الوهمية شكراً، لقد صرنا ـــ معك ـــ نعرف أنفسنا الآن أكثر.